فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب انشقاق القمر

باب انْشِقَاقِ الْقَمَرِ
( باب انشقاق القمر) في زمنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- معجزة له وسقط لفظ باب لأبي ذر فالتالي رفع على ما لا يخفى.


[ قــ :3689 ... غــ : 3868 ]
- حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه-: "أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فَأَرَاهُمُ الْقَمَرَ شِقَّتَيْنِ، حَتَّى رَأَوْا حِرَاءً بَيْنَهُمَا".

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد، ولأبي ذرة حدّثنا ( عبد الله بن عبد الوهاب) الحجبي البصري قال: ( حدّثنا بشر بن المفضل) بكسر الموحدة وسكون الشين المعجمة والمفضل بضم الميم وفتح الفاء والضاد المعجمة المشدّدة ابن لاحق الرقاشي بقاف ومعجمة أبو إسماعيل البصري قال: ( حدّثنا سعيد بن أبي عروبة) مهران اليشكري مولاهم أحد الأعلام ( عن قتادة) بن دعامة ( عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-) :
( أن أهل مكة) كفار قريش وفي دلائل النبوّة لأبي نعيم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنهم الوليد بن المغيرة وأبو جهل والعاص بن وائل والعاص بن هشام والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب وابنه زمعة والنضر بن الحرث ( سألوا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يريهم آية) أي معجزة تشهد لما ادّعاه من نبوّته ( فأراهم القمر شقتين) بفتح الشين في الفرع مصححًا عليه وضبطها في الفتح والمصابيح واليونينية والناصرية بكسرها أي نصفين ( حتى رأوا حرًّا) بالتنوين الجبل المعروف ( بينهما) بين الشقتين.
وهذا من مراسيل الصحابة لأن أنسًا لم يشاهد هذه القصة، وفي حديث مسلم فأراهم القمر مرتين، وكذا هو بلفظ مرتين في مصنف عبد الرزاق عن معمر، وكذا أخرجه
أحمد وإسحاق في مسنديهما، ولعل المراد فرقتين جمعًا بين الروايات كما نبه عليه في الفتح.




[ قــ :3690 ... غــ : 3869 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدَانُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنه- قَالَ: «انْشَقَّ الْقَمَرُ وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمِنًى فَقَالَ: اشْهَدُوا، وَذَهَبَتْ فِرْقَةٌ نَحْوَ الْجَبَلِ».

وَقَالَ أَبُو الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: "انْشَقَّ بِمَكَّةَ".

وَتَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.

وبه قال: ( حدّثنا عبدان) اسمه عبد الله بن عثمان بن جبلة المروزي ( عن أبي حمزة) بالحاء المهملة والزاي محمد بن ميمون السكري ( عن الأعمش) سليمان ( عن إبراهيم) النخعي ( عن أبي معمر) عبد الله بن سخبرة ( عن عبد الله) بن مسعود ( -رضي الله عنه-) أنه ( قال) : ( انشق القمر ونحن مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمنى فقال) : يخاطب أبا سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن أبي الأرقم وابن مسعود ( اشهدوا) ولأبي ذر فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اشهدوا أي اضبطوا ذلك بالمشاهدة ( وذهبت فرقة) من القمر ( نحو الجبل) المعروف بحرًا وبقيت الأخرى مكانه حتى صار حرًّا بينهما، وقوله: ونحن مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يرد على من قال: إن قوله في الآية { وانشق القمر} [القمر: 1] بمعنى انشق يوم القيامة فأوقع الماضي موقع المستقبل لتحققه وهو خلاف الإجماع، وكذا قول الآخر انشق بمعنى انفلق عنه الظلام عند طلوع الشمس كما يسمى الصبح فلقًا.

( وقال أبو الضحى) : مسلم بن صبيح الكوفي ( عن مسروق) هو ابن الأجدع ( عن عبد الله) بن مسعود -رضي الله عنه- ( انشق بمكة) وهذا وصله أبو داود الطيالسي ( وتابعه) أي وتابع إبراهيم النخعي في روايته عن أبي معمر ( محمد بن مسلم) الطائفي ( عن ابن أبي نجيح) يسار ( عن مجاهد) هو ابن جبر ( عن أبي معمر) عبد الله بن سخبرة ( عن عبد الله) بن مسعود -رضي الله عنه- وهذه المتابعة وصلها عبد الرزاق في مصنفه ولا معارضة بين قوله بمكة.
وقوله بمنى إذ المراد أن ذلك وقع قبل الهجرة ومنى من جملة مكة.




[ قــ :3691 ... غــ : 3870 ]
- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: "أَنَّ الْقَمَرَ انْشَقَّ عَلَى زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".

وبه قال: ( حدَّثنا عثمان بن صالح) السهمي المصري قال: ( حدّثنا بكر بن مضر) بفتح الموحدة وسكون الكاف ومضر بضم الميم وفتح الضاد المعجمة ابن محمد بن حكيم المصري قال: ( حدّثني) بالإفراد ( جعفر بن ربيعة) بن شرحبيل المصري ( عن عراك بن مالك) بكسر العين المهملة وتخفيف الراء الغفاري المدني ( عن عبيد الله) بضم العين ( ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن
عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-)
( إن القمر انشق على) ولأبي ذر عن الكشميهني في ( زمان رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بمكة قبل الهجرة.
وهذا مرسل لأن ابن عباس -رضي الله عنهما- لم يدرك ذلك لأنه كان ابن سنتين أو ثلاث.




[ قــ :369 ... غــ : 3871 ]
- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنه- قَالَ: "انْشَقَّ الْقَمَرُ".

وبه قال: ( حدّثنا عمر بن حفص) بضم العين النخعي الكوفي قال: ( حدّثنا أبي) حفص بن غياث قال: ( حدّثنا الأعمش) سليمان قال: ( حدّثنا إبراهيم) النخعي ( عن أبي معمر) عبد الله ( عن عبد الله) بن مسعود ( -رضي الله عنه-) أنه ( قال: انشق القمر) كذا أورده مختصرًا وهو ثابت في رواية الحموي والكشميهني، وقول بعضهم: لو انشق لما خفي على أهل الأقطار ولو ظهر عندهم لنقلوه متواترًا لأن الطباع مجبولة على نشر العجائب مردود بأنه يجوز أن يحجبه الله عز وجل عنهم بغيم، لا سيما وأكثر الناس نيام والأبواب مغلقة وقل من يترصد السماء، ولعله كان في قدر اللحظة التي هي مدرك البصر.
وقد روى أبو الضحى عن مسروق عن عبد الله أنهم سألوا السفار هل انشق قالوا: قد رأيناه.