فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {الذين استجابوا لله والرسول} [آل عمران: 172]

باب { الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ}
هذا ( باب) بالتنوين في قوله تعالى: ( { الذين استجابوا لله والرسول} ) [آل عمران: 172] .


[ قــ :3879 ... غــ : 4077 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها--: { الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 172] قَالَتْ لِعُرْوَةَ: يَا ابْنَ أُخْتِي كَانَ أَبُوكَ مِنْهُمُ الزُّبَيْرُ وَأَبُو بَكْرٍ لَمَّا أَصَابَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا أَصَابَ يَوْمَ أُحُدٍ وَانْصَرَفَ الْمُشْرِكُونَ خَافَ أَنْ يَرْجِعُوا.
قَالَ: «مَنْ يَذْهَبُ فِي أثْرِهِمْ» فَانْتَدَبَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلاً قَالَ: كَانَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَالزُّبَيْرُ.

وبه قال: ( حدّثنا) بالجمع ولأبي ذر حدثني ( محمد) هو ابن سلام قال: ( حدّثنا أبو معاوية) محمد بن خازم السعدي ( عن هشام عن أبيه) عروة بن الزبير بن العوّام ( عن عائشة -رضي الله عنها-) في سبب قوله تعالى: ( { الذين استجابوا لله والرسول} ) مبتدأ خبره للذين أحسنوا أو صفة للمؤمنين أو نصب على المدح ( { من بعد ما أصابهم القرح} ) الجرح ( { للذين أحسنوا منهم واتقوا} ) من للتبيين كهي في قوله تعالى: { وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة} [الفتح: 172] لأن الذين استجابوا لله والرسول قد أحسنوا كلهم واتقوا بعضهم ( { أجر عظيم} ) [آل عمران: 172] في الآخرة.

( وقالت) أي عائشة -رضي الله عنها- ( لعروة: يا ابن أختي) هي أسماء بنت أبي بكر ( كان أبوك منهم الزبير و) أبي ( أبو بكر) الصديق -رضي الله عنه- ولابن عساكر أبواك بالتثنية وعلى هذا ففيه إطلاق الأب على الجد ( لما أصاب رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) نصب على المفعولية ولأبي ذر نبي الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما أصاب يوم أُحد وانصرف) بالواو ولأبي ذر فانصرف ( المشركون) ولأبي ذر عن الكشميهني: عنه المشركون ( خاف أن يرجعوا) إليهم لما بلغه أن أبا سفيان وأصحابه لما انصرفوا من أحد فبلغوا الروحاء ندموا وهموا بالرجوع ( قال) : ولأبوي ذر والوقت فقال: ( من يذهب في أثرهم) ؟ بكسر الهمزة وسكون المثلثة، وعند ابن إسحاق أنه إنما خرج مرهبًا للعدو وليظنوا أن الذي أصابهم لم يوهنهم عن طلب عدوهم ( فانتدب) فأجاب ( منهم سبعون رجلاً) ممن حضر وقعة أُحُد ( قال: كان فيهم أبو بكر والزبير) وسمى منهم ابن عباس عند الطبراني: أبا بكر، وعمر وعثمان، وعليًا، وعمار بن ياسر، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وأبا حذيفة، وابن مسعود -رضي الله عنهم-، وعند ابن إسحاق وغيره أنهم لما بلغوا حمراء الأسد وهي من المدينة على ثلاثة أميال فألقى الله الرعب في قلوب المشركين فذهبوا فنزلت هذه الآية.