فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب غسل المحيض

باب غُسْلِ الْمَحِيضِ
( باب غسل) المرأة من ( المحيض) بفتح الغين وضمها كما في الفرع.


[ قــ :311 ... غــ : 315 ]
- حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قال: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ قَالَتْ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَيْفَ أَغْتَسِلُ مِنَ الْمَحِيضِ؟ قَالَ: «خُذِي فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَوَضَّئِي ثَلاَثًا» ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَحْيَا فَأَعْرَضَ بِوَجْهِهِ أَوْ قَالَ: تَوَضَّئِي بِهَا.
فَأَخَذْتُهَا فَجَذَبْتُهَا فَأَخْبَرْتُهَا بِمَا يُرِيدُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وبه قال: ( حدّثنا مسلم) زاد الأصيلي ابن إبراهيم ( قال: حدّثنا وهيب) تصغير وهب ابن خالد ( قال: حدّثنا منصور) هو ابن عبد الرحمن ( عن أمه) صفية بنت شيبة ( عن عائشة) رضي الله عنها.


( أن امرأة من الأنصار) هي أسماء بنت شكل ( قالت للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كيف أغتسل من المحيض؟ قال) عليه الصلاة والسلام: ( خذي) أي بعد إيصال الماء لشعرك وبشرتك ( فرصة ممسكة) بضم الميم الأولى وفتح الثانية ثم مهملة مشددة مفتوحة أي قطعة من صوف أو قطن مطيبة بالمسك ( فتوضئي) الوضوء اللغوي وهو التنظيف، ولأبوي ذر والوقت والأصيلي وابن عساكر: وتوضئي وفي رواية فتوضئي بها قال لها ذلك ( ثلاثًا) أي ثلاث مرات.
قالت عائشة: ( ثم إن النبي-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- استحيا فأعرض) ولأبي ذر والأصيلي وابن عساكر وأعرض ( بوجهه) الكريم ( أو قال) شك من عائشة ( توضئي بها) ولابن عساكر وقال: فزاد في هذه كالرواية السابقة لفظة بها أي بالفرصة.
قالت عائشة: ( فأخذتها فجذبتها فأخبرتها بما يريد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) من التتبع وإزالة الرائحة الكريهة.
والمطابقة بين الحديث والترجمة على رواية فتح غين غسل وتفسير المحيض باسم المكان ظاهرة، وعلى رواية ضم الغين والمحيض بمعنى الحيض فالإضافة بمعنى اللام الاختصاصية لأنه ذكر لها خاصة هذا الغسل.