فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من أخذ بالركاب ونحوه

باب مَنْ أَخَذَ بِالرِّكَابِ وَنَحْوِهِ
( باب من أخذ بالركاب) للراكب ( ونحوه) كالإعانة على الركوب.


[ قــ :2856 ... غــ : 2989 ]
- حَدَّثَنا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ: يَعْدِلُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا - أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ - صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ».

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد، ولأبي ذر: حدّثنا ( إسحاق) هو ابن منصور بن بهرام الكوسج المروزي كما رجحه الحافظ ابن حجر قال: ( أخبرنا عبد الرزاق) بن همام قال: ( أخبرنا معمر) بسكون ثانيه ( عن همام) هو ابن منبه ( عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( كل سلامى) بضم السين وفتح الميم مقصور الأنملة من أنامل الأصابع ( من الناس) أو كل عظم مجوّف من صغار العظام.
قال التوربشتي: وفي معناه خلق الإنسان على ثلاثمائة وستين مفصلاً عليه أن يتصدق عن كل مفصل بصدقة.
وقال في الفتح: والمعنى على كل مسلم مكلف بعدد كل مفصل من عظامه صدقة لله تعالى شكرًا له بأن جعل لعظامه مفاصل يتمكن بها من القبض والبسط وخصّت بالذكر لما في التصرف بها من دقائق الصنائع التي اختص بها الآدمي اهـ.

وقال البيضاوي: المعنى أن على كل مفصل من عظام يصبح سليمًا من الآفات باقيًا على الهيئة التي تتم بها منافعه وأفعاله صدقة شكرًا لمن صوّره ووقاه عما يغيره ويؤذيه اهـ.

وكل سلامى مبتدأ مضاف ومن الناس صفة لسلامى ( عليه صدقة) جملة من المبتدأ والخبر خبر للمبتدأ الأوّل.

فإن قلت: كان القياس أن يقول عليها لأن السلامى مؤنثة؟ أجيب: بأنه جاء على وفق لفظ كل أو أنه ضمن لفظ سلامى معنى العظم أو المفصل وأعاد الضمير عليه كذلك.

( كل يوم تطلع فيه الشمس) بنصب كل على الظرفية ( يعدل) المسلم المكلف أي يصلح بالعدل ( بين الاثنين صدقة) بفتح أوّل يعدل وكسر ثالثه وهو مبتدأ تقديره أن يعدل مثل قوله تسمع بالمعيدي خير من أن تراه ( ويعين) المسلم المكلف ( الرجل) أي يساعده ( على دابته فيحمل عليها) الراكب وقوله فيحمل بفتح المثناة التحتية وسكون الحاء المهملة ( أو يرفع عليها متاعه صدقة) .

وهذا موضع الترجمة فإنه يدخل فيها الأخذ بالركاب وغيره وأو للشك من الراوي أو للتنويع.

( والكلمة الطيبة) يكلمها أخاه المسلم ( صدقة وكل خطوة) بفتح الخاء ولأبي ذر خطوة بضمها ( يخطوها إلى الصلاة) ذاهبًا وراجعًا ( صدقة، ويميط) أي يزيل ( الأذى عن الطريق صدقة) .