فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قصة عكل وعرينة

باب قِصَّةِ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ
( باب قصة عكل) بضم العين وسكون الكاف بعدها لام ( وعرينة) بضم العين المهملة وفتح الراء وسكون التحتية وفتح النون وسقط لفظ باب لأبي ذر.


[ قــ :3982 ... غــ : 4192 ]
- حَدَّثَنِي عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسًا -رضي الله عنه- حَدَّثَهُمْ أَنَّ نَاسًا مِنْ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَكَلَّمُوا بِالإِسْلاَمِ فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا أَهْلَ ضَرْعٍ وَلَمْ نَكُنْ أَهْلَ رِيفٍ وَاسْتَوْخَمُوا الْمَدِينَةَ فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِذَوْدٍ وَرَاعٍ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا فِيهِ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا نَاحِيَةَ الْحَرَّةِ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَقَتَلُوا رَاعِيَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ فَبَلَغَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَعَثَ الطَّلَبَ فِي آثَارِهِمْ فَأَمَرَ بِهِمْ فَسَمَرُوا أَعْيُنَهُمْ وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمْ وَتُرِكُوا فِي نَاحِيَةِ الْحَرَّةِ
حَتَّى مَاتُوا عَلَى حَالِهِمْ.
قَالَ: قَتَادَةُ بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ ذَلِكَ كَانَ يَحُثُّ عَلَى الصَّدَقَةِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ.
.

     وَقَالَ  شُعْبَةُ وَأَبَانُ وَحَمَّادٌ عَنْ قَتَادَةَ مِنْ عُرَيْنَةَ.

     وَقَالَ  يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَأَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ عَنْ أَنَسٍ: قَدِمَ نَفَرٌ مِنْ عُكْلٍ.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( عبد الأعلى بن حماد) النرسي الباهلي مولاهم البصري قال: ( حدّثنا يزيد بن زريع) بتقديم الزاي المضمومة على الراء المفتوحة الخياط أبو معاوية البصري قال: ( حدّثنا سعيد عن قتاة) بن دعامة ( أن أنسًا -رضي الله عنه- حدثهم أن ناسًا من عكل) قبيلة من تيم الرباب ( و) من ( عرينة) حيّ من بجيلة ( قدموا المدينة على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وتكلموا بالإسلام) أي تلفظوا بكلمة التوحيد وأظهروا الإسلام ( فقالوا: يا نبي الله إنا كنا أهل ضرع) بفتح الضاد المعجمة وسكون الراء ماشية وإبل ( ولم نكن أهل ريف) بكسر الراء أرض زرع وخصب ( واستوخموا المدينة فأمرهم) ولأبي ذر: فأمر لهم ( رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بذود) بفتح الذال المعجمة آخره مهملة من الإبل ما بين الثلاثة إلى العشرة ( وراع) كقاض ولأبي ذر وراعي اسمه يسار النوبي ( وأمرهم أن يخرجوا فيه) في الذود ( فيشربوا من ألبانها وأبوالها) أي الإبل ( فانطلقوا) فشربوا منهما ( حتى إذا كانوا ناحية الحرة) وصحوا وسمنوا ورجعت إليهم ألوانهم ( كفروا بعد إسلامهم وقتلوا راعي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) يسارًا ( و) ذلك لما ( استاقوا الذود) أدركهم فقاتلهم فقطعوا يده ورجله وغرزوا الشوك في لسانه وعينه حتى قتل ( فبلغ) ذلك ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نبعث) عليه السلام ( الطلب في آثارهم) أي وراءهم فأخذوا ( فأمر بهم فسمّروا) بتخفيف الميم ولأبي ذر بشديدها ( أعينهم) أي كحلت بالمسامير المحمية ( وقطعوا أيديهم وأرجلهم) بتخفيف الطاء ( وتركوا) بضم التاء ( في ناحية الحرة) ظاهر المدينة ( حتى ماتوا على حالهم) .

( قال قتادة) : بالإسناد السابق ( بلغنا) ولأبي ذر: وبلغنا ( أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد ذلك كان يحثّ على الصدقة وينهى عن المثلة) بضم الميم وسكون المثلثة يقال مثلث بالحيوان إذا قطعت أطرافه وشوّهت به ومثلت بالقتيل إذا جدعت أنفه وأذنه ومذاكيره وشيئًا من أطرافه وسقط لفظ كان للأربعة.

( وقال شعبة) بن الحجاج مما وصله المؤلّف في الزكاة وللأصيلي قال أبو عبد الله أي البخاري وقال شعبة: ( وأبان) بن يزيد العطار مما وصله ابن أبي شيبة ( وحماد) هو ابن سلمة مما وصله أبو داود والنسائي ( عن قتادة) بن دعامة ( من عرينة) ولم يقل من عكل.

( قال يحيى بن أبي كثير) مما وصله المؤلّف في المحاربين ( وأيوب) السختياني فيما وصله أيضًا في الطهارة ( عن أبي قلابة) عبد الله بن زيد ( عن أنس قدم نفر من عكل) ولم يقولوا من عرينة.




[ قــ :3983 ... غــ : 4193 ]
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، وَالْحَجَّاجُ الصَّوَّافُ، قَالاَ حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ مَوْلَى أَبِي قِلاَبَةَ وَكَانَ مَعَهُ بِالشَّأْمِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ اسْتَشَارَ النَّاسَ يَوْمًا قَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي هَذِهِ الْقَسَامَةِ؟ فَقَالُوا حَقٌّ
قَضَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَقَضَتْ بِهَا الْخُلَفَاءُ قَبْلَكَ، قَالَ وَأَبُو قِلاَبَةَ خَلْفَ سَرِيرِهِ، فَقَالَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ: فَأَيْنَ حَدِيثُ أَنَسٍ فِي الْعُرَنِيِّينَ؟ قَالَ أَبُو قِلاَبَةَ: إِيَّايَ حَدَّثَهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ مِنْ عُرَيْنَةَ،.

     وَقَالَ  أَبُو قِلاَبَةَ عَنْ أَنَسٍ مِنْ عُكْلٍ: ذَكَرَ الْقِصَّةَ.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( محمد بن عبد الرحيم) صاعقة قال: ( حدّثنا حفص بن عمر أبو عمر) بضم العين فيهما ( الحوضي) بفتح الحاء المهملة وسكون الواو بعدها ضاد معجمة من شيوخ المؤلّف روى عنه بالواسطة قال: ( حدّثنا حماد بن زيد) قال: ( حدّثنا أيوب) السختياني ( والحجاج) بن أبي عثمان ميسرة البصري ( الصوّاف قال: حدثني) بالإفراد ( أبو رجاء) سليمان ( مولى أبي قلابة) عبد الله بن زيد وكان الأصل حدثاني بالتثنية، لكن قال الحافظ ابن حجر: المراد حجاج لأن أيوب لا يظهر من هذه الرواية كيفية سياقه وقد اختلف عليه هل هو عنده عن أبي قلابة بغير واسطة أو بواسطة ( وكان) أبو رجاء ( معه) مع أبي قلابة ( بالشام أن عمر بن عبد العزيز استشار الناس يومًا قال) : لهم ولأبي ذر فقال ( ما تقولون في هذه القسامة) ؟ أي قسمة الأيمان على الأولياء في الدم عند اللوث أي القرائن المغلبة على الظن ( فقالوا) هي ( حق قضى بها رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقضت بها الخلفاء قبلك.
قال)
أبو رجاء ( وأبو قلابة خلف سريره) أي سرير عمر ( فقال عنبسة بن سعيد) : بفتح العين المهملة وسكون النون وفتح الموحدة والمهملة وسعيد بكسر العين القرشي الأموي ( فأين حديث أنس في العرنيين) فإنهم قتلوا الراعي وكان ثمة لوث ولم يحكم فيهم رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بحكم القسامة بل اقتص منهم ( قال أبو قلابة: إياي حدثه أنس بن مالك) بحديثهم ( قال عبد العزيز بن صهيب عن أنس من عرينة) فلم يقل من عكل ( وقال أبو قلابة عن أنس من عكل) فلم يقل من عرينة ( ذكر القصة) وسقط من قوله قال شعبة إلى هنا عند أبوي ذر والوقت وابن عساكر وهو ثابت عندهم في آخر غزوة ذي قرد.