فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من غلب العدو فأقام على عرصتهم ثلاثا

باب مَنْ غَلَبَ الْعَدُوَّ، فَأَقَامَ عَلَى عَرْصَتِهِمْ ثَلاَثًا
( باب من غلب العدوّ فأقام على عرصتهم) بفتح العين والصاد المهملتين بينهما راء أي بقعتهم الواسعة التي لا بناء بها من دار وغيرها ( ثلاثًا) .


[ قــ :2928 ... غــ : 3065 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: "ذَكَرَ لَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ -رضي الله عنهما- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ كَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ ثَلاَثَ لَيَالٍ".
تَابَعَهُ مُعَاذٌ وَعَبْدُ الأَعْلَى: "حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".
[الحديث 3065 - طرفه في: 3976] .

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن عبد الرحيم) صاعقة قال: ( حدّثنا روح بن عبادة) بفتح راء روح وضم عين عبادة وتخفيف الموحدة قال: ( حدّثنا سعيد) هو ابن أبي عروبة ( عن قتادة) بن دعامة أنه ( قال: ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة -رضي الله عنهما- عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه كان إذا ظهر على قوم) أي غلبهم ( أقام بالعرصة) التي لهم ( ثلاث ليالٍ) .
لأن الثلاث أكثر ما يستريح المسافر فيها أو لقلة احتفاله بهم كأنه يقول نحن مقيمون فإن كانت لكم قوّة فهلمّوا إلينا.
وقال ابن المنير: ولعل المقصود
بالإقامة تبديل السيئات وإذهابها بالحسنات وإظهار عزّ الإسلام في تلك الأرض كأنه يضيفها بما يوقعه فيها من العبادات والأذكار لله اظهار شعائر المسلمين:
وإذا تأملت البقاع وجدتها ... تشقى كما تشقى الأنام وتسعد
وإذا كان ذلك في حكم الضيافة ناسب أن يقيم عليها ثلاثًا لأن الضيافة ثلاث.
( تابعه) أي تابع روح بن عبادة ( معاذ) هو ابن عبد الأعلى العنبري فيما وصله الإسماعيلي ( وعبد الأعلى) هو ابن عبد الأعلى السامي بالمهملة فيما وصله مسلم قالا: ( حدّثنا سعيد) هو ابن أبي عروبة ( عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) .
ولفظ مسلم لما كان يوم بدر وظهر عليهم نبي الله الحديث وقد أخرج البخاري الحديث في المغازي في غزوة بدر عن شيخ آخر عن روح بأتم من هذا السياق.