فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب

باب
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ غَزْوَةُ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ بَنِي الْعَنْبَرِ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ بَعَثَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَيْهِمْ فَأَغَارَ وَأَصَابَ مِنْهُمْ نَاسًا وَسَبَى مِنْهُمْ نِسَاءً.

هذا ( باب) بالتنوين ( قال ابن إسحاق) محمد صاحب المغازي ( غزوة عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر) غزوة مصدر مضاف لفاعله ومفعوله ( بني العنبر من بني تميم بعثه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إليهم) لما قيل فيما ذكره الواقدي أنهم أغاروا على ناس من خزاعة ( فأغار) عليهم عيينة ومن معه وكانوا خمسين ليس فيهم أنصاري ولا مهاجري ( وأصاب منهم ناسًا وسبى منهم نساء) ولأبي ذر عن الكشميهني: سباء بسين مكسورة بعدها موحدة، وعند الواقدي أنه أسر منهم أحد عشر رجلاً وإحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيًا فقدم رؤساؤهم بسبب ذلك.


[ قــ :4130 ... غــ : 4366 ]
- حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: لاَ أَزَالُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ بَعْدَ ثَلاَثٍ، سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُهَا فِيهِمْ «هُمْ أَشَدُّ أُمَّتِي عَلَى الدَّجَّالِ» وَكَانَتْ فِيهِمْ سَبِيَّةٌ عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَ: «أَعْتِقِيهَا فَإِنَّهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ» وَجَاءَتْ صَدَقَاتُهُمْ فَقَالَ: «هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمٍ أَوْ قَوْمِي».

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( زهير بن حرب) أبو خيثمة النسائي والد أبي بكر بن أبي خيثمة قال: ( حدّثنا جرير) هو ابن عبد الحميد الرازي ( عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة) هرم البجلي الكوفي ( عن أبي هريرة -رضي الله عنه-) أنه قال: ( لا أزال أحب بني تميم بعد ثلاث) من الخصال ( سمعته من رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقولها) أنّث ضمير يقولها باعتبار الثلاث وذكره في سمعته باعتبار اللفظ وللأصيلي سمعتهن باعتبار المعنى ( فيهم) :
( هم أشداء أمتي على الدجال) أي إذا خرج ( وكانت فيهم) ولأبي ذر عن الكشميهني منهم ( سبية) بفتح السين المهملة وكسر الموحدة وتشديد التحتية أي جارية مسبية ( عند عائشة) وكان على عائشة نذر عتق من ولد إسماعيل ( فقال: أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل) وتعيين اسم المعتقة هذه سبق في باب من ملك من العرب في العتق ( وجاءت صدقاتهم) أي صدفات بني تميم ( فقال) عليه الصلاة والسلام: ( هذه صدقات قوم أو قومي) بياء النسب لاجتماع نسبة الشريف بنسبهم في إلياس بن مضر.




[ قــ :4131 ... غــ : 4367 ]
- حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ قَدِمَ رَكْبٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمِّرِ الْقَعْقَاعَ بْنَ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ عُمَرُ: بَلْ أَمِّرِ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَرَدْتَ إِلاَّ خِلاَفِي قَالَ عُمَرُ: مَا أَرَدْتُ خِلاَفَكَ فَتَمَارَيَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا فَنَزَلَ فِي ذَلِكَ:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: 1] .
حَتَّى انْقَضَتْ.
[الحديث 4367 - أطرافه في: 4845، 4847، 730] .

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( إبراهيم بن موسى) الفراء الرازي الصغير قال: ( حدّثنا هشام بن يوسف) الصنعاني ( أن ابن جريج) عبد الملك بن عبد العزيز ( أخبرهم عن ابن أبي مليكة) عبد الله ( أن عبد الله بن الزبير أخبرهم أنه قدم ركب من بني تميم على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) وسألوا النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أن يؤمر عليهم أحدًا ( فقال أبو بكر) الصديق -رضي الله عنه-: يا رسول الله ( أمّر القعقاع) بضم القافين ( ابن معبد بن زرارة) عليهم ( فقال عمر) بن الخطاب ( بل أمّر الأقرع بن حابس) عليهم يا رسول الله ( قال أبو بكر) لعمر -رضي الله عنهما-: ( ما أردت إلا خلافي) أي ليس مقصودك إلا مخالفة قولي ( قال عمر: ما أردت خلافك فتماريا) أي تجادلا وتخاصما ( حتى ارتفعت أصواتهما) بحضرته عليه الصلاة والسلام ( فنزل في ذلك: { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا} [الحجرات: 1] حتى انقضت) أي الآية، ويأتي إن شاء الله تعالى في تفسير سورة الحجرات مزيد لذلك.