فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب مناقب المهاجرين وفضلهم "

باب مَنَاقِبِ الْمُهَاجِرِينَ وَفَضْلِهِمْ مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ التَّيْمِيُّ -رضي الله عنه-
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر: 8] .

وَقَالَ: {إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} -إِلَى قَوْلِهِ- {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] .

قَالَتْ عَائِشَةُ وَأَبُو سَعِيدٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهم-: "وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْغَارِ".

( باب مناقب المهاجرين) الذين هاجروا من مكة إلى المدينة.
والمناقب: جمع منقبة ضد المثلبة ( وفضلهم) بالجر عطفًا على السابق، وسقط لأبي ذر لفظ باب فمناقب رفع وكذا فضلهم على ما لا يخفى ( منهم) من المهاجرين بل هو أفضلهم وسيدهم ( أبو بكر) واسمه على المشهور ( عبد الله بن أبي قحافة) بضم القاف وتخفيف الحاء وبالفاء واسمه عثمان ( التيمي) بفتح الفوقية وسكون التحتية ونسبه إلى جده الأعلى تيم، فهو عبد الله بن عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب يجتمع مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في مرة بن كعب، وكان اسمه عتيقًا لأنه ليس في نسبه ما يعاب به أو لقدمه في الخير أو لسبقه إلى الإسلام أو لحسنه أو لأن أمه استقبلت به البيت وقالت: اللهم هذا عتيقك من الموت قالته لأنه كان لا يعيش لها ولد أو لأن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بشّره بأن الله أعتقه من النار كما في حديث عائشة عند الترمذي وصححه ابن حبان، ولقّب بالصدّيق لتصديقه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وعند الطبراني بإسناد رجاله ثقات من حديث علي أنه كان يحلف أن الله أنزل اسم أبي بكر من السماء الصديق واسم أمه سلمى وتكنى أم الخير بنت صخر بن مالك بن عامر بن عمرو المذكور أسلمت وهاجرت ( -رضي الله عنه-) وعن والديه وأولاده، ولأبي ذر: رضوان الله عليه.

( وقول الله تعالى) جر عطفًا على سابقه أو رفع، ولأبي ذر: عز وجل: ( {للفقراء المهاجرين} [الحشر: 8] ) قال في الأنوار: بدل من لذي القربى وما عطف عليه لأن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يسمى فقيرًا انتهى.
وذلك لأن الله تعالى رفع منزلته عن أن يسميه فقيرًا وقوله: {الشيطان يعدكم الفقر} [البقرة: 268] دليل على أن الفقر مذموم والفقر أربعة أشياء فقر الحسنات في الآخرة وفقر القناعة في الدنيا، وفقر المقتنى وفقرهما والغنى بحسبه، فمن فقد القناعة والمقتنى فهو الفقير المطلق على سبيل الذم ومن فقد القناعة دون القنية فهو الغني بالمجاز الفقير بالحقيقة، ومن فقد القنية دون القناعة فإنه يقال له فقير وغني ( {الذين أُخرجوا من ديارهم وأموالهم} [الحشر: 8] ) فإن كفار مكة أخرجوهم وأخذوا أموالهم ( {يبتغون} [الحشر: 8] ) يطلبون بهجرتهم ( {فضلاً من الله ورضوانًا وينصرون الله ورسوله} [الحشر: 8] ) دين الله وشرع رسوله بأنفسهم وأموالهم ( {أولئك هم الصادقون}) [الحشر: 8] .
الذين ظهر صدقهم في إيمانهم، وسقط قوله: {الذين أخرجوا} إلى آخره لأبي ذر وقال بعد قوله: {المهاجرين} الآية.

( وقال: {إلاَّ}) ولأبي ذر: وقال الله إلا ( {تنصروه فقد نصره الله}) [التوبة: 40] أي وإن لم تنصروه فسينصره الله إذ أخرجه من الغار ( إلى قوله: {إن الله معنا}) [التوبة: 40] .
أي بالعصمة والمعونة وسقط قوله إلى قوله: {إن الله معنا} لأبي ذر وقال بعد قوله نصره الله الآية.

( قالت عائشة) : مما ذكره في باب الهجرة إلى المدينة الآتي إن شاء الله تعالى ( وأبو سعيد) الخدري مما وصله ابن حبان في صحيحه ( وابن عباس) مما أخرجه أحمد والحاكم ( -رضي الله عنهم-: وكان أبو بكر مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الغار) لما خرجا من مكة إلى المدينة.


[ قــ :3485 ... غــ : 3652 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: «اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه- مِنْ عَازِبٍ رَحْلاً بِثَلاَثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَازِبٍ: مُرِ الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْ إِلَىَّ رَحْلِي، فَقَالَ عَازِبٌ: لاَ، حَتَّى تُحَدِّثَنَا كَيْفَ صَنَعْتَ أَنْتَ وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ خَرَجْتُمَا مِنْ مَكَّةَ وَالْمُشْرِكُونَ يَطْلُبُونَكُمْ.
قَالَ: ارْتَحَلْنَا مِنْ مَكَّةَ فَأَحْيَيْنَا -أَوْ سَرَيْنَا- لَيْلَتَنَا وَيَوْمَنَا حَتَّى أَظْهَرْنَا وَقَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، فَرَمَيْتُ بِبَصَرِي هَلْ أَرَى مِنْ ظِلٍّ فَآوِيَ إِلَيْهِ، فَإِذَا صَخْرَةٌ أَتَيْتُهَا، فَنَظَرْتُ بَقِيَّةَ ظِلٍّ لَهَا فَسَوَّيْتُهُ، ثُمَّ فَرَشْتُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيهِ، ثُمَّ.

قُلْتُ لَهُ: اضْطَجِعْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَاضْطَجَعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ انْطَلَقْتُ أَنْظُرُ مَا حَوْلِي: هَلْ أَرَى مِنَ الطَّلَبِ أَحَدًا؟ فَإِذَا أَنَا بِرَاعِي غَنَمٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ إِلَى الصَّخْرَةِ، يُرِيدُ مِنْهَا الَّذِي أَرَدْنَا، فَسَأَلْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ، لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلاَمُ؟ فَقَالَ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ سَمَّاهُ فَعَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: فَهَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لَبَنًا؟ قَالَ: نَعَمْ.
فَأَمَرْتُهُ فَاعْتَقَلَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ ضَرْعَهَا مِنَ الْغُبَارِ، ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ كَفَّيْهِ فَقَالَ هَكَذَا، ضَرَبَ إِحْدَى كَفَّيْهِ بِالأُخْرَى فَحَلَبَ لِي كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، وَقَدْ جَعَلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِدَاوَةً عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ، فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَافَقْتُهُ قَدِ اسْتَيْقَظَ، فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ.
ثُمَّ قُلْتُ: قَدْ آنَ الرَّحِيلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: بَلَى.
فَارْتَحَلْنَا وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَا، فَلَمْ يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ عَلَى فَرَسٍ لَهُ، فَقُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: لاَ تَحْزَنْ، إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا» {تُرِيحُونَ} [النحل: 6] بالعشيّ، {تَسْرَحُون} [النحل: 6] بالغداة.

وبه قال: ( حدّثنا عبد الله بن رجاء) الغداني بضم الغين المعجمة وتخفيف الدال المهملة وبعد الألف نون مخففة البصري قال: ( حدّثنا إسرائيل) بن يونس ( عن) جدّه ( أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي ( عن البراء) بن عازب الأنصاري -رضي الله عنه- أنه ( قال: اشترى أبو بكر) الصديق ( -رضي الله عنه- من) أبيه ( عازب رحلاً) بفتح الراء وسكون الحاء المهملة للناقة ( بثلاثة عشر درهمًا فقال أبو بكر لعازب: مُر البراء) ابنك ( فليحمل إليّ) بتشديد الياء التحتية ( رحلي، فقال) له ( عازب: لا حتى تحدّثنا كيف صنعت أنت ورسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين خرجتما من مكة) في الهجرة إلى المدينة ( والمشركون) من أهل مكة ( يطلبونكم) أي هما ومن معهما ( قال) : أبو بكر ( ارتحلنا من مكة فأحيينا أو سرينا) بفتح السين ( ليلتنا ويومنا) والشك من الراوي ( حتى أظهرنا) ولأبي ذر عن الكشميهني ظهرنا بغير ألف والأول هو الصواب أي صرنا في وقت الظهيرة ( وقام قائم الظهيرة) شدّة حرها عند الزوال ( فرميت ببصري هل أرى من ظل فآوي إليه) بمد الهمزة وفتح التحتية في اليونينية وفرعها مصححًا عليه ( فإذا صخرة) فلما رأيتها ( أتيتها فنظرت بقية ظل لها فسويته) أي موضعًا.
وفي علامات النبوة: فنزلنا عنده أي عند الظل وسوّيت للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مكانًا بيدي ينام عليه ( ثم فرشت للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيه) في الظل ( ثم قلت له: اضطجع يا نبي الله فاضطجع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثم
انطلقت أنظر ما حولي هل أرى من الطلب أحدًا فإذا أنا براعي غنم)
لم يسم الراعي ولا مالك الغنم ( يسوق غنمه إلى الصخرة يريد منها الذي أردنا) من الظل ( فسألته فقلت له: لمن أنت يا غلام؟ فقال: لرجل من قريش سماه فعرفته فقلت) : له ( هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم.
قلت)
: له ( فهل أنت حالب لبنًا؟) ولأبي ذر عن الكشميهني: لنا ( قال: نعم فأمرته فاعتقل شاة من غنمه ثم أمرته أن ينفض ضرعها من الغبار ثم أمرته أن ينفض كفيه) بالتثنية ( فقال: هكذا ضرب إحدى كفيه بالأخرى) فيها إطلاق القول على الفعل واستحباب التنظيف لما يؤكل ويشرب ( فحلب لي كثبة) بضم الكاف وسكون المثلثة بعدها موحدة مفتوحة قليلاً ( من لبن، و) كنت ( قد جعلت لرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إداوة) بكسر الهمزة من جلد فيها ماء ( على فمها خرقة) كذا في الفرع خرقة بالنصب وفي اليونينية وغيرها بالرفع ( فصببت) منها ( على اللبن حتى برد أسفله) بفتح الراء ( فانطلقت به) باللبن المشوب بالماء ( إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فوافقته قد استيقظ) من نومه ( فقلت له: اشرب يا رسول الله فشرب حتى رضيت) أي طابت نفسي لكثرة ما شرب وفيه: أنه أمعن في الشرب وقد كانت عادته المألوفة عدم الإمعان ( ثم قلت: قد آن الرحيل يا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أي دخل وقته ( قال) : عليه الصلاة والسلام:
( بلى) قد آن، وسقط لفظ: بلى لأبي ذر ( فارتحلنا والقوم) كفار قريش ( يطلبونا) ولأبي ذر: يطلبوننا ( فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك بن جعشم) بجيم مضمومة فعين مهملة ساكنة فشين معجمة مضمومة فميم ( على فرس له فقلت هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله.
فقال: لا تحزن إن الله معنا)
.

وهذا الحديث قد مرّ في علامات النبوة.

( {تريحون}) في قوله تعالى: {ولكم فيها جمال حين تريحون} أي: ( بالعشي {وحين تسرحون}) أي ( بالغداة}) [النحل: 6] .
قال في الفتح: والصواب أن يثبت هذا في حديث عائشة في الهجرة فإن فيه: ويرعى عليهما عامر بن فهيرة ويريحها عليهما، وثبت هذا في رواية أبي ذر عن الكشميهني وسقط لغيره.




[ قــ :3486 ... غــ : 3653 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ -رضي الله عنه- قَالَ: «قُلْتُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا فِي الْغَارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا.
فَقَالَ: مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا».
[الحديث 3653 - طرفاه في: 39، 4663] .

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن سنان) العوقي بفتح العين المهملة والواو وكسر القاف قال:
( حدّثنا همام) بفتح الهاء وتشديد الميم الأولى ابن يحيى بن دينار العوذي بفتح العين المهملة وسكون الواو وكسر المعجمة ( عن ثابت) البناني ( عن أنس) بن مالك الأنصاري ( عن أن بكر) الصديق ( -رضي الله عنه-) أنه ( قال: قلت للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنا في الغار) زاد في رواية موسى بن إسماعيل عن
همام في الهجرة فرفعت رأسي فرأيت أقدام القوم فقلت ( لو أن أحدهم نظر تحت قدميه) بالتثنية ( لأبصرنا.
فقال)
: عليه الصلاة والسلام.

( ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما) أي جاعلهما ثلاثة بضم نفسه تعالى إليهما في المعية المعنوية التي أشار إليها بقوله: { إن الله معنا} [التوبة: 40] وهو من قوله: { ثاني اثنين إذ هما في الغار} [التوبة: 40] الآية.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في الهجرة والتفسير ومسلم في الفضائل والترمذي في التفسير.