فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب كنية النبي صلى الله عليه وسلم

باب كُنْيَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
( باب كنية النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) الكنية بضم الكاف ما صدر باب أو أم، وأما اللقب فهو ما أشعر بمدح أو ذم وما عداهما الاسم والعلم بفتحتين يجمع الثلاثة.


[ قــ :3376 ... غــ : 3537 ]
- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي السُّوقِ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: سَمُّوا بِاسْمِي، وَلاَ تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي».

وبه قال: ( حدّثنا حفص بن عمر) بن الحرث الحوضي قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن حميد) الطويل ( عن أنس -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في السوق فقال رجل) : لم يسم، وقيل إنه كان يهوديًا ( يا أبا القاسم فالتفت) إليه ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) زاد المؤلّف في رواية آدم عن شعبة في البيع فقال: إنما دعوت هذا ( فقال) أي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
( سموا) بضم الميم ( باسمي) محمد وأحمد ( ولا تكتنوا) بسكون الكاف وبعدها فوقية وتخفيف النون مضمومة من اكتنى على صيغة افتعل، وقد تشدّد مفتوحة، ولأبي ذر: ولا تكنوا بحذف الفوقية وضم النون مخففة من كنى يكني بالتخفيف كذا في الفرع، وفي اليونينية بالتشديد مع فتح
الكاف على حذف أحد المثلين ( بكنيتي) أبي القاسم والأمر والنهي ليسا للوجوب فقد جوزه مالك مطلقًا لأنه إنما كان في زمنه للالتباس أو مختص بمن اسمه محمد أو أحمد لحديث النهي أن يجمع بين اسمه وكنيته.

ومباحث ذلك تأتي إن شاء الله تعالى في محلها، والحديث سبق في البيع.




[ قــ :3377 ... غــ : 3538 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلاَ تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي».

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن كثير) بالمثلثة العبدي البصري قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن منصور) هو ابن المعتمر ( عن سالم) هو ابن أبي الجعد ( عن جابر) هو ابن عبد الله الأنصاري ( -رضي الله عنه- عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه ( قال) :
( تسموا باسمي) بفتحات والميم مشددة ( ولا تكتنوا) بالتاء بعد الكاف وضم النون مخففة وفتحها مشددة، ولأبي ذر: تكنوا بفتح التاء والكاف والنون المشدّدة بحذف التاءين ( بكنيتي) وزاد في الخُمس من طريق أبي الوليد: "فإني جعلت قاسمًا أقسم بينكم" أي ليس ذلك لأحد غيري فلا يطلق هذا الاسم بالحقيقة إلا عليه.

وفيه مباحث تذكر إن شاء الله تعالى.