فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب غزوة ذات الرقاع «


[ قــ :3932 ... غــ : 4134 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي سِنَانٌ وَأَبُو سَلَمَةَ أَنَّ جَابِرًا أَخْبَرَ أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قِبَلَ نَجْدٍ.

وبه قال: ( حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: ( حدّثنا) ولأبوي ذر والوقت أخبرنا ( شعيب) هو ابن أبي حمزة ( عن الزهري) أنه ( قال: حدثني) بالإفراد ( سنان) هو ابن أبي سنان الدؤلي كما في الرواية الأخرى ( وأبو سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف ( أن جابرًا) الأنصاري -رضي الله عنه- ( أخبر أنه غزا مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قبل نجد) أي جهتها.




[ قــ :393 ... غــ : 4135 ]
- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي أَخِي عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما- أَخْبَرَهُ أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قِبَلَ نَجْدٍ فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَفَلَ مَعَهُ فَأَدْرَكَتْهُمُ الْقَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضَاهِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَحْتَ سَمُرَةٍ، فَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ قَالَ جَابِرٌ: فَنِمْنَا نَوْمَةً فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدْعُونَا فَجِئْنَاهُ، فَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ جَالِسٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ فَاسْتَيْقَظْتُ وَهْوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا فَقَالَ لِي: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟.

قُلْتُ لَهُ: اللَّهُ» فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ ثُمَّ لَمْ يُعَاقِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-».

وبه قال: ( حدّثنا إسماعيل) بن أبي أويس قال: ( حدثني) بالتوحيد ( أخي) عبد الحميد ( عن سليمان) بن بلال ( عن محمد بن أبي عتيق) هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر ونسبه لجده ( عن ابن شهاب) الزهري ( عن سنان بن أبي سنان) يزيد بن أمية ( الدؤلي) بضم الدال المهملة بعدها همزة مفتوحة فلام وثقه العجلي وغيره وليس له في البخاري إلا حديث في الطب وهذا الذي هنا ( عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أخبره أنه غزا مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قبل نجد فلما قفل) رجع ( رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قفل) رجع ( معه فأدركتهم القائلة) شدة الحر في وسط النهار ( في واد كثير
العضاه)
بكسر العين المهملة وفتح الضاد المعجمة المخففة وبعد الألف هاء شجر عظيم له شوك كالطلح والعوسج ( فنزل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تحت سمرة) بسين مهملة وراء مفتوحتين بينهما ميم مضمومة شجرة كثيرة الورق يستظل بها ( فعلق بها سيفه.
قال جابر)
بالسند السابق ( فنمنا نومة فإذا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يدعونا فجئناه فإذا عنده أعرابي جالس) بين يديه يأتي ذكره قريبًا إن شاء الله تعالى وقوله فإذا في الموضعين للمفاجأة ( فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( إن هذا) الأعرابي ( اخترط سيفي) أي سله ( وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده) حال كونه ( صلتا) بفتح الصاد المهملة وسكون اللام بعدها فوقية مجرد من غمده بمعنى مصلوت ( فقال لي: من يمنعك مني) إن قتلتك به ( قلت له الله) يمنعني منك ( فها هو ذا جالس) وعند ابن إسحاق بعد قوله "الله" فدفع جبريل في صدره فوقع السيف من يده فأخذه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقال: "من يمنعك مني"؟ قال: لا أحد ( ثم لم يعاقبه رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) استئلافًا للكفار ليدخلوا في الإسلام.
وعند الواقدي أنه أسلم ورجع إلى قومه فاهتدى به خلق كثير.




[ قــ :393 ... غــ : 4136 ]
- وَقَالَ أَبَانُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِذَاتِ الرِّقَاعِ فَإِذَا أَتَيْنَا عَلَى شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ تَرَكْنَاهَا لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَسَيْفُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُعَلَّقٌ بِالشَّجَرَةِ فَاخْتَرَطَهُ فَقَالَ لَهُ: تَخَافُنِي.
قَالَ: «لاَ» قَالَ: فَمَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: «اللَّهُ» فَتَهَدَّدَهُ أَصْحَابُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَصَلَّى بِطَائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَأَخَّرُوا وَصَلَّى بِالطَّائِفَةِ الأُخْرَى رَكْعَتَيْنِ وَكَانَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْبَعٌ وَلِلْقَوْمِ رَكْعَتَيْنِ.

وَقَالَ مُسَدَّدٌ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ اسْمُ الرَّجُلِ غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ، وَقَاتَلَ فِيهَا مُحَارِبَ خَصَفَةَ.




[ قــ :393 ... غــ : 4137 ]
- وَقَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِنَخْلٍ فَصَلَّى الْخَوْفَ،.

     وَقَالَ  أَبُو هُرَيْرَةَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غَزْوَةَ نَجْدٍ صَلاَةَ الْخَوْفِ وَإِنَّمَا جَاءَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَيَّامَ خَيْبَرَ.

( وقال أبان) بفتح الهمزة وتخفيف الموحدة وبعد الألف نون بن يزيد العطار البصري فيما وصله مسلم ( حدّثنا يحيى بن أبي كثير) الإمام أبو نصر اليماني الطائي مولاهم ( عن أبي سلمة) بن عبد الرحمن ( عن جابر) أنه ( قال: كنا مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بذات الرقاع فإذا أتينا على شجرة ظليلة) ذات ظل ( تركناها للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) لينزل تحتها ويستظل بها فنزل تحت شجرة ( فجاء رجل من المشركين وسيف النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عليه معلق بالشجرة) وهو نائم ( فاخترطه) أي سله ( فقال له: تخافني؟ فقال) له عليه السلام:
( لا) ( قال: فمن يمنعك مني؟ قال) عليه السلام ( الله) يمنعني منك ( فتهدده أصحاب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأقيمت الصلاة فصلّى بطائفة ركعتين ثم) سلم وسلموا ثم ( تأخروا) إلى جهة العدوّ ( وصلّى) عليه الصلاة والسلام متنقلاً ( بالطائفة الأخرى) التي كانت في جهة العدوّ ( ركعتين) ثم سلم وسلموا ( وكانت للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أربع) فرضًا ونفلاً ( وللقوم ركعتين) فرضًا واستدلّ به على جواز صلاة المفترض خلف المتنفل كذا قرره النووي في شرح مسلم جمعًا بين الدليلين ولأبي ذر ركعتان رفع.

( وقال مسدد عن أبي عوانة) الوضاح اليشكري مما وصله سعيد بن منصور ( عن أبي بشر) بكسر الموحدة وسكون المعجمة جعفر بن أبي وحشية ( اسم الرجل) الذي اخترط سيف النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( غورث بن الحارث) بفتح الغين المعجمة وسكون الواو وفتح الراء بعدها مثلثة ( وقاتل) عليه الصلاة والسلام ( فيها) في تلك الغزوة ( محارب خصفة) مفعول مضاف لتاليه.

( وقال أبو الزبير) : محمد بن مسلم بن تدرس ( عن جابر كنا مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بنخل فصلّى) صلاة ( الخوف) وهذا قد سبق قريبًا.

( وقال أبو هريرة) مما وصله أبو داود والطحاوي وابن حبان ( صليت مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غزوة نجد) ولأبي ذر عن الكشميهني في غزوة نجد ( صلاة الخوف، وإنما جاء أبو هريرة إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أيام خيبر) فدلّ على أن غزوة ذات الرقاع بعد خيبر، وتعقب بأنه لا يلزم من كون الغزوة من جهة نجد أن لا تتعدد فإن نجدًا وقع القصد إلى جهتها في عدة غزوات، فيحتمل أن يكون أبو هريرة حضر التي بعد خيبر لا التي قبلها قاله في الفتح.