فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب: يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون

باب يُقَاتَلُ عَنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَلاَ يُسْتَرَقُّونَ
هذا ( باب) بالتنوين ( يقاتل) بفتح رابعه ( عن أهل الذمة) لأنهم بذلوا الجزية على أن يأمنوا في
أنفسهم وأموالهم وأهليهم فيقاتل عنهم كما يقاتل عن المسلمين ( ولا يسترقون) بضم أوله والقاف المشددة مبنيًّا للمفعول ولو نقضوا العهد خلافًا لابن القاسم.


[ قــ :2915 ... غــ : 3052 ]
- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عُمَرَ -رضي الله عنه- قَالَ: "وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُوَفَّى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَلاَ يُكَلَّفُوا إِلاَّ طَاقَتَهُمْ".

وبه قال: ( حدّثنا موسى بن إسماعيل) التبوذكي قال: ( حدّثنا أبو عوانة) الوضاح اليشكري ( عن حصين) بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين ابن عبد الرحمن السلمي الكوفي ( عن عمرو بن ميمون) بفتح العين الأودي ( عن عمر) بن الخطاب ( -رضي الله عنه-) أنه ( قال) : بعد أن طعنه أبو لؤلؤة الطعنة التي مات بها ( وأوصيه) يعني الخليفة بعده ( بذمة الله وذمة رسوله) أي بعهد الله وعهد رسوله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) ومراده أهل الكتاب ( أن يُوفى لهم بعهدهم) بضم أول يوفى وفتح ثالثه، وفي نسخة: أن يوفي بكسر ثالثه والذي في الفرع يوفى بسكون الواو وفتح الفاء مخففًا ( وأن يقاتل) بضم أوله وفتح الفوقية ( من ورائهم) أي من بين أيديهم فيدفع الكافر الحربي عنهم وقد سبق استعمال وراء بمعنى أمام ( ولا يكلفوا) بضم أوله وفتح اللام المشددة في إعطاء الجزية ( إلاّ طاقتهم) فلا يزاد عليهم على مقدارها.

وسبق هذا الحديث بأطول من هذا في آخر الجنائز، ويأتي إن شاء الله تعالى في المناقب.