فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق

باب الرَّجَزِ فِي الْحَرْبِ، وَرَفْعِ الصَّوْتِ فِي حَفْرِ الْخَنْدَقِ فِيهِ سَهْلٌ وَأَنَسٌ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَفِيهِ يَزِيدُ عَنْ سَلَمَةَ
(باب) إنشاد (الرجز في الحرب و) جاء في (رفع الصوت فىٍ حفر الخندق) يوم الأحزاب
(فيه) أي في هذا الباب (سهل) بفتح السين وسكون الهاء ابن سعد الساعدي مما وصله في غزوة الخندق (وأنس مما سبق موصولاً في حفر الخندق كلاهما (عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) وفيه اللهمّ لا عيش إلاّ عيش الآخرة (وفيه) أيضًا (يزيد) بن أبي عبيد (عن) مولاه (سلمة) بن الأكوع مما سيأتي في غزوة خيبر وفيه (اللهم لولا أنت ما اهتدينا).


[ قــ :2899 ... غــ : 3034 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ -رضي الله عنه- قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهُوَ يَنْقُلُ التُّرَابَ حَتَّى وَارَى التُّرَابُ شَعَرَ صَدْرِهِ -وَكَانَ رَجُلاً كَثِيرَ الشَّعَرِ- وَهْوَ يَرْتَجِزُ بِرَجَزِ عَبْدِ اللَّهِ:
اللَّهُمَّ لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ... وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا
إِنَّ الأَعْدَاءَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا ... إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا
يَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ".

وبه قال: (حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: (حدّثنا أبو الأحوص) سلام بن سليم الحنفي قال: (حدّثنا أبو إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي (عن البراء) بن عازب (-رضي الله عنه-) أنه (قال: رأيت النبي) ولأبي ذر: رأيت رسول الله (-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم الخندق وهو ينقل التراب) الواو للحال (حتى وارى) أي ستر (التراب شعر صدره) الشريف (وكان رجلاً كثير الشعر.
وهو يرتجز برجز عبد الله بن رواحة): الأنصاري البدري النقيب الشاعر، وسقط لأبي ذر عن الكشميهني والحموي لفظ ابن رواحة (اللهم لولا أنت ما اهتدينا.
ولا تصدقنا ولا صلينا).

(فأنزلن سكينة علينا.
وثبّت الأقدام إن لاقينا).

(إن الأعداء) بفتح اللام وسكون العين آخره همز ممدود.

(قد بغوا) أي استطالوا (علينا إذا أرادوا فتنة أبينا).

من الإباء وهو الامتناع (يرفع بها صوته).
حال من قوله وهو يرتجز.

وهذا الحديث قد سبق في باب حفر الخندق.