فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب

باب مَنِ اسْتَعَانَ بِالضُّعَفَاءِ وَالصَّالِحِينَ فِي الْحَرْبِ
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ قَالَ: "قَالَ لِي قَيْصَرُ: سَأَلْتُكَ أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ فَزَعَمْتَ ضُعَفَاؤُهُمْ، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ".

( باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب) أي ببركتهم ودعائهم ( وقال ابن عباس) فيما سبق موصولاً أوّل البخاري في باب: بدء الوحي ( أخبرني) بالإفراد ( أبو سفيان) صخر بن حرب أنه ( قال: قال لي قيصر) : هو لقب هرقل ( سألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم) ؟ بمدّ همزة أشراف ( فزعمت ضعفاؤهم) ، بالنصب، وفي بدء الوحي فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه ( وهم أتباع الرسل) .
أي في الغالب.


[ قــ :2768 ... غــ : 2896 ]
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ عَنْ طَلْحَةَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: "رَأَى سَعْدٌ -رضي الله عنه- أَنَّ لَهُ فَضْلاً عَلَى مَنْ دُونَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هَلْ تُنْصَرُونَ إِلاَّ بِضُعَفَائِكُمْ".

وبه قال: ( حدّثنا سليمان بن حرب) الأسدي الواشحي قال: ( حدثنا محمد بن طلحة عن) أبيه ( طلحة) بن مصرف اليامي ( عن مصعب بن سعد) بسكون العين أنه ( قال: رأى) أي ظن ( سعد -رضي الله عنه-) هو ابن أبي وقاص ووالد مصعب ومصعب لم يدرك زمان هذا القول وحينئذ فيكون مرسلاً لكنه محمول على أنه سمعه من أبيه، ويؤيده أن في رواية الإسماعيلي عن مصعب عن أبيه أنه رأى ( أن له فضلاً) من جهة الشجاعة والغنى ( على من دونه) ، زاد النسائي من أصحاب رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( هل تنصرون وترزقون إلاّ بضعفائكم) زاد النسائي بصومهم وصلاتهم ودعائهم ووجه بأن عبادة الضعفاء أشدّ إخلاصًا لخلوّ قلوبهم من التعلق بالدنيا وصفاء ضمائرهم مما يقطعهم عن الله فجعلوا همهم واحدًا فزكت أعمالهم وأجيب دعاؤهم.




[ قــ :769 ... غــ : 897 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو سَمِعَ جَابِرًا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنهم- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «يَأْتِي زَمَانٌ يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فَيُقَالُ نَعَمْ، فَيُفْتَحُ عَلَيْهِ.
ثُمَّ يَأْتِي زَمَانٌ فَيُقَالُ: فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فَيُقَالُ نَعَمْ، فَيُفْتَحُ.
ثُمَّ يَأْتِي زَمَانٌ فَيُقَالُ: فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ صَاحِبَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فَيُقَالُ نَعَمْ، فَيُفْتَحُ».
[الحديث 897 - طرفاه في: 3594، 3649] .

وبه قال: (حدثنا عبد الله بن محمد) المسندي قال: (حدثنا سفيان) بن عيينة (عن عمرو) هو ابن دينار أنه (سمع جابرًا) هو ابن عبد الله الأنصاري الصحابي (عن أبي سعيد) سعد بن مالك
الأنصاري (الخدري -رضي الله عنهم-) وسقط لفظ الخدري لأبي ذر (عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه (قال)) (يأتي زمان يغزو فئام) بكسر الفاء وفتح الهمزة وبعد الألف ميم أي جماعة (من الناس) والفئام لا واحد له من لفظه والجار والمجرور في موضع رفع صلة لفئام كما أن الجملة قبله صفة لزمان والعائد محذوف أي فيه وللحموي والكشميهني يغزو فيه فئام من الناس (فيقال: فيكم) بحذف همزة الاستفهام (من صحب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فيقال: نعم.
فيفتح عليه ثم يأتي زمان فيقال: فيكم من صحب أصحاب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فيقال: نعم، فيفتح) أي عليه (ثم يأتي زمان فيقال: فيكم من صحب صاحب أصحاب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فيقال: نعم، فيفتح) أي عليه وحذفت منهما لدلالة الأولى والمراد من الثلاثة الصحابة والتابعون وأتباع التابعين.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في علامات النبوة وفضائل الصحابة ومسلم في الفضائل.