فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب


[ قــ :3825 ... غــ : 4019 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ ح وحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ ثُمَّ الْجُنْدَعِيُّ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَخْبَرَهُ أَنَّ الْمِقْدَادَ بْنَ عَمْرٍو الْكِنْدِيَّ وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي زُهْرَةَ وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ: لِرَسُولِ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ رَجُلاً مِنَ الْكُفَّارِ فَاقْتَتَلْنَا فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيَّ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا ثُمَّ لاَذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ.
فَقَالَ: أَسْلَمْتُ لِلَّهِ آقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَعْدَ أَنْ قَالَهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لاَ تَقْتُلْهُ» فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّهُ قَطَعَ إِحْدَى يَدَيَّ ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ بَعْدَ مَا قَطَعَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لاَ تَقْتُلْهُ فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ وَإِنَّكَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتِي قَالَ:».
[الحديث 4019 - طرفه في: 6865] .

وبه قال: ( حدّثنا أبو عاصم) الضحاك بن مخلد النبيل ( عن ابن جريج) عبد الملك بن
عبد العزيز ( عن الزهري) محمد بن مسلم ( عن عطاء بن يزيد) الليثي ( عن عبيد الله) بضم العين ( ابن عدي) بفتحها ابن الخيار القرشي النوفلي ( عن المقداد بن الأسود) تبناه الأسود بن عبد يغوث فنسب إليه واسم أبيه عمرو قال المؤلّف -رحمه الله- بالسند المذكور ( ح) .

( وحدثني) بالإفراد وبإثبات الواو ولأبي ذر ( إسحاق) بن منصور الكوسج المروزي قال: ( حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد) بسكون العين ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني نزيل بغداد قال: ( حدّثنا ابن أخي ابن شهاب) محمد بن عبد الله ( عن عمه) محمد بن مسلم بن شهاب أنه ( قال: أخبرني) بالإفراد ( عطاء بن يزيد الليثي) بالمثلثة ( ثم الجندعي) بضم الجيم وسكون النون وبعد الدال المهملة المفتوحة عين مهملة مكسورة ( أن عبيد الله) بضم العين ( ابن عدي بن الخيار) بكسر الخاء المعجمة وتخفيف التحتية ( أخبره أن المقداد بن عمرو) بفتح العين ابن ثعلبة بن مالك بن ربيعة ( الكندي) بكسر الكاف ( وكان حليفًا لبني زهرة) بضم الزاي وسكون الهاء ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ( وكان ممن شهد بدرًا مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أخبره أنه قال: يا رسول الله) كذا في الفرع والذي في أصله أنه قال لرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( أرأيت) أي أخبرني ( إن لقيت رجلاً من الكفار فاقتتلنا فضرب إحدى يديّ بالسيف فقطعها ثم لاذ) بالذال المعجمة أي التجأ واحتضن ( مني بشجرة فقال: أسلمت لله) أي دخلت في الإسلام، وفي رواية معمر عن الزهري في هذا الحديث عند مسلم أنه قال: لا إله إلا الله ( آقتله يا رسول الله) بهمزة الاستفهام والمد ( بعد أن قالها) ؟ أي كلمة أسلمت لله ( فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( لا تقتله فقال: يا رسول الله إنه قطع إحدى يديّ ثم قال ذلك بعدما قطعها.
فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله)
لأنه صار مسلمًا معصوم الدم قد جب الإسلام ما كان منه من قطع يدك ( وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته) أسلمت لله ( التي قالـ) ـها: أي إن دمك صار مباحًا بالقصاص كما أن دم الكافر مباح بحق الدين، فوجه الشبه إباحة الدم وإن كان الموجب مختلفًا، أو أنك تكون آثمًا كما كان هو آثمًا في حال كفره فيجمعكما اسم الإِثم، وإن كان سبب الإثم مختلفًا.
أو المعنى إن قتلته مستحلاًّ.

وتعقب بأن استحلاله للقتل إنما هو بتأويل كونه أسلم خوفًا من القتل، ومن ثم لم يوجب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قودًا ولا دية وإنما ذلك والله أعلم حيث كان عن اجتهاد ساعده المعنى وبين -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن من قالها فقد عصم دمه وماله وقال: هلا شققت عن قلبه إشارة إلى نكتة الجواب، والمعنى والله أعلم أن هذا الظاهر مضمحل بالنسبة إلى القلب لأنه لا يطلع على ما فيه إلا الله، ولعل هذا أسلم حقيقة وإن كان تحت السيف ولا يمكن دفع هذا الاحتمال فحيث وجدت الشهادتان حكم بمضمونهما بالنسبة إلى الظاهر وأمر الباطن إلى الله تعالى، فالإقدام على قتل المتلفظ بهما مع احتمال أنه صادق فيما أخبر به عن ضميره فيه ارتكاب ما لعله يكون ظلمًا له، فالكف عن القتل أولى،
والشارع عليه الصلاة والسلام ليس له غرض في إزهاق الروح بل في الهداية والإرشاد، فإن تعذرت بكل سبيل تعين إرهاق الروح لزوال مفسدة الكفر من الوجود ومع التلفظ بكلمة الحق لم تتعذر الهداية حصلت أو تحصل في المستقبل فمادة الفساد الناشئ عن كلمة الكفر قد زالت بانقياده ظاهرًا ولم يبق إلا الباطن وهو مشكوك ومرجو مآلا، وإن لم يكن حالاً فقد لاح من حيث المعنى وجه قبول الإسلام اهـ.
ملخصًا من المصابيح فيما نقله عن التاج ابن السبكي.

وبقية مباحثه تأتي إن شاء الله تعالى في أوّل كتاب الدّيات بعون الله تعالى وقوّته.




[ قــ :386 ... غــ : 400 ]
- حَدَّثَنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ حَدَّثَنَا أَنَسٌ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ بَدْرٍ «مَنْ يَنْظُرُ مَا صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ» فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى بَرَدَ فَقَالَ آنْتَ أَبَا جَهْلٍ؟ قَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ سُلَيْمَانُ: هَكَذَا قَالَهَا أَنَسٌ، قَالَ: آنْتَ أَبَا جَهْلٍ؟ قَالَ وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ؟ قَالَ سُلَيْمَانُ: أَوْ قَالَ قَتَلَهُ قَوْمُهُ.
قَالَ.

     وَقَالَ  أَبُو مِجْلَزٍ قَالَ أَبُو جَهْلٍ: فَلَوْ غَيْرُ أَكَّارٍ قَتَلَنِي.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( يعقوب بن إبراهيم) بن كثير الدورقي قال: ( حدّثنا ابن علية) إسماعيل بن إبراهيم وعلية أمه قال: ( حدّثنا سليمان) بن طرخان أبو المعتمر ( التيمي) قال: ( حدّثنا أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم) وقعة ( بدر من ينظر ما صنع أبو جهل) ( فانطلق ابن مسعود) -رضي الله عنه- ( فوجده قد ضربه ابنا عفراء) معاذ ومعوّذ الأنصاريان ( حتى برد) بفتحات أي مات ( فقال) له ابن مسعود -رضي الله عنه-: ( آنت) بالمد على الاستفهام ( أبا جهل) ؟ بالألف بعد الموحدة ( قال ابن علية: قال سليمان) بن طرخان ( هكذا قالها أنس) -رضي الله عنه- ( قال: آنت أبا جهل) ؟ بالألف بعد الموحدة.

وخرجها القاضي عياض على أنه منادى أي أنت المقتول الذليل يا أبا جهل على جهة التوبيخ والتقريع.
وقال الداودي: يحتمل معنيين أن يكون استعمل اللحن ليغيظ أبا جهل كالمصغر له أو يريد أعني أبا جهل، ورده السفاقسي بأن تغييظه في مثل هذه الحالة لا معنى له ثم النصب بإضمار أعني إنما يكون إذا تكررت النعوت، وتعقبه في التنقيح في الأول بأنه أبلغ في التهكم وفي الثاني بأن التكرار ليس شرطًا في القطع عند الجمهور وإن أوهمته عبارة ابن مالك في كتبه.

وقال في المصابيح: كلاهما معًا في الوجه الثاني غلظ فإن ما نحن فيه ليس من قطع النعت في شيء لا مع التكرار ولا مع حذفه ضرورة أنه ليس عندنا غير ضمير الخطاب وهو لا ينعت إجماعًا.
وقال القاضي عياض رواه الحميدي آنت أبو جهل، وكذا البخاري من طريق يونس وعلى هذا فيخرج على أنه استعمل على لغة القصر في الأب ويكون خبر المبتدأ.

( قال) : أي أبو جهل لابن مسعود -رضي الله عنه- ( وهل فوق رجل قتلتموه.
قال سليمان)
بن طرخان بالسند السابق ( أو قال: قتله قومه قال وقال أبو مجلز) بكسر الميم وسكون
الجيم وفتح اللام بعدها زاي معجمة لاحق بن حميد ( قال أبو جهل) لابن مسعود -رضي الله عنه- ( فلو) قتلني ( غير أكار) بفتح الهمزة وتشديد الكاف آخره راء أي زراع ( قتلني) هو مثل لو ذات سوار لطمتني فيكون المرفوع بعد لو فاعلاً بمحذوف يفسره الظاهر، ثم يحتمل أن تكون شرطية فالجواب محذوف أي لتسليت، ويحتمل أن تكون للتمني فلا جواب ومراده احتقار قاتله وانتقاصه عن أن يقتل مثله أكار لأن قاتليه وهما ابنا عفراء من الأنصار وهم عمال أنفسهم في أرضهم ونخلهم.

فإن قلت: أين هذا من قوله وهل أعمد من رجل قتله قومه؟ أجيب: بأنه أراد هنا انتقاص المباشر لقتله وأراد هناك تسلية نفسه بأن الشريف إذا قتله قومه لم يكن ذلك عارًا عليه فجعل قومه قاتلين له مجازًا باعتبار تسببهم في قتله وسعيهم فيه وإن لم يباشروه فمحل الانتقاص غير محل التعظيم فلا تناقض.
قاله في المصابيح.




[ قــ :387 ... غــ : 401 ]
- حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ -رضي الله عنهم- لَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

قُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الأَنْصَارِ فَلَقِيَنَا مِنْهُمْ رَجُلاَنِ صَالِحَانِ شَهِدَا بَدْرًا فَحَدَّثْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: هُمَا عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ وَمَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ.

وبه قال: ( حدّثنا موسى) بن إسماعيل المنقري قال ( حدّثنا عبد الواحد) بن زياد العبدي قال: ( حدّثنا معمر) هو ابن راشد ( عن الزهري) محمد بن مسلم ( عن عبيد الله) بضم العين ( ابن عبد الله) بن عتبة بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: ( حدثني) بالإفراد ( ابن عباس عن عمر -رضي الله عنهم-) أنه قال: ( لما توفي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قلت لأبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار فلقينا) بفتح التحتية فعل ومفعول ( منهم) من الأنصار ( رجلان) فاعل ( صالحان شهدا بدرًا فحدثت عروة) ولأبي ذر عن الكشميهني: فحدثت به عروة ( بن الزبير فقال: هما) أي الرجلان ( عويم بن ساعدة) بضم العين المهملة وفتح الواو وآخره ميم مصغرًا ابن عائش بتحتية ومعجمة ابن قيس بن النعمان ( ومعن بن عدي) بفتح الميم وسكون العين المهملة وهو أخو عاصم بن عدي.

وهذا قطعة من حديث سبق في المناقب ومراده منه هنا قوله شهدا بدرًا.




[ قــ :388 ... غــ : 40 ]
- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ فُضَيْلٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ كَانَ عَطَاءُ الْبَدْرِيِّينَ خَمْسَةَ آلاَفٍ خَمْسَةَ آلاَفٍ.

     وَقَالَ  عُمَرُ: لأُفَضِّلَنَّهُمْ عَلَى مَنْ بَعْدَهُمْ.

وبه قال: ( حدّثنا) بالجمع ولأبي ذر حدثني ( إسحاق بن إبراهيم) بن راهويه أنه ( سمع محمد بن فضيل) بالضاد المعجمة مصغرًا ابن غزوان الكوفي يحدث ( عن إسماعيل) بن أبي خالد ( عن قيس) هو ابن أبي حازم أنه قال: ( كان عطاء البدريين) أي المال الذي يعطاه كل واحد منهم في كل سنة ( خمسة آلاف خمسة آلاف) مرتين ( وقال عمر) -رضي الله عنه- في خلافته: ( لأفضلنهم
على من بعدهم)
في العطاء لزيادة فضلهم على من سواهم.




[ قــ :389 ... غــ : 403 ]
- حَدَّثَنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ وَذَلِكَ أَوَّلَ مَا وَقَرَ الإِيمَانُ فِي قَلْبِي.
وَعَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ فِي أُسَارَى بَدْرٍ: «لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلاَءِ النَّتْنَى لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ».

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( إسحاق بن منصور) المروزي قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر أخبرنا ( عبد الرزاق) بن همام بن نافع الحافظ أبو بكر الصنعاني ( قال: أخبرنا معمر) هو ابن راشد ( عن الزهري) محمد بن مسلم ( عن محمد بن جبير بن مطعم) أي ابن عدي وسقط ابن مطعم في اليونينية وثبت في الفرع وغيره ( عن أبيه) -رضي الله عنه- أنه ( قال: سمعت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقرأ في) صلاة ( المغرب بالطور وذلك أوّل ما وقر) أي سكن وثبت ( الإيمان في قلبي) كذا في اليونينية وغيرها من الأصول المعتمدة الإيمان.
وفي الفرع الإسلام وقد كان حينئذٍ كافرًا ولم ينطق بالإسلام والتزم أحكامه إلا عند فتح مكة.

( وعن الزهري) محمد بالإسناد السابق ( عن محمد بن جبير بن مطعم) أي ابن عدي ( عن أبيه أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال في أسارى بدر) :
( لو كان المطعم) بضم الميم وكسر العين المهملة ( ابن عدي حيًّا ثم كلمني في هؤلاء النتنى) بنونين مفتوحتين بينهما فوقية ساكنة جمع نتن كزمن بجمع على زمنى والمراد قتلى بدر الدين صاروا جيفًا ( لتركتهم) أحياء ولم أقتلهم من غير فداء إكرامًا ( له) واحترامًا وقبولاً لشفاعته لما كانت له عنده -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من اليد حين رجع من الطائف في جواره.

وعند الفاكهي بإسناد حسن مرسل: أن المطعم بن عدي أمر أربعة من أولاده فلبسوا السلاح وقام كل واحد منهم عند ركن من الكعبة فبلغ ذلك قريشًا فقالوا له: أنت الرجل الذي لا تخفر له ذمة، ولما حصر قريش بني هاشم ومن معهم من المسلمين في الشعب كان المطعم من أشد من قام في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم ومن معهم ومات المطعم قبل وقعة بدر.




[ قــ :3830 ... غــ : 404 ]
- وَقَالَ اللَّيْثُ عَنْ يَحْيَى بْنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ الأُولَى يَعْنِي مَقْتَلَ عُثْمَانَ فَلَمْ تُبْقِ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ أَحَدًا ثُمَّ وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ الثَّانِيَةُ يَعْنِي الْحَرَّةَ فَلَمْ تُبْقِ مِنْ أَصْحَابِ الْحُدَيْبِيَةِ أَحَدًا ثُمَّ وَقَعَتِ الثَّالِثَةُ، فَلَمْ تَرْتَفِعْ وَلِلنَّاسِ طَبَاخٌ.

( وقال الليث) بن سعد إمام المصريين مما وصله أبو نعيم في مستخرجه ( عن يحيى بن سعيد) الأنصاري وسقط لغير أبي ذر: ابن سعيد ( عن سعيد بن المسيب) أنه قال: ( وقعت الفتنة الأولى يعني مقتل عثمان) بن عفان -رضي الله عنه- يوم الجمعة لثمان ليال خلت من ذي الحجة بعد
أن حوصر تسعة وأربعين يومًا أو شهرين وعشرين يومًا ( فلم تبق) بضم الفوقية وسكون الموحدة الفتنة الأولى ( من أصحاب بدر) الذين شهدوا وقعتها ( أحدًا، ثم وقعت الفتنة الثانية يعني الحرة) بفتح الحاء المهملة والراء المشددة أرض ذات حجارة سود موضع بالمدينة كانت به الوقعة بين أهلها وعسكر يزيد بن معاوية سنة ثلاث وستين بسبب خلع أهل المدينة يزيد وولوا على قريش عبد الله بن مطيع وعلى الأنصار عبد الله بن حنظلة وأخرجوا عامل يزيد عثمان بن محمد بن أبي سفيان ابن عم يزيد من بين أظهرهم وكان عسكر يزيد سبعة وعشرين ألف فارس وخمسة عشر ألف راجل ( فلم تبق) هذه الفتنة الثانية ( من أصحاب الحديبية أحدًا، ثم وقعت) الفتنة ( الثالثة) قيل هي فتنة الأزارقة بالعراق وقيل فتنة أبي حمزة الخارجي بالمدينة في خلافة مروان بن محمد بن مروان بن الحكم سنة ثلاثين ومائة وقيل فتنة قتل الحجاج لعبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- وتخريبه الكعبة سنة أربع وسبعين ( فلم ترتفع) هذه الفتنة الثالثة ( وللناس طباخ) بفتح الطاء المهملة والموحدة المخففة وبعد الألف خاء معجمة أي عقل وقيل قوّة وقيل بقية خير في الدين.

واستشكل قوله: فلم تبق من أصحاب بدر أحدًا بأن عليًّا والزبير وطلحة وسعدًا وسعيدًا وغيرهم عاشوا بعد ذلك زمانًا.
فقال الداودي: إنه وهم بلا شك ولعله عنى بالفتنة الأولى مقتل الحسين، وبالثانية الحرّة، وبالثالثة ما كان بالعراق مع الأزارقة.
وأجيب: بأنه ليس المراد أنهم قتلوا عند مقتل عثمان بل أنهم ماتوا منذ قامت الفتنة بمقتل عثمان إلى أن قامت الفتنة الأخرى بوقعة الحرة، وكان آخر من مات من البدريين سعد بن أبي وقاص ومات قبل وقعة الحرة، وقول الداودي أن المراد بالفتنة الأولى مقتل الحسين خطأ فإن في زمن مقتل الحسين، لم يكن أحد من البدرين موجودًا.
وقول بعضهم أن أحدًا نكرة في سياق النفي فيفيد العموم.
أجيب عنه: بأنه ما من عام إلا وقد خص إلا قوله تعالى: { والله بكل شيء عليم} [البقرة: 8] وتعقب قول من قال: إن المراد بالفتنة الثالثة التي لم تبين في الحديث فتنة الأزارقة بأن الذي ظهر أن يحيى بن سعيد أراد بالفتن التي وقعت بالمدينة دون غيرها.




[ قــ :3831 ... غــ : 405 ]
- حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ النُّمَيْرِيُّ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كُلٌّ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنَ الْحَدِيثِ: قَالَتْ: فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ: بِئْسَ مَا قُلْتِ تَسُبِّينَ رَجُلاً شَهِدَ بَدْرًا فَذَكَرَ حَدِيثَ الإِفْكِ.

وبه قال: ( حدّثنا الحجاج بن منهال) بكسر الميم وسكون النون الأنماطي البصري قال: ( حدّثنا عبد الله بن عمر) بن غانم ( النميري) بضم النون وفتح الميم مصغرًا قاضي إفريقية قال: ( حدّثنا يونس بن يزيد) الأيلي ( قال: سمعت الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب ( قال: سمعت عروة بن الزيير) بن العوّام -رضي الله عنه- ( وسعيد بن المسيب) بن حزن سيد التابعين ( وعلقمة بن
وقاص)
الليثي ( وعبيد الله) بضم العين في اليونينية وفي الفرع بفتح العين وهو سبق قلم والصواب بضمها مصغرًا ( ابن عبد الله) بن عتبة بن مسعود -رضي الله عنه- ( عن حديث عائشة -رضي الله عنها- زوج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) في قصة الإفك، وسقط لأبي ذر: زوج النبي إلى آخره ( كل) من عروة وسعيد وعلقمة وعبيد الله ( حدثني) بالإفراد ( طائفة) قطعة ( من الحديث قالت) عائشة -رضي الله عنها-: ( فأقبلت أنا وأم مسطح) بكسر الميم سلمى بنت أبي رهم للتبرز قبل المناصع قبل أن تتخذ الكنف قريبًا من البيوت والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك ( فعثرت) بالفاء في اليونينية وغيرها وفي الفرع بالواو وبالعين المهملة والمثلثة والراء المفتوحات آخره فوقية ( أم مسطح في مرطها) بكسر الميم وسكون الراء كسائها ( فقالت: تعس مسطح) بفتح الفوقية وكسر العين المهملة وتفتح بعدها سين مهملة أي كب لوجهه ( فقلت) لها: ( بئسما قلت تسبين) بإسقاط همزة الاستفهام ( رجلاً شهد بدرًا فذكر حديث الإفك) السابق في كتاب الشهادات في باب تعديل النساء بعضهن بعضًا بتمامه والمراد منه هنا قوله شهد بدرًا.




[ قــ :383 ... غــ : 406 ]
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: هَذِهِ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهْوَ يُلْقِيهِمْ «هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا»؟.
قَالَ مُوسَى قَالَ نَافِعٌ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ تُنَادِي نَاسًا أَمْوَاتًا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا.

قُلْتُ مِنْهُمْ» فَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ قُرَيْشٍ مِمَّنْ ضُرِبَ لَهُ بِسَهْمِهِ أَحَدٌ وَثَمَانُونَ رَجُلاً.
وَكَانَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: قَالَ الزُّبَيْرُ: قُسِمَتْ سُهْمَانُهُمْ فَكَانُوا مِائَةً وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وبه قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر: حدثني بالإفراد ( إبراهيم بن المنذر) الحزامي القرشي المدني قال: ( حدّثنا محمد بن فليح بن سليمان) بضم الفاء مصغرًا وسقط ابن سليمان في الفرع وثبت في أصله ( عن موسى بن عقبة) مولى آل زبير الإمام في المغازي ( عن ابن شهاب) محمد الزهري أنه ( قال) : بعد أن ذكر غزوات رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( هذه) المذكورات هي ( مغازي رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فذكر الحديث) عن أهل بدر ( فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو يلقيهم) في القليب من الإلقاء وللأصيلي وأبي الوقت عن الحموي يلقبهم بفتح اللام وكسر القاف مشدّدة بعدها موحدة بدل التحتية وللكشميهني يلعنهم بسكون اللام وبالعين المهملة والنون بدل القاف أو الموحدة أو التحتية:
( هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًّا) ؟ وسقط ( كم) من قوله وعدكم في الفرع وثبت في أصله.

( قال موسى) بن عقبة بالسند المذكور ( قال نافع) مولى ابن عمر ( قال عبد الله) بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- ( قال ناس من أصحابه) منهم عمر ( يا رسول الله تنادي ناسًا أمواتا؟ قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ما أنتم بأسمع لما قلت منهم) .
فيه شاهد على جواز الفصل بين أفعل التفضيل
وكلمة "من" ( فجميع من شهد بدرًا من قريش) قال في الفتح: هو من بقية كلام موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وبه قال الكرماني.
لكن في الفرع وأصله قال أبو عبد الله: وعليه علامة السقوط لأبي ذر وحده وهو يدل على أن قوله فجميع إلى آخره من كلام البخاري ( ممن ضرب له بسهمه) بضم الضاد وكسر الراء من الغنيمة وإن لم يشهدها لعذر كعثمان بن عفان -رضي الله عنه- ( أحد وثمانون رجلاً، وكان عروة بن الزبير يقول: قال الزبير قسمت) بضم القاف وكسر السين ( سهمانهم) بضم السين وسكون الهاء ( فكانوا مائة) من قريش ممن شهدها حال وحكمًا أو بانضمام مواليهم وأتباعهم وسرد ابن سيد الناس أسماءهم فبلغ بهم أربعة وتسعين ( والله أعلم) يحتمل أن يكون من كلام الزبير فلعله دخله بعض الشك لطول الزمان أو من الراوي عنه.




[ قــ :3833 ... غــ : 407 ]
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ ضُرِبَتْ يَوْمَ بَدْرٍ لِلْمُهَاجِرِينَ بِمِائَةِ سَهْمٍ.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( إبراهيم بن موسى) الفراء الرازي الصغير قال: ( أخبرنا هشام) هو ابن يوسف الصنعاني ( عن معمر) بفتح الميمين بينهما مهملة ساكنة ابن راشد الأزدي مولاهم ( عن هشام بن عروة عن أبيه) عروة ( عن الزبير) بن العوّام أنه ( قال: ضربت) بضم الضاد مبنيًّا للمفعول ( يوم بدر للمهاجرين) هم قريش ( بمائة سهم) .

وفي حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- عند الطبراني والبزار: أن المهاجرين ببدر كانوا سبعة وسبعين رجلاً.
قال في الفتح: فلعله لم يذكر من ضرب لهم بسهم ممن لم يشهدها حسًا.
وقال الداودي: إنما كانوا على التحرير أربعة وثمانين وكانت معهم ثلاثة أفراس فأسهم لهم بسهمين سهمين وضرب لرجال كان أرسلهم في بعض أمره بسهامهم فيصح أنها كانت مائة بهذا الاعتبار.