فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب حديث الغار


[ قــ :3326 ... غــ : 3485 ]
- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي سَالِمٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنَ الْخُيَلاَءِ خُسِفَ بِهِ، فَهْوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».
تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ.
[الحديث 3485 - طرفه في: 5790] .

وبه قال: ( حدّثنا بشر بن محمد) بكسر الموحدة وسكون المعجمة ابن محمد السختياني المروزي قال: ( أخبرنا عبيد الله) بضم العين وفتح الموحدة كذا في اليونينية وفي الفرع لكنه مصلح فيه وفي غيرهما وعليه الشراح وهو ابن المبارك المروزي قال: ( أخبرنا يونس) بن يزيد الأيلي ( عن الزهري) محمد بن مسلم أنه قال: ( أخبرني) بالإفراد ( سالم أن) أباه ( ابن عمر) عبد الله ( حدثه أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال) :
( بينما) بالميم ( رجل) ذكر أبو بكر الكلاباذي في معاني الأخبار أنه قارون وكذا هو في صحاح الجوهري، وزاد مسلم ممن كان قبلكم ( يجر إزاره من الخيلاء) من التكبر عن تخيل فضيلة تراءت له من نفسه وجواب بينما قوله ( خسف به) بضم الخاء المعجمة وكسر المهملة ( فهو يتجلجل) بجيمين بينهما لام ساكنة وآخره أخرى يسيخ ( في الأرض) مع اضطراب شديد وتدافع من شق إلى شق ( إلى يوم القيامة) .

وهذا الحديث أخرجه النسائي في الزينة.
( تابعه) أي تابع يونس ( عبد الرَّحمن بن خالد) الفهمي مولى الليث بن سعد في روايته ( عن الزهري) .
محمد بن مسلم بن شهاب، ووصل هذه المتابعة الذهلي في الزهريات.

وبقية مباحث الحديث تأتي إن شاء الله تعالى في كتاب اللباس بعون الله وقوّته.




[ قــ :338 ... غــ : 3486 ]
- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ كُلُّ أُمَّةٍ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا وَأُوتِينَا مِنْ بَعْدِهِمْ.
فَهَذَا الْيَوْمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا، فَغَدًا لِلْيَهُودِ، وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى».

وبه قال: ( حدّثنا موسى بن إسماعيل) المنقري قال: ( حدّثنا وهيب) بضم الواو مصغرًا ابن خالد ( قال: حدثني) بالإفراد ( ابن طاوس) عبد الله ( عن أبيه) طاوس ( عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه ( قال) :
( نحن الآخرون) في الدنيا ( السابقون يوم القيامة) بما منحنا من الفضائل والكمالات ( بيد) بفتح الموحدة وسكون التحتية آخره دال مهملة أي غير ( كل أمة) قال ابن مالك: المختار عندي في بيد أن تجعل حرف استثناء بمعنى لكن لأن معنى إلا مفهوم منها، والمشهور استعمالها متلوة بأن كما في حديث آخر بيد أنهم أوتوا الكتاب وقول الشاعر:
بيد أن الله فضلكم
فالأصل في رواية من روى بيد كل أمة بيد أن كل أمة، فحذف أن وبطل عملها وأضيف بيد إلى المبتدأ والخبر اللذين كانا معمولي أن ونحوه في حذف أن واستعمال ما بعدها على المبتدأ والخبر قول الزبير -رضي الله عنه-:
فلولا بنوها حولها لخطبتها
وجاز حذف أن المشددة قياسًا على المخففة في نحو قوله تعالى: { يريكم البرق} [الرعد: 1] أي أن يريكم لأنهما أختان في المصدرية.
وقال الطيبي: هذا الاستثناء من باب تأكيد المدح بما يشبه الذم قال النابغة:
فمتى كملت أخلاقه غير أنه ... جواد فما يبقي من المال باقيا
قال: والبيت يجري في الاستثناء على المنقطع لا المتصل بالادعاء كما في قوله:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب
يعني: إذا كان فلول السيف من القراع عيبًا فلهم هذا العيب ولكن هو من أخص صفة الشجاعة.

وعلى هذا معنى الحديث وتقريره نحن السابقون يوم القيامة بما لنا من الفضل غير أن كل أمة ( أوتوا الكتاب) بالتعريف للجنس ( من قبلنا وأوتينا) القرآن ( من بعدهم فهذا) يوم الجمعة ( اليوم الذي اختلفوا فيه) هل يلزم بعينه أم يسوغ لهم إبداله بغيره من الأيام فاجتهدوا في ذلك فأخطؤوا ولفظة فيه ثابتة لأبي ذر وحده ( فغدا) يوم السبت ( لليهود وبعد غد) يوم الأحد ( للنصارى) .




[ قــ :338 ... غــ : 3487 ]
- «عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمٌ يَغْسِلُ رَأْسَهُ وَجَسَدَهُ».

( على كل مسلم في كل سبعة أيام يوم) هو يوم الجمعة ( يغسل رأسه وجسده) .
ندبًا لقوله عليه الصلاة والسلام "من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل" حسنه الترمذي.

وهذا الحديث سبق في أوّل الجمعة.




[ قــ :339 ... غــ : 3488 ]
- حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ: "قَدِمَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْمَدِينَةَ آخِرَ قَدْمَةٍ قَدِمَهَا فَخَطَبَنَا فَأَخْرَجَ كُبَّةً مِنْ شَعَرٍ فَقَالَ: مَا كُنْتُ أُرَى أَنَّ أَحَدًا يَفْعَلُ هَذَا غَيْرَ الْيَهُودِ، وَإِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَمَّاهُ الزُّورَ.
يَعْنِي الْوِصَالَ فِي الشَّعَرِ".
تَابَعَهُ غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ.

وبه قال ( حدّثنا آدم) بن أبي إياس قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج قال: ( حدّثنا عمرو بن مرة) بفتح العين وسكون الميم في الأول ومرة بضم الميم وتشديد الراء قال: ( سمعت سعيد بن المسيب قال: قدم معاوية بن أبي سفيان) صخر بن حرب الأموي ( المدينة أخر قدمة) بفتح القاف وسكون الدال ( قدمها) سنة إحدى وخمسين ( فخطبنا فأخرج كبة) بضم الكاف وتشديد الموحدة ( من شعر) بفتح العين ( فقال: ما كنت أرى) بضم الهمزة أي أظن ( أن أحدًا يفعل هذا غير اليهود إن) ولغير أبي ذر وإن ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سماه الزور.
يعني الوصال في الشعر)
الذي تفعله النساء للزينة.

وهذا قد سبق قريبًا.
( تابعه) أي تابع آدم ( غندر) هو محمد بن جعفر في رواية الحديث المذكور ( عن شعبة) .
ووصل هذه المتابعة مسلم في صحيحه.

وهذا آخر كتاب أحاديث الأنبياء وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.