فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب علامات النبوة في الإسلام


[ قــ :3455 ... غــ : 3621 ]
- فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدَىَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا، فَأُوحِيَ إِلَىَّ فِي الْمَنَامِ أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا، فَطَارَا.
فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي، فَكَانَ أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيَّ، وَالآخَرُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ صَاحِبَ الْيَمَامَةِ».
[الحديث 3621 - أطرافه في: 4374، 4375، 4379، 7034، 7037] .

قال ابن عباس -رضي الله عنهما- بالسند السابق ( فأخبرني أبو هريرة) -رضي الله عنه- عن تفسير المنام المذكور ( أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال) :
( بينما) بالميم ( أنا نائم رأيت في يدي) بالتثنيه ( سوار من ذهب) صفة لهما، ويجوز أن تكون من الداخلة على التمييز وفي التوضيح كما نقله العيني أن السوار لا يكون إلا من ذهب فذكر الذهب للتأكيد فإن كان من فضة فهو قلب كذا قال، وتبعه في المصابيح وعبارته: ومن ذهب صفة كاشفة لأن السوار لا يكون إلا من ذهب إلى آخره.

وقال في الفتح: من لبيان الجنس كقوله تعالى: { وحلوا أساور من فضة} [الإنسان: 21] ووهم من قال: الأساور لا تكون إلا من ذهب إلى آخره.

( فأهمني) فأحزنني ( شأنهما) لكون الذهب من حلية النساء ومما حرّم على الرجال ( فأوحي إليّ في المنام) على لسان الملك أو وحي إلهام ( أن أنفخهما) بهمزة وصل وكسر النون للتكيد وبالجزم على الأمر.
وقال الطيبي: ويجوز أن تكون مفسرة لأن أوحي متضمن معنى القول، وأن تكون ناصبة والجار محذوف ( فنفختهما فطارا) في ذلك إشارة إلى حقارة أمرهما لأن شأن الذي ينفخ فيذهب بالنفخ أن يكون في غاية الحقارة قاله بعضهم، ورده ابن العربي بأن أمرهما كان في غاية الشدة لم ينزل بالمسلمين قبله مثله.
قال في الفتح: وهو كذلك لكن الإشارة إنما هي للحقارة المعنوية لا الحسية وفي طيرانهما إشارة إلى اضمحلال أمرهما ( فأولتهما) أي السوارين ( كذابين) لأن الكذب وضع الشيء في غير موضعه، ووضع سواري الذهب المنهي عن لبسه في يديه من وضع الشيء في غير موضعه إذ هما من حلية النساء، وأيضًا فالذهب مشتق من الذهاب فعلم أنه شيء يذهب عنه وتأكد ذلك بالأمر له بنفخهما فطارا، فدلّ ذلك على أنه لا يثبت لهما أمر، وأيضًا يتجه في تأويل نفخهما بأنه قتلهما بريحه لأنه لم يغزهما بنفسه، فأما العنسي فقتله فيروز الصحابي بصنعاء في حياته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في مرض موته على الصحيح، وأما مسيلمة فقتله وحشي قاتل حمزة في خلافة الصديق -رضي الله عنه-.

( يخرجان بعدي) استشكل بأنهما كانا في زمنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وأجيب: بأن المراد بخروجهما بعده ظهور شوكتهما ومحاربتهما ودعواهما النبوة.
نقله الإمام النووي عن العلماء.
قال الحافظ ابن حجر: وفيه نظر لأن ذلك كله ظهر للأسود بصنعاء في حياته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فادعى النبوة وعظمت شوكته وحارب المسلمين وفتك فيهم وغلب على البلدان وآل أمره إلى أن قتل في حياته عليه الصلاة
والسلام كما مرّ، وأما مسيلمة فكان ادعى النبوة في حياته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لكن لم تعظم شوكته ولم تقع محاربته إلا في زمن الصديق، فأما أن يحمل ذلك على التغليب أو أن المراد بقوله بعدي أي بعد نبوتي.

( فكان أحدهما العنسي) بفتح العين المهملة وسكون النون وكسر السين المهملة من بني عنس وهو الأسود واسمه عبلة بعين مهملة مفتوحة فموحدة ساكنة ابن كعب ويقال له: ذو الخمار بالخاء المعجمة لأنه كان يخمر وجهه ( والآخر مسيلمة) بكسر اللام مصغرًا ابن ثمامة بضم المثلثة ابن كبير بموحدة ابن حبيب بن الحرث من بني حنيفة ( الكذاب صاحب اليمامة) بتخفيف الميمين مدينة باليمن على أربع مراحل من مكة.
قال في المفهم: مناسبة هذا التأويل لهذه الرؤيا أن أهل صنعاء وأهل اليمامة كانوا أسلموا كالساعدين للإسلام، فلما ظهر فيهما الكذابان وتبهرجا على أهلهما بزخرف أقوالهما ودعواهما الباطلة انخدع أكثرهم بذلك فكان اليدان بمنزلة البلدين والسواران بمنزلة الكذابين وكونهما من ذهب إشارة إلى ما زخرفاه؛ والزخرف من أسماء الذهب.

وهذا الحديث أخرج أيضًا في المغازي ومسلم والترمذي والنسائي في الرؤيا.




[ قــ :3456 ... غــ : 36 ]
- حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرُ، فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ، وَرَأَيْتُ فِي رُؤْيَايَ هَذِهِ أَنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ بِأُخْرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْفَتْحِ وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا بَقَرًا وَاللَّهُ خَيْرٌ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرَ فَلاَ قَيْصَرَ بَعْدَه، فَإِذَا هُمُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِذَا الْخَيْرُ مَا جَاءَ اللَّهُ مِنَ الْخَيْرِ وَثَوَابِ الصِّدْقِ الَّذِي آتَانَا اللَّهُ بَعْدَ يَوْمِ بَدْرٍ».
[الحديث 36 - أطرافه في: 3987، 4081، 7035، 7041] .

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد، ولأبي ذر: حدّثنا ( محمد بن العلاء) بن كريب الهمداني الكوفي قال: ( حدّثنا حماد بن أسامة) أبو أسامة القرشي مولاهم الكوفي ( عن بريد بن عبد الله) بضم الموحدة مصغرًا ( ابن أبي بريدة) بضم الموحدة وسكون الراء ( عن جده أبي بردة) الحرث أو عامر ( عن أبي موسى) عبد الله بن قيس الأشعري -رضي الله عنه- ( أراه) بضم الهمزة أظنه ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) والقائل أراه قال الحافظ ابن حجر هو البخاري كأنه شك هل سمع من شيخه صيغة الرفع أو لا، وقد ذكر مسلم وغيره عن أبي كريب محمد بن العلاء شيخ المؤلف فيه بالسند المذكور بدون هذه اللفظة بل جزموا برفعه إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه ( قال) :
( رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فدهب وهلي) بفتح الواو والهاء وتسكن وبه جزم في النهاية وكسر اللام أي وهمي ( إلى أنها اليمامة أو هجر) بفتح الهاء والجيم غير
منصرف مدينة معروفة باليمن، ولأبي ذر أو الهجر بزيادة ال ( فإذا هي) مبتدأ وإذا للمفاجأة ( المدينة) خبره ( يثرب) بالمثلثة عطف بيان والنهي عن تسميتها بها للتنزيه أو قاله قبل النهي ( ورأيت في رؤياي هذه أني هززت) بمعجمتين ( سيفًا) هو سيفه ذو الفقار ( فانقطع صدره) وعند أبي إسحاق: ورأيت في ذباب سيفي ثلمًا ( فإذا هو) تأويله ( ما أصيب من المؤمنين يوم أحُد) وذلك لأن سيف الرجل أنصاره الذين يصول بهم كما يصول بسيفه.
وعند ابن هشام: حدّثني بعض أهل العلم أنه قال: وأما الثلم في السيف فهو رجل من أهل بيتي يقتل، وني رواية عروة كان الذي رأى بسيفه ما أصاب وجهه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( ثم هززته بأخرى) ولأبي ذر: أخرى بإسقاط الموحدة ( فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء الله به من الفتح) لمكة ( واجتماع المؤمنين) وإصلاح حالهم ( ورأيت فيها) في رؤياه ( بقرًا) بالموحدة والقاف ( والله) بالرفع في اليونينية فقط ورقم عليه علامة أبي ذر وصحح وكشط الخفضة تحت الهاء ( خير) رفع مبتدأ وخبر وفيه حذف أي وصنع الله بالمقتولين خير لهم من مقامهم في الدنيا وفي نسخة والله بالجر على القسم لتحقيق الرؤيا، ومعنى خير بعد ذلك على التفاؤل في تأويل الرؤيا.
كذا قاله في المصابيح ( فإذا هم) أي البقر ( المؤمنون) الدين قتلوا ( يوم أُحُد) .

وفي مغازي أن الأسود عن عروة: بقرًا يذبح، وبهذه الزيادة يتم التأويل إذ ذبح البقر هو قتل الصحابة بأُحد، وفي حديث ابن عباس عند أبي يعلى: فأوّلت البقر الذي رأيت بقرًا يكون فينا.
قال: فكان ذلك من أصيب من المسلمين، وقوله: بقرًا بفتح الموحدة وسكون القاف مصدر بقره يبقره بقرًا وهو شق البطن وهذا أحد وجوه التعبير، وهو أن يشتق من الأمر معنى يناسبه والأولى أن يكون قوله: والله خير من جملة الرؤيا وأنها كلمة سمعها عند رؤيا البقر بدليل تأويله لها بقوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
( وإذا الخير ما جاء الله من الخير) ولأبي ذر ما جاء الله به من الخير ( وثواب الصدق الذي آتانا الله) بالمد أعطانا الله عز وجل ( بعد يوم بدر) بنصب دال بعد وجر ميم يوم أي من فتح خيبر ثم مكة قاله في الفتح.
ووقع في رواية بعد بالضم أي بعد أُحُد ونصب يوم أي ما جاءنا الله به بعد بدر الثانية من تثبيت قلوب المؤمنين.

وهذا الحديث أخرجه مقطعًا في المغازي والتعبير، ومسلم في الرؤيا وكذا النسائي وابن ماجه.




[ قــ :3457 ... غــ : 363 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ عَنْ فِرَاسٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: «أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَرْحَبًا يا ابْنَتِي، ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ -أَوْ عَنْ شِمَالِهِ- ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: لِمَ تَبْكِينَ؟ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا
عَمَّا قَالَ.
فَقَالَتْ مَا كُنْتُ لأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلْتُهَا.
[الحديث 363 - أطرافه في: 365، 3715، 4433، 685] .

وبه قال: ( حدّثنا أبو نعيم) الفضل بن دكين قال: ( حدّثنا زكريا) بن أبي زائدة الهمداني الكوفي ( عن فراس) بكسر الفاء وتخفيف الراء وبعد الألف سين مهملة ابن يحيى المكتب ( عن عامر) ولأبي ذر زيادة الشعبي ( عن مسروق) هو ابن الأجدع ( عن عائشة -رضي الله عنها-) أنها ( قالت: أقبلت فاطمة) -رضي الله عنها- ( تمشي كأن مشيتها) بكسر الميم لأن المراد الهيئة ( مشي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) وكان إذا مشى كأنما ينحدر من صبب ( فقال) : لها ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( مرحبًا يا ابنتي) بياء النداء في الفرع، وفي الناصرية يا حرف نداء بنتي بإسقاط الألف وعلى هامشها صوابه بابنتي بموحدة فألف وإسكان الموحدة وكذا هو في اليونينية وظاهر الفرع إلحاق ألف وزيادة نقطة تحت الموحدة ( ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله) بالشك من الراوي ( ثم أسرّ إليها حديثًا فبكت) قالت عائشة -رضي الله عنها-: ( فقلت لها: لِمَ تبكين؟ ثم أسرّ إليها حديثًا فضحكت) قالت عائشة -رضي الله عنها- ( فقلت: ما رأيت كاليوم) أي كفرح اليوم ( فرحًا) بفتح الراء ( أقرب من حزن) بضم الحاء المهملة وسكون الزاي، ولأبي ذر من حزن بفتحهما.
قالت عائشة -رضي الله عنها- ( فسألتها عما قال) عليه الصلاة والسلام لها حتى بكت وضحكت ( فقالت: ما كنت لأفشي) بضم الهمزة ( سرّ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى قبض النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) متعلق بمحذوف تقديره فلم تقل لي شيئًا حتى توفي ( فسألتها) عن ذلك.




[ قــ :3457 ... غــ : 364 ]
- «فَقَالَتْ: أَسَرَّ إِلَىَّ إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ وَلاَ أُرَاهُ إِلاَّ حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقًا بِي، فَبَكَيْتُ.
فَقَالَ: أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ! أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ.
فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ».
[الحديث 364 - أطرافه في: 366، 3716، 4434، 686] .

( فقالت: أسرّ إليّ إن جبريل) بكسر همزة إن ( كان يعارضني) يدارسني ( القرآن كل سنة مرة، وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه) بضم الهمزة ولا أظنه ( إلا حضر أجلي) فيه أنه استنبط ذلك مما ذكره من معارضة القرآن مرتين وفي رواية عروة الجزم بأنه ميت من وجعه ذلك ( وإنك أول أهل بيتي لحاقًا) بفتح اللام والحاء المهملة ( فبكيت) لذلك الذي قاله من حضور أجلي وأنك أول أهل بيتي موتًا بعدي ( فقال) : عليه الصلاة والسلام:
( أما) بتخفيف الميم ( ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة) دخل فيه أخواتها وأمها وعائشة -رضي الله عنه-، قيل: وإنما سادتهن لأنهن متن في حياته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فكن في صحيفته، ومات أبوها وهو سيد العالمين فكان في صحيفتها وميزانها، وقد روى البزار عن عائشة -رضي الله عنها- أنه عليه الصلاة والسلام قال: "فاطمة خير بناتي إنها أصيبت بي فحق لمن كانت هذه حالتها أن تسود نساء
أهل الجنة".
وقد سئل أبو بكر بن داود من أفضل خديجة أم فاطمة؟ فقال: إن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: إن فاطمة بضعة مني فلا أعدل ببضعة من رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أحدًا.
وحسن هذا القول السهيلي واستشهد لصحته بأن أبا لبابة حين ربط نفسه وحلف أن لا يحله إلا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جاءت فاطمة لتحلّه فأبى من أجل قسمه فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إنما فاطمة بضعة مني فحلّته" وهو تقرير حسن، لكن قوله لأنهن متن في حياته منتقض بأن عائشة لم تمت في حياته بل بعده في أيام معاوية بن أبي سفيان، وقد يقال أن قوله: ( أو) سيدة ( نساء المؤمنين) بالشك من الراوي يضعف الاستدلال بالسابق مع ما يتبادر إليه الذهن من أن المراد من لفظ المؤمنين غير النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلا يدخل أزواجه ودخول المتكلم في عموم كلامه مختلف فيه كما لا يخفى ( فضحكت لذلك) الذي قاله وهو: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في الاستئذان وفضائل القرآن ومسلم في الفضائل والنسائي في الوفاة والمناقب.




[ قــ :3458 ... غــ : 365 ]
- حَدَّثَنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: "دَعَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ فِي شَكْوَاهُ الَّتي قُبِضَ فِيها، فَسَارَّهَا بِشَىْءٍ فَبَكَتْ، ثُمَّ دَعَاهَا فَسَارَّهَا فَضَحِكَتْ، قَالَتْ فَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ".

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد، ولأبي ذر: حدّثنا ( يحيى بن قزعة) بفتح القاف والزاي والعين المهملة الحجازي المدني المؤذن قال: ( حدّثنا إبراهيم بن سعد) بسكون العين ( عن أبيه) سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ( عن عروة) بن الزبير بن العوّام بسكون العين ( عن عائشة رضي الله عنها) أنها ( قالت: دعا النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاطمة ابنته في شكواه) أي مرضه ( الذي قبض فيه) ولأبي ذر عن الكشميهني في شكواه التي قبض فيها ( فسارّها بشيء فبكت ثم دعاها فسارّها فضحكت.
قالت)
: عائشة -رضي الله عنها- ( فسألتها عن ذلك) لم يقل عروة في روايته هذه ما سبق في رواية مسروق فقالت: ما كنت لأفشي سرّ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الخ.
بل قال: بعد قوله فسألتها عن ذلك.




[ قــ :3458 ... غــ : 366 ]
- "فَقَالَتْ: سَارَّنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُقْبَضُ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سَارَّنِي فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِهِ أَتْبَعُهُ فَضَحِكْتُ".

( فقالت) : أي فاطمة ( سارّني النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بتشديد راء سارني ( فأخبرني أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت) لذلك ( ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه) بفتح الهمزة وسكون الفوقية وفتح الموحدة ( فضحكت) لذلك، وقد اتفقت الروايتان على أن بكاءها لإعلامه إياها موته، وضم مسروق لذلك كونها أول أهله لحاقًا به، واختلف في سبب ضحكها ففي رواية مسروق إخباره إياها أنها سيدة نساء أهل الجنة، ورواية عروة كونها أول أهله لحاقًا به، ورجح في الفتح رواية مسروق لاشتمالها على زيادة ليست في رواية عروة وهو من الثقات الضابطين.

ومطابقة الحديث للترجمة إخباره -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بما سيقع فوقع كما قال، فإنهم اتفقوا على أن فاطمة -رضي الله عنها- كانت أول من مات من أهل بيته المقدس بعده حتى من أزواجه -رضي الله عنهن-.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في المغازي ومسلم في فضائل فاطمة والنسائي في المناقب.




[ قــ :3459 ... غــ : 367 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه- يُدْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّ لَنَا أَبْنَاءً مِثْلَهُ؛ فَقَالَ: إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ تَعْلَمُ، فَسَأَلَ عُمَرُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] فَقَالَ: أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْلَمَهُ إِيَّاهُ، قَالَ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلاَّ مَا تَعْلَمُ".
[الحديث 367 - أطرافه في 494، 4430، 4969، 4970] .

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن عرعرة) بعينين مهملتين مفتوحتين بينهما راء ساكنة وبعد الثانية أخرى مفتوحة ابن البرند بكسر الموحدة والراء وسكون النون بعدها دال مهملة ابن النعمان السامي بالسين المهملة القرشي البصري قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن أبي بشر) بالموحدة المكسورة والمعجمة الساكنة جعفر بن أبي وحشية ( عن سعيد بن جبير عن ابن عباس) -رضي الله عنهما- أنه ( قال: كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يدني) أي يقرب ( ابن عباس) يريد نفسه ففيه التفات ( فقال له عبد الرحمن بن عوف) الزهري لعمر ( إن لنا أبناء) بالتنوين ( مثله) في السن فلم تدنهم ( فقال) : عمر ( إنه من حيث تعلم) من جهة علمه، ولأبي ذر فقال: إنه من كنت تعلم ( فسأل عمر ابن عباس عن هذه الآية) { إذا جاء نصر الله والفتح} [النصر: 1] ليريهم علمه وذكاءه ( فقال) : ابن عباس هو ( أجل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أعلمه) الله ( إياه فقال) : عمر لابن عباس ( ما أعلم منها إلا ما تعلم) .

قال العيني: ومطابقة هذا الحديث للترجمة في قوله أعلمه إياه أي أعلم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابن عباس أن هذه السورة في أجله عليه الصلاة والسلام وهو إخبار قبل وقوعه فوقع كما قال كذا قال فليتأمل.

وفي حديث جابر عند الطبراني لما نزلت هذه السورة قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نعيت إليّ نفسي".

فقال له جبريل: { وللآخرة خير لك من الأولى} [الضحى: 4] .

وحديث الباب أخرجه المؤلّف أيضًا في المغازي والتفسير والترمذي في التفسير وقال: حسن، وتأتي مباحثه في محالها إن شاء الله تعالى.




[ قــ :3460 ... غــ : 368 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الْغَسِيلِ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِمِلْحَفَةٍ قَدْ عَصَّبَ بِعِصَابَةٍ دَسْمَاءَ حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَيَقِلُّ الأَنْصَارُ، حَتَّى يَكُونُوا فِي النَّاسِ بِمَنْزِلَةِ الْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ، فَمَنْ وَلِيَ
مِنْكُمْ شَيْئًا يَضُرُّ فِيهِ قَوْمًا وَيَنْفَعُ فِيهِ آخَرِينَ فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ.
فَكَانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَ بِهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-».

وبه قال: ( حدّثنا أبو نعيم) الفضل بن دكين قال: ( حدّثنا عبد الرحمن بن سليمان بن حنظلة بن الغسيل) المعروف بغسيل الملائكة قال: ( حدّثنا عكرمة) مولى ابن عباس ( عن ابن عباس -رضي الله عنهما-) أنه ( قال: خرج رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) من الحجرة إلى المسجد ( في مرضه الذي مات فيه بملحفة) بكسر الميم وفتح الحاء المهملة مرتديًا بها على منكبيه ( قد عصب) بتشديد الصاد المهملة في الفرع وأصله أي رأسه ( بعصابة دسماء) سوداء ( حتى جلس على المنبر فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال) :
( أما بعد فإن الناس يكثرون ويقل الأنصار) هو من الأخبار بالمغيبات فإن الناس كثروا وقلّ الأنصار كما قال عليه الصلاة والسلام ( حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح في الطعام) قال الكرماني: وجه التشبيه الإصلاح بالقليل دون الإفساد بالكثير أو كونه قليلاً بالنسبة إلى سائر أجزاء الطعام ( فمن ولي منكم شيئًا يضر فيه) أي في الذي وليه ( قومًا وينفع فيه آخرين فليقبل من محسنهم) الحسنة ( ويتجاوز) بالجزم عطفًا على فليقبل أي فليعف ( عن مسيئهم) السيئة أي في غير الحدود.
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: ( فكان ذلك آخر مجلس جلس به) أي بالمنبر ولأبي ذر فيه ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) .

وقد مرّ الحديث في باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد من كتاب الجمعة.




[ قــ :3461 ... غــ : 369 ]
- حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ -رضي الله عنه-: «أَخْرَجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ يَوْمٍ الْحَسَنَ فَصَعِدَ بِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ».

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد، ولأبي ذر: حدّثنا ( عبد الله بن محمد) المسندي قال: ( حدّثنا يحيى بن آدم) الكوفي صاحب الثوري قال: ( حدّثنا حسين الجعفي) بضم الجيم وسكون العين المهملة وكسر الفاء ( عن أبي موسى) إسرائيل بن موسى البصري ( عن الحسن) البصري ( عن أبي بكرة) بفتح الموحدة وسكون الكاف نفيع بن الحرث الثقفي ( -رضي الله عنه-) أنه ( قال: أخرج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذات يوم الحسن) بن علي -رضي الله عنهما- ( فصعد به المنبر) بكسر عين صعد ( فقال) : والحسن إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى:
( ابني هذا سيد) كفاه شرفًا وفضلاً تسمية سيد البشر -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- له سيدًا، وفيه أن ابن البنت يطلق عليه ابن ولا اعتبار يقول الشاعر:
بنونا بنو أبنائنا وبناتنا ... بنوهن أبناء الرجال الأباعد
نعم هذا باعتبار الحقيقة والأول باعتبار المجاز.
( ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين) أي طائفتين.
طائفة معاوية بن أبي سفيان وطائفة الحسن، وكانت أربعين ألفًا بايعوه على الموت، وكان الحسن أحق الناس بهذا الأمر فدعاه ورعه إلى ترك الملك رغبة فيما عند الله ولم يكن ذلك لعلة ولا لقلة.
وقوله: من المسلمين دليل على أنه لم يخرج أحد من الطائفتين في تلك الفتنة من قول أو فعل عن الإسلام إذ إحدى الطائفتين مصيبة والأخرى مخطئة مأجورة، وقد اختار السلف ترك الكلام في الفتنة الأولى وقالوا: تلك دماء طهر الله منها أيدينا فلا نلوّث بها ألسنتنا.

ومرّ هذا الحديث في الصلح.




[ قــ :346 ... غــ : 3630 ]
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَعَى جَعْفَرًا وَزَيْدًا قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ خَبَرُهُمْ، وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ".

وبه قال: ( حدّثنا سليمان بن حرب) الواشحي قال: ( حدّثنا حماد بن زيد) أي ابن درهم الجهضمي البصري ( عن أيوب) السختياني ( عن حميد بن هلال) البصري ( عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نعى) بفتحتين ( جعفرًا) هو ابن أبي طالب ( وزيدًا) هو ابن حارثة أي أخبره بقتلهما ( قبل أن يجيء خبرهم) أي خبر أهل مؤتة أو خبر قتل جعفر وزيد ومن قتل معهما ( وعيناه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( تذرفان) بالذال المعجمة وكسر الراء تسيلان بالدمع والواو في وعيناه للحال.

وهذا الحديث يأتي في غزوة مؤتة إن شاء الله تعالى.