فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قول الله تعالى: {وإلى ثمود أخاهم صالحا} [الأعراف: 73]

باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: { وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} [الأعراف: 73] وَقَوْلِهِ: { كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ} [الحجر: 80] : الحجرِ: مَوْضِعُ ثَمُودَ.
.
وَأَمَّا { حَرْثٌ حِجْرٌ} : حَرَامٌ، وَكُلُّ مَمْنُوعٍ فَهْوَ حِجْرٌ، وَمِنْهُ "حِجْرٌ مَحْجُورٌ"، وَالْحِجْرُ كُلُّ بِنَاءٍ بَنَيْتَهُ، وَمَا حَجَرْتَ عَلَيْهِ مِنَ الأَرْضِ فَهْوَ حِجْرٌ وَمِنْهُ, سُمِّيَ حَطِيمُ الْبَيْتِ حِجْرًا، كَأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ مَحْطُومٍ، مِثْلُ قَتِيلٍ مِنْ مَقْتُولٍ، وَيُقَالُ لِلأُنْثَى مِنَ الْخَيْلِ حِجْرُ، وَيُقَالُ لِلْعَقْلِ: حِجْرٌ.
وَحِجًى.
وَأَمَّا حَجْرُ الْيَمَامَةِ فَهْوَ مَنْزِلٌ.

( باب قول الله تعالى: { وإلى ثمود} ) قبيلة من العرب سموا باسم أبيهم الأكبر ثمود بن عابر بن إرم بن سام وقيل سموا لقلة مائهم من الثمد وهو الماء القليل وكانت مساكنهم الحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى ( { أخاهم صالحًا} ) [الأعراف: 73] هو ابن عبيد بن ماسخ بن عبيد بن حاذر بن ثمود ( { كذب أصحاب الحجر} ) [الحجر: 80] ( الحجر) وثبت لأبي ذر لفظ الحجر الثاني ( موضع ثمود) قوم صالح وهو بين المدينة والشام ( وأما { حرث حجر} ) [الأنعام: 138] فمعناه ( حرام، وكل) شيء ( ممنوع فهو حجر محجور) أي حرام محرم ( والحجر كل بناء بنيته) بتاء الخطاب في آخره ولأبي ذر تبنيه بها في أوله ( وما حجرت عليه من الأرض) بتخفيف الجيم ( فهو حجر، ومنه سمي حطيم البيت) الحرام وهو الحائط المستدير إلى جانبه ( حجرًا
كأنه مشتق من محطوم)
أي مكسور وكأن الحطيم سمي به لأنه كان في الأصل داخل الكعبة فانكسر بإخراجه منها ( مثل قتيل من مقتول، ويقال) ولأبي الوقت وتقول ( للأنثى من الخيل الحجر) بلا هاء وجمعه حجورة بإثباتها ولأبوي الوقت وذر وابن عساكر حجر بالتنكير منونًا ( ويقال للعقل حجر) قال تعالى: { هل في ذلك قسم لذي حجر} [الفجر: 5] أي عقل لمنعه صاحبه من الوقوع في المكاره ( و) يقال له أيضًا ( حجى) بكسر الحاء وفتح الجيم منونة مخففة ( وأما حجر اليمامة) بفتح الحاء ( فهو منزل) لثمود، ولأبي ذر فهو المنزل.


[ قــ :3223 ... غــ : 3377 ]
- حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنَ زَمْعَةَ قَالَ: "سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَذَكَرَ الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ -قَالَ: انْتَدَبَ لَهَا رَجُلٌ ذُو عِزٍّ وَمَنَعَةٍ فِي قُوَّةٍ كَأَبِي زَمْعَةَ".
[الحديث 3377 - أطرافه في: 4942، 5204، 6042] .

وبه قال: ( حدّثنا الحميدي) عبد الله بن الزبير قال: ( حدّثنا سفيان) بن عيينة قال: ( حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه) عروة بن الزبير ( عن عبد الله بن زمعة) بفتح الميم وسكونها الأسدي أنه ( قال: سمعت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) يخطب ( وذكر) قصة قدار ( الذي عقر الناقة) ناقة صالح، وذلك أن ثمود بعد عاد عمّروا بلادهم وخلفوهم وكثروا وعمروا أعمارًا طوالاً لا تفي بها الأبنية، فنحتوا البيوت من الجبال وكانوا في خصب وسعة فعتوا وأفسدوا في الأرض وعبدوا الأصنام، فبعث الله إليهم صالحًا من أشرافهم فأنذرهم فسألوه آية.
فقال أية آية تريدون؟ قالوا: أخرج معنا إلى عيدنا فتدعو إلهك وندعو ألهتنا فمن استجيب له اتبع، فخرج معهم فدعوا أصنامهم فلم تجبهم ثم أشار سيدهم جندع بن عمرو إلى صخرة منفردة وقال له: أخرج من هذه الصخرة ناقة سوداء حالكة ذات عرف وناصية ووبر، وقيل قال ناقة ذات ألوان من أحمر ناصع وأصفر فاقع وأسود حالك وأبيض يقق نظرها كالبرق الخاطف رغاؤها كالرعد القاصف طولها مائة ذراع وعرضها كذلك ذات ضروع أربعة نحلب منها ماء وعسلاً ولبنًا وخمرًا لها تبيع على صفتها حنينها بتوحيد إلهك والإقرار بنبوّتك، فإن فعلت صدقناك فأخذ عليهم صالح مواثيقهم لئن فعلت ذلك لتؤمنن به؟ فقالوا: نعم فصلّى ودعا ربه فتمخضت الصخرة تمخض النتوج بولدها فانصدعت عن ناقة كما وصفوا وهم ينظرون، ثم نتجت ولدًا مثلها في العظم فآمن به جندع في جماعة ومنع الباقين من الإيمان دؤاب بن عمرو، والحباب صاحب أوثانهم، ورباب ابن كاهنهم، فمكثت الناقة مع ولدها ترعى الشجر وترد الماء غبًا فما ترفع رأسها من البئر حتى تشرب كل ما فيها ثم تتفحج فيحلبون ما شاؤوا حتى تمتلئ أوانيهم فيشربون ويدخرون وكان تصيف بظهر الوادي فتهرب منها أنعامهم إلى بطنه وتشتو ببطنه فتهرب مواشيهم إلى ظهره فشق ذلك عليهم فأجمعوا على عقرها ( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
( فانتدب لها) كذا في الفرع بالفاء فيهما وفي اليونينية قال: انتدب لها بغير فاء فيهما أي أجاب إلى عقرها لما دعي له ( رجل) منهم ( ذو عزّ ومنعة) بفتح الميم والنون وتسكن قوة ( في قوة) ولأبي ذر عن الحموي: في قومه بدل قوله في قوة ( كأبي زمعة) .
الأسود بن المطلب بن أسد بن
عبد العزى وهو جد عبد الله بن زمعة بن الأسود راوي الحديث ومات الأسود كافرًا، وكان ذا عزة ومنعة في قومه كعاقر الناقة وكان عاقر الناقة فيما قاله السهيلي ولد زنا أحمر أشقر أزرق قصيرًا يضرب به المثل في الشؤم فعقرها واقتسموا لحمها فرقي سقبها جبلاً فرغًا ثلاثًا فقال صالح لهم: أدركوا الفصيل عسى أن يرفع عنكم العذاب فلم يقدروا عليه إذ انفجت الصخرة بعد رغائه فدخلها فقال لهم صالح: تصبح وجوهكم غدًا مصفرة وبعد غد محمرة واليوم الثالث مسودة ثم يصبحكم العذاب، فلما رأوا العلامات طلبوا أن يقتلوه فأنجاه الله تعالى إلى أرض فلسطين، ولما كانت ضحوة اليوم الرابع تحنطوا وتكفنوا بالانطاع فأتتهم صيحة من السماء فتقطعت قلوبهم فهلكوا.

وحديث الباب أخرجه أيضًا في التفسير والأدب والنكاح ومسلم في صفة النار والترمذي في التفسير وكذا النسائي وابن ماجه في النكاح.




[ قــ :34 ... غــ : 3378 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ أَبُو الْحَسَنِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ بْنِ حَيَّانَ أَبُو زَكَرِيَّاءَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما-: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا نَزَلَ الْحِجْرَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ أَمَرَهُمْ أَنْ لاَ يَشْرَبُوا مِنْ بِئْرِهَا وَلاَ يَسْتَقُوا مِنْهَا، فَقَالُوا: قَدْ عَجَنَّا مِنْهَا وَاسْتَقَيْنَا، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَطْرَحُوا ذَلِكَ الْعَجِينَ وَيُهَرِيقُوا ذَلِكَ الْمَاءَ».
وَيُرْوَى عَنْ سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ وَأَبِي الشُّمُوسِ: «إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ بِإِلْقَاءِ الطَّعَامِ».
.

     وَقَالَ  أَبُو ذَرٍّ عَنِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنِ اعْتَجَنَ بِمَائِهِ».
[الحديث 3378 - طرفه في: 3379] .

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن مسكين) اليمامي ( أبو الحسن) الحراني سكن البصرة قال: ( حدّثنا يحيى بن حسان بن حيان) بفتح الحاء المهملة والتحتية المشدّدة ( أبو زكريا) التنيسي قال: ( حدّثنا سليمان) بن بلال التيمي مولاهم المدني ( عن عبد الله بن دينار) العدوي مولاهم المدني مولى ابن عمر ( عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما نزل الحجر) منازل ثمود ( في غزوة تبوك أمرهم) أي أمر أصحابه ( أن لا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها فقالوا: قد عجنا منها واستقينا فأمرهم) عليه الصلاة والسلام ( أن يطرحوا ذلك العجين) المعجون بمائها ( ويهريقوا) بضم الياء وسكون الهاء أي يريقوا ( ذلك الماء) خوفًا أن يورثهم شربه قسوة في قلوبهم أو ضررًا في أبدانهم.

( ويروى) ولأبي ذر قال: ويروى ( عن سبرة بن معبد) بفتح السين المهملة وسكون الموحدة بعدها راء ومعبد بفتح الميم والموحدة بينهما عين مهملة ساكنة الجهني فيما وصله الطبراني وأبو نعيم ( و) عن ( أبي الشموس) بفتح الشين المعجمة وضم الميم وبعد الواو سين مهملة البلوي بفتح الموحدة واللام لا يعرف اسمه فيما وصله الطبراني وابن منده ( إن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أمر بإلقاء الطعام وقال أبو ذر) جندب بن جنادة فيما وصله البزار في مسنده ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه أمر ( من اعتجن) عجينه ( بمائه) أن يلقيه.




[ قــ :35 ... غــ : 3379 ]
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ -رضي الله عنهما- أَخْبَرَهُ "أَنَّ النَّاسَ نَزَلُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْضَ ثَمُودَ، الْحِجْرَ، فَاسْتَقَوْا مِنْ بِئْرِهَا وَاعْتَجَنُوا بِهِ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُهَرِيقُوا مَا اسْتَقَوْا مِنْ بِئْارِهَا وَأَنْ يَعْلِفُوا الإِبِلَ الْعَجِينَ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَقُوا مِنَ الْبِئْرِ الَّتِي كَانَ تَرِدُهَا النَّاقَةُ".
تَابَعَهُ أُسَامَةُ عَنْ نَافِعٍ.

وبه قال: ( حدّثنا إبراهيم بن المنذر) أبو إسحاق القرشي الحزامي المدني قال: ( حدّثنا أنس بن عياض) المدني الليثي ( عن عبيد الله) بضم العين ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ( عن نافع) مولى ابن عمر ( أن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أخبره أن الناس) أي الصحابة -رضي الله عنهم- ( نزلوا مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أرض ثمود) بين المدينة والشام ( الحجر) نصب بدلاً من أرض ( فاستقوا) بالفاء ولأبوي ذر والوقت واستقوا ( من بئرها) بسكون الهمزة ولأبي ذر من آبارها بهمزة مفتوحة ممدودة على الجمع ( واعتجنوا به) بالماء المأخوذ منها ( فأمرهم رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يهريقوا) بالهاء الساكنة أي يريقوا ( ما استقوا من بئرها) بالإفراد، ولأبي ذر: من بئارها بالجمع ( وأن يعلفوا الإبل العجين) المعجون بمائها والمراد بالطرح المذكور في السابق ترك اللأكل فلا تعارض بين الحديثين ( وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كان) وللكشميهني التي كانت ( تردها الناقة تابعه) أي تابع عبيد الله ( أسامة) بن زيد بن حارثة الليثي ( عن نافع) عن ابن عمر على قوله وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها ناقة صالح وهذه المتابعة وصلهان ابن المقري.

وفي الحديث كراهة الاستقاء من آبار ثمود وهل هي للتحريم أو للتنزيه وعلى الأوّل هل يمنع صحة التطهر بذلك الماء والظاهر أنه لا يمنع، والحديث أخرجه مسلم أيضًا.




[ قــ :36 ... غــ : 3380 ]
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ - رضي الله عنه-: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا مَرَّ بِالْحِجْرِ قَالَ: «لاَ تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا، إِلاَّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ.
ثُمَّ تَقَنَّعَ بِرِدَائِهِ وَهْوَ عَلَى الرَّحْلِ».

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد، ولأبي ذر: حدّثنا ( محمد) هو ابن مقاتل قال: ( أخبرنا عبد الله) بن المبارك ( عن معمر) بفتح الميمين بينهما عين مهملة ساكنة ابن راشد ( عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب أنه ( قال: أخبرني) بالإفراد ( سالم بن عبد الله) بن عمر بن الخطاب ( عن أبيه) في اليونينية ملحق بين السطور -رضي الله عنهم- ( أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما مرّ بالحجر ديار ثمود) ديار ثمود ( قال) لمن معه.

( لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم) شامل لمنازل ثمود وغيرهم ممن في معناهم من سائر الأمم الذين نزل بهم العذاب وثبت قوله أنفسهم لأبي ذر عن الكشميهني ( إلا أن تكونوا
باكين أن يصيبكم)
أي مخافة الإصابة كقولك لا تضرب الأسد أن يفترسك وأن مصدرية وهذا التقدير عند البصريين أو التقدير كما عند الكوفيين لئلا يصيبكم ( ما أصابهم) أي من العذاب والبصريون لا يجوّزون الإضمار الثاني ( ثم تقنّع) أي تستر عليه الصلاة والسلام ( بردائه وهو على الرحل) .
أي رحل البعير وهو أصغر من القتب.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في المغازي والنسائي في التفسير.




[ قــ :37 ... غــ : 3381 ]
- حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن محمدٍ حَدَّثَنَا وَهْبٌ حَدَّثَنَا أَبِي سَمِعْتُ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لاَ تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ -إِلاَّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ- أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ».

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ولأبي ذر: حدّثنا ( عبد الله بن محمد) المسندي، وسقط لغير أبي ذر ابن محمد قال: ( حدّثنا وهب) بفتح الواو وسكون الهاء قال: ( حدثنا أبي) جرير بن حازم البصري قال: ( سمعت يونس) بن يزيد الأيلي ( عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب ( عن سالم أن) أباه ( ابن عمر) -رضي الله عنهما- ( قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم) ثمود أو غيرهم ( إلا أن تكونوا باكين) حذر ( أن يصيبكم مثل ما أصابهم) وسقط مثل لغير أبي ذر.

والحديث أخرجه مسلم آخر كتابه.


باب { أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ} [البقرة: 133]
هذا ( باب) بالتنوين في قوله تعالى: ( { أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت} ) [البقرة: 133] ثبت الباب.
وسياق هذه الآية هنا فى غير رواية الكشميهني في الفرع وأصله، وقد ذكرها المؤلّف قبل ثلاثة أبواب، وسبق تفسيرها ثم وصوّب في الفتح أن حديثها تلو حديث الباب التالي كما لا يخفى.


[ قــ :37 ... غــ : 338 ]
- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: «الْكَرِيمُ ابْنُ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ: يُوسُفُ ابْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ».
[الحديث 338 - طرفاه في: 3390، 4688] .

وبه قال: ( حدّثنا إسحاق بن منصور) الكوسج المروزي الحافظ أبو يعقوب قال: ( أخبرنا عبد الصمد) بن عبد الوارث قال: ( حدّثنا عبد الرَّحمن بن عبد الله عن أبيه) عبد الله بن دينار ( عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال) :
( الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم) في اليونينية علامة السقوط على ابن الكريم الأخيرة ( يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام) .
وللطبراني بإسناد ضعيف عن ابن عباس قيل يا رسول الله من السيد؟ قال "يوسف بن يعقوب" قالوا: فما في أمتك سيد؟ قال "رجل أعطي مالاً حلالاً ورزق سماحة" نقله صاحب الفتح.
وحديث الباب سبق ويأتي في الباب التالي والتفسير إن شاء الله تعالى.