فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب بعث علي بن أبي طالب عليه السلام، وخالد بن الوليد رضي الله عنه، إلى اليمن قبل حجة الوداع

باب بَعْثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ -رضي الله عنه- إِلَى الْيَمَنِ قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ
( بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد -رضي الله عنهما- إلى اليمن قبل حجة الوداع) .


[ قــ :4114 ... غــ : 4349 ]
- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ -رضي الله عنه-، بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ عَلِيًّا بَعْدَ ذَلِكَ مَكَانَهُ فَقَالَ: مُرْ أَصْحَابَ خَالِدٍ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ أَنْ يُعَقِّبَ مَعَكَ فَلْيُعَقِّبْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُقْبِلْ، فَكُنْتُ فِيمَنْ عَقَّبَ مَعَهُ، قَالَ: فَغَنِمْتُ أَوَاقٍ ذَوَاتِ عَدَدٍ.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( أحمد بن عثمان) بن حكيم أبو عبد الله الكوفي قال: ( حدّثنا شريح بن مسلمة) بضم الشين المعجمة آخره حاء مهملة ومسلمة بفتح الميمين واللام الكوفي قال: ( حدّثنا إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق) عمرو قال: ( حدثني) بالإفراد ( أبي) يوسف ( عن) جده ( أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي أنه قال: ( سمعت البراء) بن عازب ( -رضي الله عنه-) يقول: ( بعثنا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع خالد بن الوليد إلى اليمن) أي بعد رجوعهم من الطائف
وقسمة الغنائم بالجعرانة ( قال: ثم بعث عليًّا بعد ذلك مكانه) أي مكان خالد ( فقال) له عليه الصلاة والسلام:
( مر أصحاب خالد من شاء منهم أن يعقب) بضم الياء وتشديد القاف المكسورة أي يرجع ( معك) إلى اليمن بعد أن رجع منه ( فليعقب) فليرجع ( ومن شاء فليقبل) بضم التحتية وكسر الموحدة ( فكنت فيمن عقب) بتشديد القاف ( معه.
قال)
البراء: ( فغنمت أواق) مثل جوار حذفت الياء استثقالا ولأبي ذر والأصيلي أواقي بياء مشددة ويجوز تخفيفها ( ذوات عدد) أي كثيرة قال الحافظ ابن حجر: لم أقف على تحريرها.

وهذا الحديث من إفراده.




[ قــ :4115 ... غــ : 4350 ]
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ مَنْجُوفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ -رضي الله عنه- قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلِيًّا إِلَى خَالِدٍ لِيَقْبِضَ الْخُمُسَ، وَكُنْتُ أُبْغِضُ عَلِيًّا وَقَدِ اغْتَسَلَ، فَقُلْتُ لِخَالِدٍ: أَلاَ تَرَى إِلَى هَذَا؟ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: «يَا بُرَيْدَةُ أَتُبْغِضُ عَلِيًّا»؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: «لاَ تُبْغِضْهُ فَإِنَّ لَهُ فِي الْخُمُسِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ».

وبه قال: ( حدثني محمد بن بشار) بندار العبدي قال: ( حدّثنا روح بن عبادة) بضم العين وتخفيف الموحدة القيسي أبو محمد البصري قال: ( حدّثنا علي بن سويد بن منجوف) بفتح الميم وسكون النون وضم الجيم وبعد الواو الساكنة فاء السدوسي البصري ( عن عبد الله بن بريدة عن أبيه) بريدة بن الحصيب بضم الحاء المهملة وفتح الصاد المهملة آخره موحدة مصغرًا الأسلمي ( -رضي الله عنه-) أنه ( قال: بعث النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عليًّا إلى خالد ليقبض الخمس) أي خمس الغنيمة قال بريدة: ( وكنت أبغض عليًّا) -رضي الله عنه- لأنه رآه أخذ من المغنم جارية ( وقد اغتسل) فظن أنه غلها ووطئها، وللإسماعيلي من طرق إلى روح بن عبادة بعث عليًّا إلى خالد ليقسم الخمس وفي رواية له ليقسم الفيء فاصطفى علي منه لنفسه سبية أي جارية ثم أصبح ورأسه يقطر ( فقلت لخالد: ألا ترى إلى هذا) يعني عليًّا ( فلما قدمنا على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذكرت ذلك) الذي رأيت من علي -رضي الله عنه- ( له) عليه الصلاة والسلام ( فقال) :
( يا بريدة أتبغض عليًّا؟ فقلت: نعم.
قال: لا تبغضه)
زاد أحمد من طريق عبد الجليل عن عبد الله بن بريدة عن أبيه وإن كنت تحبه فازدد له حبًا، وله أيضًا من طريق أجلح الكندي عن عبد الله بن يزيد: لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي ( فإن له في الخمس أكثر من ذلك) قال الحافظ أبو ذر: إنما أبغض عليًّا لأنه رآه أخذ من المغنم فظن أنه غل فلما أعلمه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه أخذ أقل من حقه أحبه اهـ.

وفي طريق عبد الجليل قال: فما كان في الناس أحد أحب إليّ من علي، ولعل الجارية
كانت بكرًا غير بالغ فأدّى اجتهاده -رضي الله عنه- إلى عدم الاستبراء وفيه جواز التسري على بنت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بخلاف التزويج عليها.




[ قــ :4116 ... غــ : 4351 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: بَعَثَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -رضي الله عنه- إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الْيَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ فِي أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ لَمْ تُحَصَّلْ مِنْ تُرَابِهَا، قَالَ: فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ بَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ وَأَقْرَعَ بْنِ حَابِسٍ وَزَيْدِ الْخَيْلِ، وَالرَّابِعُ إِمَّا عَلْقَمَةُ وَإِمَّا عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهَذَا مِنْ هَؤُلاَءِ قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «أَلاَ تَأْمَنُونِي، وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ، يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً» قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ نَاشِزُ الْجَبْهَةِ كَثُّ اللِّحْيَةِ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ مُشَمَّرُ الإِزَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ قَالَ: «وَيْلَكَ أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ» قَالَ: ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ قَالَ: «لاَ لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي» فَقَالَ خَالِدٌ: وَكَمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنِّي لَمْ أُؤْمَرْ أَنْ أَنْقُبَ قُلُوبَ النَّاسِ، وَلاَ أَشُقَّ بُطُونَهُمْ» قَالَ: ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِ وَهْوَ مُقَفٍّ فَقَالَ: «إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ رَطْبًا لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ -وَأَظُنُّهُ قَالَ- لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ».

وبه قال: ( حدّثنا قتيبة) بن سعيد قال: ( حدّثنا عبد الواحد) بن زياد ( عن عمارة بن القعقاع) بن شبرمة الكوفي قال: ( حدّثنا عبد الرحمن بن أبي نعم) بضم النون وسكون العين المهملة ( قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: بعث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-) وسقط لأبي ذر ابن أبي طالب ( إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من اليمن بذهبية) بضم الذال المعجمة مصغر ذهبة وهي القطعة من الذهب قاله الخطابي، وتعقب بأنها كانت تبرًا فالتأنيث باعتبار معنى الطائفة أو أنه قد يؤنث الذهب في بعض اللغات ( في أديم مقروظ) بالقاف والظاء المعجمة أي مدبوغ بالقرظ ( لم تحصل) أي لم تخلص الذهبية ( من ترابها) المعدني بالسبك ( قال: فقسمها بين أربعة نفر) يتألفهم بذلك ( بين عيينة بن بدر) نسبه إلى جده الأعلى لأنه عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري ( وأقرع بن حابس) الحنظلي ثم المجاشعي فيه شاهد على أن ذا الألف واللام من الأعلام الغالبة قد ينزعان عنه في غير نداء ولا إضافهّ ولا ضرورة وقد حكى سيبويه عن العرب هذا يوم اثنين مباركًا قاله ابن مالك ( وزيد الخيل) باللام ابن مهلهل الطائي ثم أحد بني نبهان، وقيل له زيد الخيل لكرائم الخيل التي كانت عنده، وسماه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زيد الخير بالراء بدل اللام وأثنى عليه وأسلم وحسن إسلامه ومات في حياة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( والرابع إما علقمة) بن علاثة بضم العين المهملة وتخفيف اللام والمثلثة العامري ( وإما عامر بن الطفيل) العامري والشك في عامر وهم من عبد الواحد فقد
جزم في رواية سعيد بن مسروق بأنه علقمة بن علاثة وقد مات عامر بن الطفيل قبل ذلك بخراج طلع له في أصل اذنه كافرًا ( فقال رجل من أصحابه) : لم يسم وكأنه أبهمه سترًا عليه ( كنا نحن أحق بهذا) القسم ( من هؤلاء) الأربعة ( قال: فبلغ ذلك) القول ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال) :
( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحًا ومساءً قال: فقام رجل غائر العينين) بغين معجمة وتحتية بوزن فاعل أي عيناه داخلتان في محاجرهما لاصقتان بقعر الحدقة ( مشرف الوجنتين) بضم الميم وسكون الشين المعجمة وبعد الراء فاء أي بارزهما ( ناشز الجبهة) بشين وزاي معجمتين مرتفعها ( كث اللحية) كثير شعرها ( محلوق الرأس) موافق لسيماء الخوارج في التحليق مخالف للعرب في توفيرهم شعورهم ( مشمر الإزار) بفتح الميم واسمه فيما قيل ذو الخويصرة التيمي ورجح السهيلي أن اسمه نافع كما في أبي داود وقيل حرقوص بن زهير كما جزم به ابن سعد ( فقال: يا رسول الله اتق الله.
قال)
عليه الصلاة والسلام: ( ويلك أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله قال: ثم ولى الرجل.
قال خالد بن الوليد: يا رسول الله ألا أضرب عنقه)
؟ وفي علامات النبوّة فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه، ولا منافاة بينهما لاحتمال أن يكون كل منهما قال ذلك.
( قال) عليه الصلاة والسلام: ( لا) تفعل ( لعله أن يكون يصلّي فقال خالد: وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إني لم أؤمر أن أنقب قلوب الناس) بفتح الهمزة وسكون النون وضم القاف بعدها موحدة كذا ضبطه ابن ماهان ولغيره بضم الهمزة وفتح النون وتشديد القاف مع كسرها أي ابحث وأفتش ولأبي ذر عن قلوب الناس ( ولا أشق بطونهم قال: ثم نظر) عليه الصلاة والسلام ( إليه) أي إلى الرجل ( وهو مقف) أي مول قفاه، ولأبي ذر: مقفي بإثبات الياء بعد الفاء المشددة بناء على الوقف في مثله بالياء وهو وجه صحيح قرأ به ابن كثير وال وواق لكن الوقف بحذفها أقيس وأكثر، ولا يجوز في الوصل إلا الحذف ومن أثبتها وقفًا أثبتها خطأ رعاية للوقف وعليه تتخرج رواية أبي ذر والجملة حالية ( فقال) عليه الصلاة والسلام ولأبي ذر: وقال بالواو ( إنه يخرج من ضئضئ) بضادين معجمتين مكسورتين الثانية مكتنفة بهمزتين أولاهما ساكنة وللكشميهني صئصئ بصادين مهملتين وهما بمعنى أي من نسل ( هذا قوم يتلون كتاب الله رطبًا) لمواظبتهم على تلاوته فلا يزال لسانهم رطبًا بها أو هو من تحسين الصوت بها ( لا يجاوز حناجرهم) أي لا يرفع في الأعمال الصالحة فليس لهم فيه حظ إلا مروره على لسانهم فلا يصل إلى حلوقهم فضلاً عن أن يصل قلوبهم حتى يتدبروه بها ( يمرقون من الدين) الإسلام ( كما يمرق السهم) أي خروجه إذا نفذ من الجهة الأخرى ( من الرمية) بفتح الراء وكسر الميم وتشديد التحتية الصيد المرمي ( وأظنه) عليه الصلاة والسلام ( قال) ( لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود) أي لأستأصلنهم كاستئصال ثمود.

وهذا الحديث سبق في باب قول الله تعالى: { وأما عاد فأهلكوا بريح} [الحادثة: 6] من كتاب أحاديث الأنبياء.




[ قــ :4117 ... غــ : 435 ]
- حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ: جَابِرٌ أَمَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلِيًّا أَنْ يُقِيمَ عَلَى إِحْرَامِهِ، زَادَ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ جَابِرٌ فَقَدِمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -رضي الله عنه- بِسِعَايَتِهِ، قَالَ: لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «بِمَ أَهْلَلْتَ يَا عَلِيُّ»؟ قَالَ: بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «فَأَهْدِ وَامْكُثْ حَرَامًا كَمَا أَنْتَ».
قَالَ: وَأَهْدَى لَهُ عَلِيٌّ هَدْيًا.

وبه قال: ( حدّثنا المكي بن إبراهيم) بن بشير بن فرقد الحنظلي ( عن ابن جريج) عبد الملك بن عبد العزيز أنه قال: ( قال عطاء) : هو ابن رباح ( قال جابر) -رضي الله عنه-: ( أمر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عليًّا) حين قدم مكة من اليمن ومعه هدي ( أن يقيم على إحرامه) الذي كان أحرم به كإحرامه عليه الصلاة والسلام ولا يحل لأن معه الهدي ( زاد محمد بن بكر) بفتح الموحدة وسكون الكاف البرساني في روايته ( عن ابن جريج قال عطاء: قال: جابر: فقدم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-) من اليمن ( بسعايته) بكسر السين المهملة أي ولايته على اليمن ( قال) ولأبي ذر فقال ( له النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( بم) بحذف ألف ما الاستفهامية على الكثير الشائع ( أهللت) أحرمت ( يا علي؟ قال: بما) أي بالذي ( أهل) أحرم ( به النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال) عليه الصلاة والسلام: ( فأهد) بهمزة قطع مفتوحة ( وامكث) بهمزة وصل أي البث حال كونك ( حرامًا) أي محرمًا ( كما أنت) من الإحرام إلى الفراغ من الحج ( قال: وأهدى له) عليه الصلاة والسلام ( علي هديًا) .

4353 و 4354 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، حَدَّثَنَا بَكْرٌ البَصْرِيٌ أَنَّهُ ذَكَرَ لاِبْنِ عُمَرَ أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ، أَنَّ رَسُولَ الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ، فَقَالَ: أَهَلَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْحَجِّ، وَأَهْلَلْنَا بِهِ مَعَهُ فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَالَ: «مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً» وَكَانَ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَدْيٌ فَقَدِمَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنَ الْيَمَنِ حَاجًّا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «بِمَ أَهْلَلْتَ فَإِنَّ مَعَنَا أَهْلَكَ»؟ قَالَ: أَهْلَلْتُ بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «فَأَمْسِكْ فَإِنَّ مَعَنَا هَدْيًا».

وبه قال: ( حدّثنا مسدد) بالسين المهملة ابن مسرهد ( قال: حدّثنا بشر بن المفضل) ابن لاحق الرقاشي بقاف ومعجمة البصري ( عن حميد) أي عبيدة ( الطويل) أنه قال: ( حدّثنا بكر) هو عبد الله المزني ( البصري أنه ذكر لابن عمر أن أنسًا حدثهم أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أهل بعمرة وحجة فقال: أهلّ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالحج وأهللنا به معه) وسقطت معه لأبي ذر ( فلما قدمنا مكة قال) عليه الصلاة والسلام:
( من لم يكن معه هدي فليجعلها عمرة وكان مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هدي فقدم علينا علي بن أبي طالب من اليمن حاجًا فقال) له ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: بم أهللت) بغير ألف بعد الميم ( فإن معنا أهلك) زوجته فاطمة ( قال) علي -رضي الله عنه-: ( أهللت بما أهلّ به النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال) عليه الصلاة والسلام له ( فأمسك) على إحرامك ( فإن معنا هديًا) .