فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الردف على الحمار

باب الرِّدْفِ عَلَى الْحِمَارِ
( باب الردف) بكسر الراء أي المرتدف الراكب خلف الراكب ( على الحمار) .


[ قــ :2854 ... غــ : 2987 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو صَفْوَانَ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ -رضي الله عنهما- "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَى إِكَافٍ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ وَرَاءَهُ".
[الحديث 2987 - أطرافه في: 4566، 5663، 5964، 6207] .

وبه قال: ( حدّثنا قتيبة) بن سعيد قال: ( حدّثنا أبو صفوان) عبد الله بن سعيد الأموي ( عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب) الزهري ( عن عروة) بن الزبير ( عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما-) ( أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ركب على حمار على إكاف) بكسر الهمزة ويقال وكاف بالواو وهو ما يشد على الحمار كالسرج للفرس ( عليه) أي على الإكاف ( قطيفة) دثار مخمل ( وأردف أسامة) بن زيد ( وراءه) .

والحديث أخرجه المؤلّف أيضًا في اللباس وفي التفسير والأدب والاستئذان والطلب ومسلم في المغازي والنسائي في الطب.




[ قــ :855 ... غــ : 988 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حدثنا يُونُسُ أَخْبَرَنِي نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه-: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَقْبَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ عَلَى رَاحِلَتِهِ مُرْدِفًا أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَمَعَهُ بِلاَلٌ وَمَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ مِنَ الْحَجَبَةِ حَتَّى أَنَاخَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَ بِمِفْتَاحِ الْبَيْتِ، فَفَتَحَ وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ أُسَامَةُ وَبِلاَلٌ وَعُثْمَانُ، فَمَكَثَ فِيهَا نَهَارًا طَوِيلاً، ثُمَّ خَرَجَ فَاسْتَبَقَ النَّاسُ، فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ، فَوَجَدَ بِلاَلاً وَرَاءَ الْبَابِ قَائِمًا.
فَسَأَلَهُ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فَأَشَارَ لَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ: كَمْ صَلَّى مِنْ سَجْدَةٍ؟.

وبه قال: ( حدّثنا يحيى بن بكير) بضم الموحدة وفتح الكاف قال: ( حدّثنا الليث) بن سعد ( قال: حدّثنا يونس) بن يزيد الأيلي ( أخبرني) بالإفراد ( نافع) مولى ابن عمر ( عن عبد الله) بن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أقبل يوم الفتح) في رمضان سنة ثمان من الهجرة ( من أعلى مكة) من كداء بالفتح والمدّ ( على راحلته) حال كونه ( مردفًا أسامة بن زيد) خادمه وهذا موضمع الترجمة ويلحق الارتداف على الراحلة بالارتداف على الحمار نعم هو عليه أقوى في التواضع
( ومعه بلال) مؤذنه ( ومعه عثمان بن طلحة) بن أبي طلحة بن عبد العزى لكونه ( من الحجبة) بفتح الحاء المهملة والجيم أي حجبة الكعبة وسدنتها الذين بيدهم مفتاحها ( حتى أناخ) عليه الصلاة والسلام راحلته ( في المسجد) الحرام ( فأمره أن يأتي بمفتاح البيت) العتيق فأتى به من عند أمه سلافة بضم السين المهملة ( ففتح) عليه الصلاة والسلام به الكعبة، ولأبي ذر: ففتح بضم ثانيه مبنيًّا للمفعول ( ودخل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) الكعبة ( ومعه أسامة وبلال وعثمان) بن طلحة الحجبي ( فمكث فيها نهارًا طويلاً) يصلّي ويكبر ويدعو، ( ثم خرج) منها ( فاستبق الناس) أي فتسابقوا للولوج إلى الكعبة ( وكان) بالواو ولأبي ذر فكان ( عبد الله بن عمر) بن الخطاب ( أوّل من دخل) الكعبة ( فوجد بلالاً وراء الباب قائمًا فسأله أين صلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) ؟ في الكعبة ( فأشار) بلال له ( إلى المكان الذي صلّى فيه) منها.
وفي رواية مسلم أنه قال: صلّى بين العمودين اليمانيين.
( قال عبد الله) بن عمر ( فنسيت) بالفاء ( أن أسأله) أي بلالاً ( كم صلّى) النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( من سجدة) أي من ركعة، ولا يعارضه نفي أسامة صلاته عليه الصلاة والسلام فيها المروي في مسلم لأن بلالاً مثبت فهو مقدم على النافي.
نعم روي عن أسامة إثباتها كما عند أحمد والطبراني ولا تناقض في روايتيه لأن النفي بالنسبة لما في علمه كونه لم يرَ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين صلّى لاشتغاله في ناحية من نواحي الكعبة أو لإتيانه بما يمحو به النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الصور التي كانت بالكعبة والإثبات أخبره به غيره فرواه عنه.