فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب غزوة خيبر


[ قــ :4015 ... غــ : 4229 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: مَشَيْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْنَا أَعْطَيْتَ
بَنِي الْمُطَّلِبِ مِنْ خُمْسِ خَيْبَرَ، وَتَرَكْتَنَا وَنَحْنُ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْكَ، فَقَالَ «إِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَىْءٌ وَاحِدٌ» قَالَ جُبَيْرٌ: وَلَمْ يَقْسِمِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَبَنِي نَوْفَلٍ شَيْئًا.

وبه قال: ( حدّثنا يحيى بن بكير) المخزومي مولاهم المصري اسم أبيه عبد الله ونسبه إلى جده قال: ( حدّثنا الليث) بن سعد الإمام ( عن يونس) بن يزيد الأيلي ( عن ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري ( عن سعيد بن المسيب أن جبير بن مطعم أخبره قال: مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلنا) يا رسول الله ( أعطيت بني المطلب) بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ( من خمس خيبر) بسكون الميم في اليونينية وبضمها في الفرع ( وتركتنا) فلم تعطنا منه ( ونحن) وهم ( بمنزلة واحدة منك) في الانتساب إلى عبد مناف لأن عثمان كان عبشميًا وجبير بن مطعم نوفليًا نسبة إلى عبد شمس ونوفل وهما وهاشم والمطلب بنو عبد مناف ( فقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
( إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد) ولأبي ذر عن المستملي هنا سيّ بسين مهملة مكسورة بدل المعجمة المفتوحة وتشديد التحتية من غير همز أي سواء ( قال جبير) : هو ابن مطعم ( ولم يقسم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لبني عبد شمس وبني نوفل شيئًا) وتمسك به إمامنا الشافعي -رحمه الله- أن سهم ذوي القربى خاص ببني هاشم وبني المطلب دون غيرهم.

وقد مرّ الحديث في باب ومن الدليل على أن الخمس للإمام.




[ قــ :4016 ... غــ : 430 ]
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى -رضي الله عنه- قَالَ: بَلَغَنَا مَخْرَجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ بِالْيَمَنِ فَخَرَجْنَا مُهَاجِرِينَ إِلَيْهِ أَنَا وَأَخَوَانِ لِي أَنَا أَصْغَرُهُمْ أَحَدُهُمَا أَبُو بُرْدَةَ وَالآخَرُ أَبُو رُهْمٍ إِمَّا قَالَ: بِضْعٌ، وَإِمَّا قَالَ: فِي ثَلاَثَةٍ وَخَمْسِينَ أَوِ اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ رَجُلاً مِنْ قَوْمِي فَرَكِبْنَا سَفِينَةً فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتُنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ بِالْحَبَشَةِ، فَوَافَقْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَأَقَمْنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا جَمِيعًا فَوَافَقْنَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ وَكَانَ أُنَاسٌ مِنَ النَّاسِ يَقُولُونَ لَنَا يَعْنِي لأَهْلِ السَّفِينَةِ سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ، وَدَخَلَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ وَهْيَ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَنَا عَلَى حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، زَائِرَةً وَقَدْ كَانَتْ هَاجَرَتْ إِلَى النَّجَاشِيِّ فِيمَنْ هَاجَرَ فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ وَأَسْمَاءُ عِنْدَهَا فَقَالَ عُمَرُ حِينَ رَأَى أَسْمَاءَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، قَالَ عُمَرُ: الْحَبَشِيَّةُ هَذِهِ، الْبَحْرِيَّةُ هَذِهِ، قَالَتْ أَسْمَاءُ: نَعَمْ.
قَالَ: سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ فَنَحْنُ أَحَقُّ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْكُمْ، فَغَضِبَتْ .

     وَقَالَتْ : كَلاَّ وَاللَّهِ كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ وَيَعِظُ جَاهِلَكُمْ، وَكُنَّا فِي دَارِ أَوْ فِي أَرْضِ الْبُعَدَاءِ الْبُغَضَاءِ بِالْحَبَشَةِ وَذَلِكَ فِي اللَّهِ وَفِي رَسُولِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَايْمُ اللَّهِ لاَ أَطْعَمُ طَعَامًا وَلاَ أَشْرَبُ شَرَابًا حَتَّى أَذْكُرَ مَا قُلْتَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَنَحْنُ كُنَّا نُؤْذَى وَنُخَافُ، وَسَأَذْكُرُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَأَسْأَلُهُ وَاللَّهِ لاَ أَكْذِبُ وَلاَ أَزِيغُ وَلاَ أَزِيدُ عَلَيْهِ.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( محمد بن العلاء) أبو كريب الهمداني قال: ( حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة قال: ( حدّثنا بريد بن عبد الله) بضم الموحدة وفتح الراء ( عن) جده ( أبي بردة) بضم الموحدة وسكون الراء عامر ( عن أبي موسى) عبد الله بن قيس الأشعري ( -رضي الله عنه-) أنه ( قال: بلغنا مخرج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة مصدر ميمي بمعنى خروجه أو اسم زمان بمعنى وقت خروجه أي بعثته أو هجرته وعلى الثاني يحتمل أنه بلغتهم الدعوة فأسلموا وتأخروا في بلادهم حتى وقعت الهدنة والأمان من خوف القتال والواو فى قوله ( ونحن باليمن) للحال ( فخرجنا) حال كوننا ( مهاجرين إليه) .
ثبت إليه في اليونينية وسقط في الفرع ( أنا وأخوان لي أنا أصغرهم أحدها أبو بردة) عامر بن قيس ( والآخر أبو رهم) بضم الراء وسكون الهاء ابن قيس الأشعريان ( إما) بكسر الهمزة وتشديد الميم ( قال) أبو موسى: ( بضع) بكسر الموحدة وسكون المعجمة ما بين الثلاثة إلى التسع أو ما بين الواحد إلى العشرة، ولأبي ذر: بضعًا بالنصب وللأصيلي في بضع بزيادة الجار والبضع متعلق بخرجنا وموضعه نصب على الحال ( وإما قال: في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلاً من قومي) الأشعريين ولأبي ذر عن المستملي من قوله بالهاء بدل التحتية ( فركبنا سفينة فألقتنا سفيتنا إلى النجاشي) ملك الحبشة والسفينة رفع على الفاعلية ( بالحبشة فوافقنا جعفر بن أبي طالب) بها ( فأقمنا معه) ثم ( حتى قدمنا جميعًا) وسمى ابن إسحاق من قدم مع جعفر فسرد أسماءهم وهم ستة عشر رجلاً فمنهم امرأته أسماء بنت عميس وخالد بن سعيد بن العاص وامرأته وأخوه عمرو بن سعيد ومعيقيب بن أبي فاطمة ( فوافقنا النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين افتتح خيبر) زاد في فرض الخمس فأسهم لنا ولم يسهم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئًا إلا لمن شهدها معه إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه فإنه قسم لهم معهم، وعند البيهقي أنه عليه الصلاة والسلام كلم المسلمين قبل أن يقسم لهم فأشركوهم ( وكان أناس من الناس) سمي منهم عمر ( يقولون لنا يعني لأهل السفينة سبقناكم بالهجرة ودخلت أسماء بنت عميس) مع زوجها جعفر ( وهي ممن قدم معنا) من أصحاب السفينة ( على حفصة) بنت عمر -رضي الله عنه- ( زوج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) حال كونها ( زائرة وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر فدخل عمر على) ابنته ( حفصة وأسماء عندها.
فقال عمر حين رأى أسماء)
: لابنته حفصة ( من هذه قالت: أسماء بنت عميس.
قال عمر: آلحبشية هذه)
؟ بمد همزة الاستفهام وليس في اليونينية وفرعها مد على الهمزة وقال: آلحبشية لسكناها فيهم ( آلبحرية هذه) لركوبها البحر ولأبي ذر مما في الفتح البحيرية بالتصغير أي أهي التي كانت في الحبشة أهي التي جاءت في البحر ( قالت أسماء: نعم قال) عمر لها: ( سبقناكم بالهجرة) إلى المدينة ( فنحن أحق برسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منكم فغضبت) أسماء ( وقالت: كلا والله كنتم مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم، وكنا في دار أو في أرض البعداء) بضم الموحدة وفتح العين والدال المهملتين ممدودًا ودار وأرض بغير تنوين لإضافتهما إلى البعداء ( البغضاء) بضم الموحدة وفتح العين والضاد المعجمتين ممدودًا جمع بعيد وبغيض ( بالحبشة وذلك في الله وفي رسوله) ولأبي ذر وفي رسول الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أي لأجلهما وطلب رضاهما ( وايم الله) بهمزة
وصل في الفرع وأصله ( لا أطعم طعامًا ولا أشرب شرابًا حتى أذكر ما قلت لرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) ولأبي ذر للنبي ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونحن كنا نؤذى ونخاف) بضم النون فيهما مبنيين للمفعول والذال المعجمة ( وسأذكر ذلك للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأسأله والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه) .




[ قــ :4016 ... غــ : 431 ]
- فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ عُمَرَ قَالَ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: «فَمَا قُلْتِ لَهُ»؟ قَالَتْ:.

قُلْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا.
قَالَ: «لَيْسَ بِأَحَقَّ بِي مِنْكُمْ وَلَهُ وَلأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَكُمْ أَنْتُمْ أَهْلَ السَّفِينَةِ هِجْرَتَانِ» قَالَتْ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ يَأْتُونِي أَرْسَالاً يَسْأَلُونِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ مَا مِنَ الدُّنْيَا شَىْءٌ هُمْ بِهِ أَفْرَحُ وَلاَ أَعْظَمُ فِي أَنْفُسِهِمْ، مِمَّا قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ أَبُو بُرْدَةَ قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى وَإِنَّهُ لَيَسْتَعِيدُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنِّي.

( فلما جاء النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قالت) له: ( يا نبي الله إن عمر قال: كذا وكذا.
قال: فما قلت له؟ قالت: قلت له كذا وكذا.
قال)
عليه الصلاة والسلام ( ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحده ولكم أنتم) تأكيد لضمير الخفض ( أهل السفينة) نصب على الاختصاص أو النداء بحذف أداته ويجوز الخفض على البدل من الضمير ( هجرتان) إلى النجاشي، وإليه عليه الصلاة والسلام.

وعند ابن سعد بإسناد صحيح عن الشعبي قال: قالت أسماء: يا رسول الله إن رجالاً يفتخرون علينا ويزعمون أنا لسنا من المهاجرين الأوّلين فقال: "بل لكم هجرتان هاجرتم إلى أرض الحبشة ثم هاجرتم بعد ذلك".

( قالت) أسماء: ( فلقد رأيت أبا موسى) الأشعري ( وأصحاب السفينة يأتوني) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: يأتونني بنونين وله عن الكشميهني يأتون أسماء ( أرسالاً) بفتح الهمزة أفواجًا أي ناسًا بعد ناس ( يسألوني) ولأبي ذر يسألونني بنونين ( عن هذا الحديث ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) : وقوله قالت أسماء: يحتمل أن يكون من رواية أبي موسى عنها فيكون من رواية صحابي عن مثله، ويحتمل أن يكون من رواية أبي بردة عنها.
ويؤيده قوله ( قال أبو بردة) : ليس هو أخا أبي موسى ( قالت أسماء: فلقد) ولأبي ذر: ولقد بالواو بدل الفاء ( رأيت أبا موسى) الأشعري ( وإنه ليستعيد هذا الحديث مني) .




[ قــ :4016 ... غــ : 43 ]
- قَالَ أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنِّي لأَعْرِفُ أَصْوَاتَ رُفْقَةِ الأَشْعَرِيِّينَ بِالْقُرْآنِ حِينَ يَدْخُلُونَ بِاللَّيْلِ، وَأَعْرِفُ مَنَازِلَهُمْ مِنْ أَصْوَاتِهِمْ بِالْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ، وَإِنْ كُنْتُ لَمْ أَرَ مَنَازِلَهُمْ حِينَ نَزَلُوا بِالنَّهَارِ، وَمِنْهُمْ حَكِيمٌ إِذَا لَقِيَ الْخَيْلَ -أَوْ قَالَ: الْعَدُوَّ- قَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَصْحَابِي يَأْمُرُونَكُمْ أَنْ تَنْظُرُوهُمْ».

( قال) : ولأبي ذر وقال: ( أبو بردة) بالإسناد السابق ( عن أبي موسى قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن) بتثليث راء رفقة وضمها أشهر ( حين يدخلون) منازلهم ( بالليل) إذا خرجوا إلى المسجد أو لشغل ما ثم رجعوا.
وقال الدمياطي: الصواب حين يرحلون
بالراء والحاء المهملة بدل الدال والخاء المعجمة.
وقال النووي: الأولى صحيحة أو أصح.
وقال صاحب المصابيح: ولم أعرف ما الموجب لطرح هذه الرواية مع استقامتها هذا شيء عجيب ( واعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار ومنهم حكيم) صفة لرجل منهم كما قاله أبو علي الصدفي أو علم على رجل من الأشعريين كما قاله أبو علي الجياني ( إذا لقي الخيل أو قال: العدوّ) بالشك ( قال لهم: إن أصحابي يأمرونكم أن تنظروهم) بفتح الفوقية وضم الظاء المعجمة ولأبي ذر أن تنظرونهم بضم التاء وكسر الظاء أي تنظروهم أي من الانتظار أنه لفرط شجاعته كان لا يفر من العدوّ بل يواجههم، ويقول لهم، إذا أرادوا الانصراف مثلاً: انتظروا الفرسان حتى يأتوكم ليبعثهم على القتال، وهذا بالنسبة إلى قوله العدوّ، وأما بالنسبة إلى الخيل فيحتمل أن يريد بها خيل المسلمين، ويثير بذلك إلى أن أصحابه كانوا رجالة فكان يأمر الفرسان أن ينتظروهم ليسيروا إلى العدو جميعًا قاله في الفتح.




[ قــ :4018 ... غــ : 433 ]
- حَدَّثَنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ سَمِعَ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ أَنِ افْتَتَحَ خَيْبَرَ فَقَسَمَ لَنَا وَلَمْ يَقْسِمْ لأَحَدٍ لَمْ يَشْهَدِ الْفَتْحَ غَيْرَنَا.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( إسحاق بن إبراهيم) بن راهويه أنه ( سمع حفص بن غياث) يقول: ( حدّثنا يزيد بن عبد الله عن) جده ( أبي بردة عن أبي موسى) الأشعري -رضي الله عنه- أنه ( قال: قدمنا على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) مع جعفر وأصحابه من الحبشة ( بعد أن افتتح خيبر فقسم لنا) عليه الصلاة والسلام ( ولم يقسم لأحد لم يشهد الفتح غيرنا) الأشعريين ومن معهم وجعفر ومن معه.




[ قــ :4019 ... غــ : 434 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرٌ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- يَقُولُ افْتَتَحْنَا خَيْبَرَ وَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلاَ فِضَّةً إِنَّمَا غَنِمْنَا الْبَقَرَ وَالإِبِلَ، وَالْمَتَاعَ، وَالْحَوَائِطَ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى وَادِي الْقُرَى، وَمَعَهُ عَبْدٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ مِدْعَمٌ أَهْدَاهُ لَهُ أَحَدُ بَنِي الضِّبَابِ فَبَيْنَمَا هُوَ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ جَاءَهُ سَهْمٌ عَائِرٌ حَتَّى أَصَابَ ذَلِكَ الْعَبْدَ.
فَقَالَ النَّاسُ هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَصَابَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ الْمَغَانِمِ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ، لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا» فَجَاءَ رَجُلٌ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِشِرَاكٍ أَوْ بِشِرَاكَيْنِ فَقَالَ: هَذَا شَىْءٌ كُنْتُ أَصَبْتُهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «شِرَاكٌ أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ».
[الحديث 434 - طرفه في: 6707] .

وبه قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر حدثني بالإفراد ( عبد الله بن محمد) المسندي قال: ( حدّثنا معاوية بن عمرو) بفتح العين ابن المهلب البغدادي قال: ( حدّثنا أبو إسحاق) إبراهيم بن محمد الفزاري ( عن مالك بن أنس) الإمام أنه ( قال: حدثني) بالإفراد ( ثور) بفتح المثلثة وبعد الواو
الساكنة راء ابن زيد الديلي المدني ( قال: حدثني) بالإفراد ( سالم) أبو الغيث ( مولى ابن مطيع) عبد الله ولا يعرف اسم أبي سالم ( أنه سمع أبا هريرة -رضي الله عنه- يقول: افتتحنا خيبر) أي افتتح المسلمون خيبر وإلا فأبو هريرة لم يحضر فتح خيبر نعم حضرها بعد الفتح ( ولم) ولأبوي ذر والوقت فلم ( نغنم ذهبًا ولا فضة إنما غنمنا البقر والإبل والمتاع والحوائط) أي البساتين ( ثم انصرفنا مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى وادي القرى) بضم القاف وفتح الراء مقصورًا موضع بقرب المدينة ( ومعه) عليه الصلاة والسلام ( عبد له) أسود ( يقال له: مدعم) بكسر الميم وسكون الدال وفتح العين المهملتين آخره ميم وقيل كركرة بفتح الكافين أو كسرهما ( أهداه له أحد بني الضباب) بكسر الضاد المعجمة وبباءين موحدتين بينهما ألف وهو رفاعة بن زيد بن وهب الجذامي كما في مسلم ولمسلم الضبيب مصغرًا واختلف هل أعتقه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أو مات رقيقًا ( فبينما) بالميم ( هو يحط رحل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذ جاءه سهم عائر) بعين مهملة فألف فهمزة فراء بوزن فاعل لا يدري من رمى به وقيل هو الحائد عن قصده ( حتى أصاب ذلك العبد فقال الناس: هنيئًا له الشهادة فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( بلى) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي بل بسكون اللام وهي الصواب والأولى تصحيف ( والذي نفسي بيده وإن الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل) بنفسها ( عليه نارًا) تعذيبًا له أو أنها سبب لعذابه في النار ( فجاء رجل) لم يقف الحافظ ابن حجر على اسمه ( حين سمع ذلك من النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بشراك أو بشراكين) بكسر الشين المعجمة سير النعل على ظهر القدم ( فقال: هذا شيء كنت أصبته فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: شراك أو شراكان من نار) والشك من الراوي.




[ قــ :400 ... غــ : 435 ]
- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدٌ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه- يَقُولُ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلاَ أَنْ أَتْرُكَ آخِرَ النَّاسِ بَيَّانًا لَيْسَ لَهُمْ شَىْءٌ مَا فُتِحَتْ عَلَىَّ قَرْيَةٌ إِلاَّ قَسَمْتُهَا كَمَا قَسَمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْبَرَ، وَلَكِنِّي أَتْرُكُهَا خِزَانَةً لَهُمْ يَقْتَسِمُونَهَا.

وبه قال: ( حدّثنا سعيد بن أبي مريم) الجمحي مولاهم البصري ونسبه لجده الأعلى واسم أبيه الحكم بن محمد بن أبي مريم قال: ( أخبرنا محمد بن جعفر) هو ابن أبي كثير المدني ( قال: أخبرني) بالإفراد ( زيد عن أبيه) أسلم مولى عمر بن الخطاب ( أنه سمع عمر بن الخطاب) -رضي الله عنه- ( يقول: أما) بفتح الهمزة وتخفيف الميم ( والذي نفسي بيده لولا أن أترك آخر الناس بيانًا) بفتح الموحدتين وتشديد الثانية وبعد الألف نون قال أبو عبيد: لا أحسبه عربيًّا.
وقال الأزهري: هو لغة يمانية لم تفش في كلام معدّ وهو والباج بمعنى واحد.
وقال في القاموس: وهم ببان واحد وعلى ببان ويخفف أي طريقة واحدة.
وقال في النهاية: أي أتركهم شيئًا واحدًا لأنه إذا قسم البلاد المفتوحة على الغانمين بقي من لم يحضر الغنيمة ومن يجيء بعد من المسلمين بغير شيء منها فلذلك تركها لتكون بينهم جميعهم انتهى.
وقيل معناه لولا أن أتركهم فقراء معدمين ( ليس لهم شيء ما
فتحت)
بضم الفاء وكسر الفوقية ( علي) بتشديد التحتية ( قرية إلا قسمتها) بينهم ( كما قسم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خيبر ولكني أتركها خزانة لهم يقتسمونها) بكسر الخاء المعجمة أي يقتسمون خراجها.




[ قــ :401 ... غــ : 436 ]
- حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ -رضي الله عنه- قَالَ: لَوْلاَ آخِرُ الْمُسْلِمِينَ مَا فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ قَرْيَةٌ إِلاَّ قَسَمْتُهَا كَمَا قَسَمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْبَرَ.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( محمد بن المثنى) العنزي الزمن قال: ( حدّثنا ابن مهدي) عبد الرحمن ( عن مالك بن أنس) الإمام ( عن زيد بن أسلم عن أبيه) أسلم ( عن) مولاه ( عمر) بن الخطاب ( -رضي الله عنه-) أنه ( قال: لولا آخر المسلمين ما فتحت) بضم الفاء مبنيًّا للمفعول ( عليهم قرية إلا قسمتها كما قسم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خيبر) نظرًا إلى المصلحة العامة للمسلمين وذلك بعد استرضائه لهم وكان عمر -رضي الله عنه- يفضل المهاجرين وأهل بدر في العطاء.




[ قــ :40 ... غــ : 437 ]
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ وَسَأَلَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلَهُ، قَالَ لَهُ بَعْضُ بَنِي سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: لاَ تُعْطِهِ يا رَسُولَ الله فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: هَذَا قَاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ، فَقَالَ: وَاعَجَبَاهْ لِوَبْرٍ تَدَلَّى مِنْ قَدُومِ الضَّأْنِ.

وبه قال: ( حدّثنا علي بن عبد الله) المديني قال: ( حدّثنا سفيان) بن عيينة ( قال: سمعت الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب ( وسأله إسماعيل بن أمية) بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي والجملة حالية ( قال: أخبرني) بالإفراد ( عنبسة بن سعيد) بفتح العين المهملة والموحدة بينهما نون ساكنة والسين مهملة عم والد إسماعيل ( إن أبا هريرة -رضي الله عنه- أتى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فسأله) وهو بخيبر أن يعطيه من غنائم خيبر ( قال له بعض بني سعيد بن العاص) : هو أبان بن سعيد ( لا تعطه يا رسول الله فقال أبو هريرة: هذا) يعنى أبان بن سعيد ( قاتل ابن قوقل) بقافين مفتوحتين بينهما واو ساكنة آخره لام بوزن جعفر اسمه النعمان بن مالك بن ثعلبة بن أصرم بصاد مهملة بوزن أحمر الأنصاري الأوسي وقوقل لقب ثعلبة أو لقب أصرم ( فقال) أبان بن سعيد: ( واعجباه) بهاء ساكنة آخره اسم فعل بمعنى أعجب ( لوبر) بلام مكسورة فواو مفتوحة فموحدة ساكنة فراء دويبة تشبه السنور تسمى غنم بني إسرائيل ( تدلى) بمعنى انحدر علينا ( من قدوم الضأن) بفتح القاف وضم الدال المخففة والضأن بالضاد المعجمة بعدها همزة اسم جبل بأرض دوس قوم أبي هريرة، وأراد أبان بذلك تحقير أبي هريرة وأنه ليس في قدر من يشير بعطاء ولا منع.




[ قــ :40 ... غــ : 438 ]
- وَيُذْكَرُ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُخْبِرُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَانَ عَلَى سَرِيَّةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ قِبَلَ نَجْدٍ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَدِمَ أَبَانُ وَأَصْحَابُهُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِخَيْبَرَ بَعْدَ مَا افْتَتَحَهَا وَإِنَّ حُزْمَ خَيْلِهِمْ لَلِيفٌ قَالَ أَبُو
هُرَيْرَةَ:.

قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لاَ تَقْسِمْ لَهُمْ قَالَ أَبَانُ: وَأَنْتَ بِهَذَا يَا وَبْرُ تَحَدَّرَ مِنْ رَأْسِ ضَأْنٍ.
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «يَا أَبَانُ اجْلِسْ» فَلَمْ يَقْسِمْ لَهُمْ.
قَالَ أَبُو عَبْدُ الله: الضَّالُّ السِّدرُ.

( ويذكر) مبني للمفعول بصيغة التمريض ( عن الزبيدي) بضم الزاي وفتح الموحدة محمد بن الوليد مما وصله أبو داود وغيره ( عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب أنه ( قال: أخبرني) بالإفراد ( عنبسة بن سعيد أنه سمع أبا هريرة) -رضي الله عنه- حال كونه ( يخبر سعيد بن العاص قال: بعث رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أبان) بن سعيد ( على سرية من المدينة قبل نجد) بكسر القاف وفتح الموحدة أي ناحية نجد.
قال ابن حجر: لم أعرف حال هذه السرية ( قال أبو هريرة: فقدم أبان وأصحابه على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) حال كونه ( بخيبر بعدما افتتحها وإن حزم خيلهم) بضم الحاء والزاي وبسكونها في اليونينية جمع حزام ( لليف) بلام التأكيد والرفع خبر إن.
ولأبي ذر عن الكشميهني الليف بتشديد اللام بدون لام التأكيد ( قال أبو هريرة: قلت يا رسول الله لا تقسم لهم) لأبان ومن معه ( قال أبان: وأنت بهذا) المكان والمنزلة من رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع أنك لست من أهله ولا من قومه ولا من بلاده ( يا وبر تحدر من رأس ضأن) جبل وتحدر بلفظ الماضي على طريق الالتفات من الخطاب إلى الغيبة ولأبي ذر والأصيلي وابن عساكر ضال بلام مخففة بدل النون من غير همز.
قال في فتح الباري: قيل وقع في إحدى الطريقين ما يدخل في قسم المقلوب فإن في رواية ابن عيينة أن أبا هريرة السائل أن يقسم له وأن أبان هو الذي أشار بمنعه وقد رجح الذهلي رواية الزبيدي ويؤيد ذلك قوله ( فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( يا أبان أجلس فلم) ولأبي ذر ولم ( يقسم لهم) قال: ويحتمل أن يجمع بينهما بأن يكون كل من أبان وأبي هريرة أشار أن لا يقسم للآخر، ويدل عليه أن أبا هريرة احتج على أبان بأنه قاتل ابن قوقل، وأبان احتج على أبي هريرة بأنه ليس ممن له في الحرب يد يستحق بها النفل فلا قلب.

( قال أبو عبد الله) المؤلّف ( الضال) باللام هو ( السدر) زاد أهل اللغة البري وهذا ثابت لأبي ذر عن المستملي ساقط لغيره.