فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب السير وحده

باب السَّيْرِ وَحْدَهُ
( باب) حكم ( السير) حال كون السائر ( وحده) من غير رفيق معه هل يكره أم لا.


[ قــ :2864 ... غــ : 2997 ]
- حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما- يَقُولُ: "نَدَبَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النَّاسَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ.
قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ".
قَالَ سُفْيَانُ: الْحَوَارِيُّ النَّاصِرُ.

وبه قال: ( حدّثنا الحميدي) بضم الحاء وفتح الميم عبد الله بن الزبير قال: ( حدّثنا سفيان) بن
عيينة قال: ( حدّثني) بالإفراد ( محمد بن المنكدر قال: سمعت جابر بن عبد الله) الأنصاري ( -رضي الله عنهما- يقول: ندب) أي دعا ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الناس يوم) غزوة ( الخندق) وهي الأحزاب سبق في فضل الطليعة من يأتيني بخبر القوم، ويأتي إن شاء الله تعالى في مناقبه من يأتيني بخبر بني قريظة ( فانتدب) أي أجاب ( الزبير) بن العوّام -رضي الله عنه- ( ثم ندبهم) عليه الصلاة والسلام ثانيًا ( فانتدب) أي أجاب ( الزبير ثم ندبهم) عليه الصلاة والسلام ثالثًا ( فانتدب الزبير) زاد في رواية أبي ذر ثلاثًا وفيه شدّة شجاعته -رضي الله عنه- ( قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( إن لكل نبي حواريًّا) بفتح الحاء المهملة منوّنًا أي خاصة من أصحابه ( وحواريّ الزبير) .
قال الزجّاج: الحوري ينصرف لأنه منسوب إلى حوار وليس كبخاتي وكراسي لأن واحده بختيّ وكرسي، فإذا أضيف إلى ياء المتكلم فقد تحذف وقد ضبطه جماعة بفتح الياء وهو الذي في الفرع وأكثرهم بكسرها وهو القياس لكنهم حين استثقلوا الكسرة وثلاث ياءات حذفوا ياء المتكلم وأبدلوا من الكسرة فتحة.

( قال سفيان) : أي ابن عيينة ( الحواري) هو ( الناصر) وهذا أخرجه الترمذي وغيره عنه وعن ابن عباس مما وصله ابن أبي حاتم سمي الحواريون لبياض ثيابهم وإنهم كانوا صيادين، وأخرج عن الضحاك أن الحواري هو الغسال بالنبطية وعن قتادة الحواري الذي يصلح للخلافة وعنه هو الوزير.

ووجه المطابقة بين الحديث والترجمة من حيث انتداب الزبير وتوجهه وحده كما يدل على ذلك ما سيأتي إن شاء الله تعالى في مناقب الزبير.




[ قــ :865 ... غــ : 998 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
ح حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ مَا سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ».

وبه قال: ( حدّثنا أبو الوليد) هشام بن عبد الملك قال: ( حدّثنا عاصم بن محمد) وللمستملي زيادة ابن زيد بن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهم- ( قال: حدّثني) بالإفراد ( أبي) محمد ( عن) جده ( ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ح) للتحويل وسقطت في الفرع وأصله.

( حدّثنا أبو نعيم) الفضل بن دكين قال: ( حدّثنا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن ابن عمر) بن الخطاب ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال) :
( لو يعلم الناس ما في الوحدة) بفتح الواو وكسرها وأنكر بعضهم الكسر كما حكاه السفاقسي ونصبه على الظرفية عند الكوفيين والمصدرية عند البصريين ( ما أعلم) جملة في محل نصب مفعول يعلم ( ما سار راكب) وكذا ماش فالأول خرج مخرج الغالب ( بليل وحده) .
وهذا الحديث رواه النسائي من
رواية عمر بن محمد أخي عاصم بن محمد وهو يردّ على الترمذي حيث قال: إن عاصم بن محمد تفرّد بروايته ويؤخذ من حديث جابر جواز السفر منفردًا للضرورة والمصلحة التي لا تنتظم إلا بالانفراد كإرسال الجاسوس والطليعة والكراهة لما عدا ذلك، ويحتمل أن تكون حالة الجواز مقيدة بالحاجة عند الأمن وحالة المنع مقيدة بالخوف حيث لا ضرورة.