فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من قال: خذها وأنا ابن فلان

باب مَنْ قَالَ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ فُلاَنٍ
وَقَالَ سَلَمَةُ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ.

( باب من قال: خُذها) أي الرمية ( وأنا ابن فلان وقال سلمة) في حديثه السابق: ( خذها وأنا ابن الأكوع) .
المشهور في الرمي بالإصابة عن القوس وهذا على سبيل الفخر وهو منهي عنه إلا في هذه الحالة لاقتضاء الحال هنا فعله لتخويف الخصم.


[ قــ :2906 ... غــ : 3042 ]
- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: "سَأَلَ رَجُلٌ الْبَرَاءَ -رضي الله عنه- فَقَالَ: يَا أَبَا عُمَارَةَ، أَوَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ قَالَ الْبَرَاءُ وَأَنَا أَسْمَعُ: أَمَّا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يُوَلِّ يَوْمَئِذٍ، كَانَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذًا بِعِنَانِ بَغْلَتِهِ، فَلَمَّا غَشِيَهُ الْمُشْرِكُونَ نَزَلَ فَجَعَلَ يَقُولُ: أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ.
قَالَ: فَمَا رُئِيَ مِنَ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ أَشَدُّ مِنْهُ".

وبه قال: ( حدّثنا عبيد الله) بتصغير العبد ابن موسى بن باذام العبسي الكوفي ( عن إسرائيل) بن يونس ( عن) جده ( أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي أنه ( قال: سأل رجل) من قيس ( البراء) بن عازب ( -رضي الله عنه- فقال: يا أبا عمارة) بضم العين وهي كنية البراء ( أوليتم) أي أدبرتم منهزمين ( يوم) غزوة ( حنين) والهمزة للاستفهام الاستخباري ( قال البراء: وأنا أسمع) هو من
قول أبي إسحاق والواو للحال ( أما رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يول يومئذٍ) لفرط شجاعته وثقته بوعد الله ورغبته في الشهادة ولقاء ربه، ولا يجوز على نبي الانهزام ومن نسب أحدًا منهم لذلك قتل، وحذف الفاء من جواب أما في قوله: لم يول قال ابن مالك هو جائز نظمًا ونثرًا يعني فلا يختص بالضرورة.
( وكان أبو سفيان بن الحرث) بن عبد المطلب ( آخذًا بعنان بغلته) البيضاء يكفها عن الإسراع به إلى العدوّ ( فلما غشيه المشركون) أي أحاطوا به -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( نزل) عن بغلته ( فجعل يقول) :
( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب) بسكون الموحدة فيهما وفيه التنويه بشجاعته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وثباته في الحرب وانتسب لجدّه لشهرته في العرب أو لغير ذلك مما سبق.
( قال) أي البراء ( فما رئي) بضم الراء وكسر الهمزة وفتح الياء ( من الناس يومئذٍ أشد منه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وقد سبق هذا الحديث في الجهاد في باب من قاد دابة غيره في الحرب.