فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب بنيان الكعبة

باب بُنْيَانُ الْكَعْبَةِ
( باب بنيان الكعبة) في الجاهلية على يد قريش في زمن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قبل بعثته.
وعند ابن إسحاق وغيره أن قريشًا لما بنت الكعبة كان عمر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يومئذٍ خمسًا وعشرين سنة، وسقط باب لأبي ذر فتاليه مرفوع.


[ قــ :3652 ... غــ : 3829 ]
- حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما- قَالَ: «لَمَّا بُنِيَتِ الْكَعْبَةُ ذَهَبَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَبَّاسٌ يَنْقُلاَنِ الْحِجَارَةَ، فَقَالَ عَبَّاسٌ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى رَقَبَتِكَ يَقِكَ مِنَ الْحِجَارَةِ، فَخَرَّ إِلَى الأَرْضِ، وَطَمَحَتْ عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: إِزَارِي إِزَارِي، فَشَدَّ عَلَيْهِ إِزَارَهُ».

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد، ولأبي ذر: حدّثنا ( محمود) هو ابن غيلان العدوي مولاهم المروزي قال: ( حدّثنا عبد الرزاق) بن همام ( قال: أخبرني) بالإفراد ( ابن جريج) عبد الملك بن عبد العزيز المكي ( قال: أخبرني) بالإفراد أيضًا ( عمرو بن دينار) بفتح العين أنه ( سمع جابر بن عبد الله) الأنصاري ( -رضي الله عنهما- قال: لما بنيت الكعبة) بضم الموحدة وكسر النون مبنيًّا للمفعول أي لما بنتها قريش ( ذهب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- و) عمه ( عباس ينقلان الحجارة) على أعناقهما لبنائها ( فقال عباس للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) : يا ابن أخي ( اجعل إزارك على رقبتك يقيك) بالتحتية بعد القاف مرفوع ولأبي ذر يقك بحذفها على الجزم ( من الحجارة) ففعل ذلك -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( فخر) أي فوقع ( إلى الأرض وطمحت) بفتحات ( عيناه) أي شخصتا وارتفعتا ( إلى السماء ثم أفاق) وسقطت هذه من الفرع: وفي حديث أبي الطفيل فبينما رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ينقل معهم الحجارة إذ انكشفت عورته فنودي: يا محمد غط عورتك فذلك أوّل ما نودي فما رئيت له عورة قبل ولا بعد ( فقال) لعمه: أعطني ( إزاري) أعطني ( إزاري) فأعطاه فأخذه ( فشد عليه) زاده الله شرفًا لديه ( إزاره) زاد في رواية في أوائل الصلاة فما رئي بعد ذلك عريانًا.

وهذا الحديث من مراسيل الصحابة، وسبق في باب فضل مكة وبنيانها، واختلف في عدد بناء الكعبة والذي تحصل من مجموعه عشر مرات الملائكة وآدم وأولاده والخليل والعمالقة وجرهم وقصي بن كلاب وقريش وعبد الله بن الزبير والحجاج ومرت دلائل ذلك.




[ قــ :3653 ... غــ : 3830 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
يَزِيدَ قَالاَ: لَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَوْلَ الْبَيْتِ حَائِطٌ، كَانُوا يُصَلُّونَ حَوْلَ الْبَيْتِ، حَتَّى كَانَ عُمَرُ فَبَنَى حَوْلَهُ حَائِطًا.
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: جَدْرُهُ قَصِيرٌ، فَبَنَاهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ".

وبه قال: ( حدّثنا أبو النعمان) محمد بن الفضل السدوسي قال: ( حدّثنا حماد بن زيد) هو ابن درهم الأزدي الجهضمي البصري ( عن عمرو بن دينار وعبيد الله بن أبي يزيد) بضم عين عبيد الله ويزيد من الزيادة مولى أهل مكة ( قالا: لم يكن على عهد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حول البيت) الحرام ( حائط كانوا يصلون حول البيت) وهذا مرسل، وقيل منقطع لأن عمرو بن دينار وعبيد الله بن أبي يزيد من صغار التابعين.
وقوله: ( حتى كان عمر) أي زمان خلافته ( فبنى حوله حائطًا) وهذا منقطع لأنهما لم يدركا عمر ( قال عبيد الله) بن أبي يزيد: ( جدره) بفتح الجيم وسكون الدال مرفوع أي جداره مبتدأ خبره قوله: ( قصير) والجملة صفة حائطًا، والذي في الفرع جدرة بفتح الجيم وسكون الدال المهملة ونصب الراء بعدها هاء تأنيث مرفوع عليها شطبة بالحمرة فصير بالرفع أيضًا وكذا هو في اليونيية لكن بغير نقط على الهاء ولا ضبط لها، فيحتمل أن يكون الرفع على الراء وفي نسخة جدارًا بفتح الجيم والدال والنصب قصيرًا نصب أيضًا.
( فبناه ابن الزبير) عبد الله -رضي الله عنه- مرتفعًا طويلاً، وهذا المقدار هو الموصول أيضًا من الحديث كما نبه عليه الحافظ ابن حجر.