فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب ذكر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه

باب ذِكْرُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ -رضي الله عنه-
( ذكر العباس بن عبد المطلب) وكنيته أبو الفضل وكان أسن من النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بسنتين أو بثلاث وكان جميلاً وسيمًا أبيض له ضفيرتان معتدلاً، وقيل طوالاً وكان فيما رواه ابن أبي حاتم مرفوعًا: أجود قريش كفًا وأوصلها رحمًا، وزاد أبو عمر: وكان ذا رأي حسن ودعوة مرجوّة، وقد قيل إنه أسلم قديمًا وكان يكتم إسلامه وأظهره يوم الفتح وتوفي في خلافة عثمان قبل مقتله بسنتين بالمدينة يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من رجب أو من رمضان سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة وصلّى عليه عثمان ودفن بالبقيع ( -رضي الله عنه-) .


[ قــ :3540 ... غــ : 3710 ]
- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- "أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ إِذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا، قَالَ: فَيُسْقَوْنَ".

وبه قال: ( حدّثنا الحسن بن محمد) أي ابن الصباح الزعفراني قال: ( حدّثنا محمد بن عبد الله الأنصاري) قال: ( حدّثني) بالإفراد ( أبي عبد الله بن المثنى) برفع عبد الله عطف بيان على أبي المرفوع ( عن) عمه ( ثمامة بن عبد الله بن أنس) بالمثلثة المضمومة وتخفيف الميم ( عن أنس -رضي الله عنه- أن عمر بن الخطاب) -رضي الله عنه- ( كان إذا قحطوا) بفتح القاف وكسر المهملة أصابهم القحط ( استسقى) متوسلاً ( بالعباس بن عبد المطلب) للرحم التي بينه وبين النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأراد عمر أن يصلها بمراعاة حقه إلى من أمر بصلة الأرحام ليكون ذلك وسيلة إلى رحمة الله تعالى ( فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) في حياته ( فتسقينا وإنا) بعد ( نتوسل إليك بعم نبينا) العباس ( فاسقنا.
قال فيسقون)
وقال أبو عمر: كانت الأرض أجدبت على عهده إجدابًا شديدًا سنة سبع عشرة فقال كعب: يا أمير المؤمنين إن بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم مثل هذا استسقوا بعصبة أنبيائهم.
فقال عمر: هذا عم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وصنوا أبيه وسيد بني هاشم فمشى إليه عمر وقال: انظر ما فيه الناس ثم صعد المنبر ومعه العباس فاستسقى فسقوا، وما أحسن قول عقيل بن أبي طالب -رضي الله عنه-:
بعمي سقى الله البلاد وأهلها ... عشية يستسقي بشيبته عمر
توجه بالعباس في الجدب داعيًا ... فما جاز حتى جاد بالديمة المطر
وهذه الترجمة وحديثها سقطا من رواية أبي ذر والنسفيّ، وقد سبق الحديث في الاستسقاء.