فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب

باب
هذا ( باب) بالتنوين بغير ترجمة.


[ قــ :3035 ... غــ : 3181 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ قَالَ: "سَأَلْتُ أَبَا وَائِلٍ: شَهِدْتَ صِفِّينَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَسَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ يَقُولُ: اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ، رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ أَمْرَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَرَدَدْتُهُ، وَمَا وَضَعْنَا أَسْيَافَنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا لأَمْرٍ يُفْظِعُنَا إِلاَّ أَسْهَلْنَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ غَيْرِ أَمْرِنَا هَذَا".
[الحديث 3181 - أطرافه في: 3182، 4189، 4844، 7308] .

وبه قال: ( حدّثنا عبدان) هو عبد الله بن عثمان قال: ( أخبرنا أبو حمزة) بالحاء المهملة والزاي محمد بن ميمون السكري المروزي ( قال: سمعت الأعمش) سليمان ( قال: سألت أبا وائل) شقيق بن سلمة ( شهدت صفين) بكسر الصاد المهملة والفاء المشددة غير منصرف اسم موضع على الفرات وقع فيه الحرب بين معاوية وعلي ( قال: نعم.
فسمعت سهل بن حنيف)
بضم الحاء وفتح النون مصغرًا ( يقول) : وقد كانوا يتهمونه بالتقصير في القتال يوم صفين ( اتهموا رأيكم) في هذا القتال يعظ الفريقين فإنما تقاتلون في الإسلام إخوانكم باجتهاد اجتهدتموه ( رأيتني) أي رأيت نفسي ( يوم أبي جندل) بفتح الجيم وسكون النون العاصي بن سهيل لما جاء إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم الحديبية من مكة مسلمًا وهو يجر قيوده وكان قد عذب في الله فقال أبوه يا محمد أول ما أقاضيك عليه فردّ عليه أبا جندل وكان ردّه على المسلمين أشق عليهم من سائر ما جرى عليهم ( ولو) بالواو ولأبي ذر فلو ( أستطيع أن أردّ أمر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) يوم الحديبية ( لرددته) وقاتلت قريشًا قتالاً لا مزيد عليه، فأعلمهم بأنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان قد تثبت يوم الحديبية في القتال إبقاء على المسلمين وصونًا للدماء هذا وهو بمرصاد الوحي وعلى يقين الحق نصًّا بغير اجتهاد ولا ظن فكيف لا تثبت في قتال الفتنة ومظنة المحنة وعدم القطع واليقين ( وما وضعنا أسيافنا على عواتقنا) في الله ( لأمر يفظعنا) يثقل علينا ويشق ( إلا أسهلن بنا) الضمير عائد على الأسياف السابق ذكرها أي أدنتنا ( إلى أمر) سهل ( نعرفه) فأدخلتنا فيه ( غير أمرنا هذا) يعني أمر الفتنة التي وقعت بين المسلمين فإنها مشكلة حيث جلت المصيبة بقتل المسلمين.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في الاعتصام والخمس والتفسير ومسلم في المغازي والنسائي في التفسير.




[ قــ :3036 ... غــ : 318 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو وَائِلٍ قَالَ: "كُنَّا بِصِفِّينَ، فَقَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ، فَإِنَّا كُنَّا مَعَ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَلَوْ نَرَى قِتَالاً لَقَاتَلْنَا، فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ؟ فَقَالَ: بَلَى.
فَقَالَ: أَلَيْسَ قَتْلاَنَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلاَهُمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ: بَلَى.
قَالَ: فَعَلام نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا؟ أَنَرْجِعُ وَلاَ يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ؟ فَقَالَ: ياَ بْنَ الْخَطَّابِ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا.
فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا.
فَنَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ، فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى عُمَرَ إِلَى آخِرِهَا.
فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَفَتْحٌ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ".

وبه قال: ( حدّثنا عبد الله بن محمد) المسندي قال: ( حدّثنا يحيى بن آدم) الكوفي مولى بني أمية قال: ( حدّثنا يزيد بن عبد العزيز) من الزيادة ( عن أبيه) عبد العزيز بن سياه بكسر المهملة وتخفيف التحتية آخره هاء وصلاً ووقفًا قال: ( حدّثنا حبيب بن أبي ثابت) واسمه دينار الكوفي ( قال: حدّثني) بالإفراد ( أبو وائل) شقيق بن سلمة ( قال: كنا بصفين فقام سهل بن حنيف فقال) : لما رأى من أصحاب علّي -رضي الله عنه- كراهة التحكيم ( أيها الناس اتهموا أنفسكم) فيما أداه اجتهاد كل طائفة منكم من مقاتلة الأخرى ( فإنا كنا مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم الحديبية ولو نرى قتالاً لقاتلنا فجاء عمر بن الخطاب) -رضي الله عنه- ( فقال: يا رسول الله ألسنا على الحق وهم) أي قريش ( على الباطل؟) ولابن عساكر وأبي ذر عن الحموي والمستملي وهم على باطل فقال:
( بلى فقال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى.
قال: فعلى ما)
بألف بعد الميم ولأبي ذر: فعلام بإسقاطها ( نعطي الدنية) بفتح الدال وكسر النون وتشديد التحتية أي النقيصة ( في ديننا أنرجع ولما) ولأبي ذر وابن عساكر: ولم ( يحكم الله بيننا وبينهم؟) ولم يكن سؤال عمر- رضي الله عنه- وكلامه المذكور شكًّا بل طلبًا لكشف ما خفي عليه ( فقال) عليه الصلاة والسلام: ( ابن الخطاب) بحذف أداة النداء، ولأبي ذر: يا ابن الخطاب ( إني رسول الله) زاد في الشروط ولست أعصيه أي إنما أفعل هذا بوحي ولست أفعله برأي ( ولن يضيعني الله أبدًا فانطلق عمر إلى أبي بكر) -رضي الله عنهما- ( فقال له مثل ما قال للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فقال)
أبو بكر مجيبًا له: ( إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدًا) وفيه فضيلة الصديق وغزارة علمه على ما يخفى ( فنزلت سورة الفتح) والمراد بالفتح صلح الحديبية ( فقرأها رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على عمر إلى آخرها فقال) : ولأبي ذر قال ( عمر: يا رسول الله أو فتح هو؟) بواو مفتوحة بعد همزة الاستفهام ( قال) عليه الصلاة والسلام: ( نعم) .
والحاصل أن سهلاً أعلم أهل صفين بما جرى يوم الحديبية من كراهة أكثر الناس ومع ذلك فقد أعقب خيرًا كثيرًا وظهر أن رأى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الصلح أتم وأحمد من رأيهم في المناجزة.
وهذا الحديث قد سبق.




[ قــ :3037 ... غــ : 3183 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا حَاتِمٌ بن إسماعيلَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ بنت أَبِي بَكْرٍ -رضي الله عنهما- قَالَتْ: "قَدِمَتْ عَلَىَّ أُمِّي وَهْيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ إِذْ عَاهَدُوا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمُدَّتِهِمْ مَعَ أَبِيهَا، فَاسْتَفْتَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ عَلَىَّ وَهْيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، صِلِيهَا".

وبه قال: ( حدّثنا قتيبة بن سعيد) الثقفي قال: ( حدّثنا حاتم) بالحاء المهملة وكسر الفوقية ولأبي ذر حاتم بن إسماعيل أي الكوفي ( عن هشام بن عروة عن أبيه) عروة بن الزبير ( عن أسماء ابنة) ولأبي ذر وابن عساكر: بنت ( أبي بكر -رضي الله عنهما-) أنها ( قالت: قدمت عليّ أمي) قتيلة بنت الحرث بن مدرك كما قاله الزبير بن بكار ( وهي مشركة) جملة حالية ( في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) يوم الحديبية ( ومدتهم) التي كانت معينة للصلح بينهم وبينه عليه الصلاة والسلام ( مع أبيها) الحرث المذكور ( فاستفتت) أي قال عروة: فاستفتت أسماء ( رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقالت) : ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: فاستفتيت بزيادة تحتية بين الفوقيتين رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلت ( يا رسول الله إن أمي قدمت عليّ وهي راغبة) في أن تأخذ مني بعض المال أو راغبة في الإسلام ( أفأصلها؟) بهمزة الاستفهام ولأبي ذر: فأصلها بحذفها ( قال) عليه الصلاة والسلام:
( نعم صليها) فيه جواز صلة الرحم الكافر.
وتعلق هذا الحديث بما سبق من حيث إن عدم الغدر اقتضى جواز صلة القريب ولو كان على غير دينه.
قاله في العمدة.

وهذا الحديث قد سبق في باب: الهدية للمشركين من كتاب الهبة.