فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب النوم مع الحائض وهي في ثيابها

باب النَّوْمِ مَعَ الْحَائِضِ وَهْيَ فِي ثِيَابِهَا
( باب النوم مع الحائض وهي) أي والحال أنها ( في ثيابها) المعدة لحيضها.



[ قــ :318 ... غــ : 322 ]
- حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ: حِضْتُ وَأَنَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْخَمِيلَةِ، فَانْسَلَلْتُ فَخَرَجْتُ مِنْهَا فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حِيضَتِي فَلَبِسْتُهَا، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنُفِسْتِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
فَدَعَانِي فَأَدْخَلَنِي مَعَهُ فِي الْخَمِيلَةِ.
قَالَتْ: وَحَدَّثَتْنِي أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ.
وَكُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ.

وبالسند قال: ( حدّثنا سعد بن حفص) بسكون العين الكوفي الطلحي المعروف بالضخم ( قال: حدّثنا شيبان) النحوي ( عن يحيى) بن أبي كثير ( عن أبي سلمة) عبد الله أو إسماعيل بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني ( عن زينب ابنه) ولأبي ذر والأصيلي وابن عساكر بنت ( أبي سلمة) بفتح اللام أنها ( حدّثته أن أم سلمة) هند رضي الله عنها ( قالت) :

( حضت وأنا مع النبي) وللأصيلي مع رسول الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الخميلة) أي القطيفة ( فانسللت
فخرجت منها فأخذت ثياب حيضتي)
بكسر الحاء ( فلبستها فقال ليس رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أنفست) بضم النون وكسر الفاء كما في الفرع.
( قلت: نعم) نفست ( فدعاني فأدخلني معه في الخميلة) هي الخميلة الأولى لأن المعرفة إذا أعيدت معرفة تكون عين الأولى.
( قالت) أي زينب مما هو داخل تحت الإسناد الأول: ( وحدّثتني) عطف على قالت الأولى أو عطف جملة كما في { اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ} [البقرة: 35] أي وليسكن زوجك ( أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يقبلها وهو صائم وكنت) أي وحدّثتني أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يقبلها وهو صائم وبقولها: كنت ( أغتسل أنا والنبي) وللأصيلي ورسول الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بالرفع على ما في الفرع عطفًا على الضمير أو بالنصب مفعولاً معه أي أغتسل معه ( من إناء واحد من الجنابة) ومن في قوله من إناء ومن الجنابة يتعلقان بقوله أغتسل، ولا يمتنع هذا لأنها في الأوّل من عين وهو الإناء، وفي الثاني من معنى وهو الجنابة، وإنما الممتنع إذا كان الابتداء من شيئين هما من جنس واحد كزمانين نحو: رأيته من شهر من سنة، أو مكانين نحو: خرجت من البصرة من الكوفة.