فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب: هل يعفى عن الذمي إذا سحر

باب هَلْ يُعْفَى عَنِ الذِّمِّيِّ إِذَا سَحَرَ؟
هذا ( باب) بالتنوين وسقط لفظ باب لأبي ذر ( هل يعفى عن الذميّ إذا سحر؟) .

وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ: "عَنِ ابْنِ شِهَابٍ سُئِلَ: أَعَلَى مَنْ سَحَرَ مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ قَتْلٌ؟ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ صُنِعَ لَهُ ذَلِكَ فَلَمْ يَقْتُلْ مَنْ صَنَعَهُ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ".

( وقال ابن وهب) : عبد الله مما وصله في جامعه ( أخبرني) بالإفراد ( يونس) بن يزيد الأيلي ( عن ابن شهاب) الزهري أنه ( سئل) بضم السين مبنيًّا للمفعول ( أعلى من سحر من أهل العهد قتل؟ قال) : أي ابن شهاب مجيبًا للسائل ( بلغنا أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد صنع له ذلك) السحر ( فلم يقتل من صنعه وكان) الذي صنعه ( من أهل الكتاب) ممن له عهد.
قال ابن بطال: ولا حجة لابن
شهاب في هذا لأنه عليه الصلاة والسلام كان لا ينتقم لنفسه، ولأن السحر لم يضره في شيء من أمور الوحي ولا في بدنه وإنما كان اعتراه شيء من التخيل.


[ قــ :3030 ... غــ : 3175 ]
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُحِرَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ صَنَعَ شَيْئًا وَلَمْ يَصْنَعْهُ".
[الحديث 3175 - أطرافه في: 2268، 5763، 5765، 5766، 6063، 6391] .

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد، ولأبي ذر: حدّثنا ( محمد بن المثنى) العنزي الزمن قال: ( حدّثنا يحيى) بن سعيد الأنصاري قال: ( حدّثنا هشام، قال: حدّثني) بالإفراد، ولأبي ذر: حدّثنا ( أبي) عروة بن الزبير بن العوّام ( عن عائشة) -رضي الله عنها- ( أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سحر) بضم أوّله مبنيًّا للمفعول والذي سحره لبيد بن الأعصم اليهودي في مشط ومشاطة ودسها في بئر ذروان ( حتى كان) عليه الصلاة والسلام ( يخيل إليه أنه صنع شيئًا ولم يصنعه) .

ومطابقة الحديث للترجمة من حيث إنه عفا عن اليهودي الذي سحره.
وقال في فتح الباري: أشار بالترجمة إلى ما وقع في بقية القصة أي وهي قوله يا عائشة أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجليّ فقال الذي عند رأسي للآخر: ما بال الرجل؟ قال: مطبوب.
قال: ومن طبّه؟ قال: لبيد بن الأعصم.
قال: وفيم؟ قال: في مشط ومشاقة.
قال: وأين؟ قال: في جف طلعة ذكر تحت راعوفة في بئر ذروان.
قالت عائشة -رضي الله عنها-: فأتى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- البئر حتى استخرجه فقال: هذه البئر التي أريتها.
قال: فاستخرج فقلت: أفلا أي تنشرت.
فقال: أما والله قد شفاني وأنا أكره أن أثير على أحد من الناس شرًّا.