فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته


[ قــ :4200 ... غــ : 4441 ]
- حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ هِلاَلٍ الْوَزَّانِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ: «لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» قَالَتْ عَائِشَةُ: لَوْلاَ ذَلِكَ لأُبْرِزَ قَبْرُهُ خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا.

وبه قال: ( حدّثنا الصلت بن محمد) بالصاد المهملة المفتوحة ابن همام الخاركي البصري قال: ( حدّثنا أبو عوانة) الوضاح اليشكري ( عن هلال الوزان) هو ابن أبي حميد على المشهور ( عن عروة بن الزبير) بن العوّام ( عن عائشة -رضي الله عنها-) أنها ( قالت: قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في مرضه الذي لم يقم منه) :
( لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) بالجمع ( قالت عائشة: لولا ذلك) باللام، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: ذاك ( لأبرز) بضم الهمزة وسكون الموحدة وكسر الراء بعدها زاي أي لكشف ( قبره) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولم يتخذ عليه الحائل غير أنه ( خشي) بفتح الخاء المعجمة ( أن يتخذ) بضم الياء مبنيًا للمفعول ( مسجدًا) .

وهذا الحديث سبق في الجنائز.




[ قــ :401 ... غــ : 444 ]
- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي فَأَذِنَّ لَهُ، فَخَرَجَ وَهْوَ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلاَهُ فِي الأَرْضِ بَيْنَ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَبَيْنَ رَجُلٍ آخَرَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ بِالَّذِي قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: هَلْ تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الآخَرُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ؟ قَالَ:.

قُلْتُ لاَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ هُوَ عَلِيٌّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَتْ عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا دَخَلَ بَيْتِي وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ قَالَ: «هَرِيقُوا عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُنَّ لَعَلِّي أَعْهَدُ إِلَى النَّاسِ» فَأَجْلَسْنَاهُ فِي مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ طَفِقْنَا نَصُبُّ عَلَيْهِ مِنْ تِلْكَ الْقِرَبِ، حَتَّى طَفِقَ يُشِيرُ إِلَيْنَا بِيَدِهِ أَنْ قَدْ فَعَلْتُنَّ، قَالَتْ: ثُمَّ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ فَصَلَّى لَهُمْ وَخَطَبَهُمْ.

وبه قال: ( حدّثنا سعيد بن عفير) بضم العين وفتح الفاء هو سعيد بن كثير بن عفير الأنصاري مولاهم البصري ( قال: حدثني) بالتوحيد ( الليث) بن سعد الإمام قال: ( حدثني) بالإفراد أيضًا ( عقيل) بضم العين ابن خالد ( عن ابن شهاب) الزهري أنه قال: ( أخبرني) بالإفراد ( عبيد الله) بضم العين ( ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عائشة زوج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) سقط قوله زوج النبي إلى آخره لأبي ذر ( قالت: لما ثقل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- واشتد به وجعه) وكان في بيت ميمونة ( استأذن أزواجه أن يمرّض) أي يتعهد ويخدم ( في بيتي) وكانت فاطمة -رضي الله عنها- هي التي خاطبت أمهات المؤمنين في ذلك فقالت لهن: إنه يشق عليه الاختلاف.
ذكره ابن سعد بإسناد صحيح عن الزهري ( فأذن له) بتشديد النون ( فخرج) عليه الصلاة والسلام ( وهو بين الرجلين تخط رجلاه في الأرض بين عباس بن عبد المطلب وبين رجل آخر قال عبيد الله) بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ( فأخبرت عبد الله) بن عباس ( بالذي قالت عائشة.
فقال لي عبد الله بن عباس: هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة؟ قال)
عبيد الله ( قلت) له: ( لا) أدري ( قال ابن عباس: هو علي بن أبي طالب) وثبت قوله ابن أبي طالب لأبي ذر ( وكانت) ولأبي ذر فكانت بالفاء بدل الواو ( عائشة زوج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) سقط قوله زوج النبي إلى آخره لأبي ذر ( تحدث أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما دخل بيتي) وكان يوم الاثنين السابق ليوم الاثنين الذي توفي فيه ( واشتد به وجعه قال) :
( هريقوا) أي صبوا ( عليّ) الماء ( من سبع قرب لم تحلل) بضم الفوقية وسكون الحاء وفتح اللام الأولى مخففة ( أوكيتهن) جمع وكاء وهو رباط القربة ( لعلي أعهد إلى الناس) أي أوصي ( فأجلسناه في مخضب) بكسر الميم وسكون الخاء وفتح الضاد المعجمتين في إجانة ( لحفصة زوج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثم طفقنا) بكسر الفاء جعلنا ( نصبّ عليه من تلك القرب) السبع ( حتى طفق يشير إلينا بيده أن قد فعلتن) والحكمة في عدد السبع كما قيل إن له خاصية في دفع ضرر السم والسحر ( قالت) عائشة: ( ثم خرج إلى الناس فصلّى لهم) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي بهم بالموحدة بدل اللام ( وخطبهم) .

روى الدارمي من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: خرج علينا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في مرضه الذي مات فيه ونحن في المسجد عاصبًا رأسه بخرقة حتى أهوى نحو المنبر فاستوى عليه فاتبعناه.
قال: "والذي نفسي بيده لأنظر إلى الحوض من مقامي هذا" ثم قال: "إن عبدًا عرضت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة" قال: فلم يفطن بها غير أبي بكر فذرفت عيناه فبكى ثم قال: بل نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأموالنا وأنفسنا يا رسول الله.
ثم هبط فما قام عليه حتى الساعة، والمراد بالساعة القيامة أي فما قام عليه بعد في حياته ولمسلم من حديث جندب أن ذلك كان قبل موته بخمس، ولعله كان بعد حصول اختلافهم ولغطهم.
وقوله لهم "قوموا عني" فوجد بعد ذلك خفة فخرج.

4443 و 4444 - وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهم- قَالاَ: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهْوَ كَذَلِكَ: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا.

قال الزهري: بالإسناد السابق ( وأخبرني) بالإفراد ولأبي ذر وأخبرنا ( عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة وعبد الله بن عباس -رضي الله عنهم-) سقط لأبي ذر لفظ عبد الله الأخير ( قالا: لما نزل) بفتح النون والزاي ( برسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) المرض ( طفق يطرح خميصة) بفتح الخاء المعجمة ثوب خزأ وصوف ( له على وجهه فإذا اغتم) بالغين المعجمة الساكنة أخذه نفسه من شدة الحر ( كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك) :
( لعنة الله) ولغير أبي ذر عن وجهه وهو يقول: لعنة الله ( على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) حال كونه عليه الصلاة والسلام ( يحذر ما صنعوا) من اتخاذ المساجد على القبور.

قال البيضاوي: لما كانت اليهود والنصارى يسجدون لقبور الأنبياء تعظيمًا لشأنهم ويجعلونها قبلة يتوجهون في الصلاة نحوها واتخذوها أوثانًا لعنهم ومنعهم عن مثل ذلك، وأما من اتخذ مسجدًا في جوار صالح وقصد التبرك بالقرب منه لا التعظيم له ولا التوجه نحوه فلا يدخل ذلك الوعيد.




[ قــ :403 ... غــ : 4445 ]
- أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَقَدْ رَاجَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي ذَلِكَ، وَمَا حَمَلَنِي عَلَى كَثْرَةِ مُرَاجَعَتِهِ إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَقَعْ فِي قَلْبِي أَنْ يُحِبَّ النَّاسُ بَعْدَهُ رَجُلاً، قَامَ مَقَامَهُ أَبَدًا وَلاَ كُنْتُ أُرَى أَنَّهُ لَنْ يَقُومَ أَحَدٌ مَقَامَهُ إِلاَّ تَشَاءَمَ النَّاسُ بِهِ، فَأَرَدْتُ أَنْ يَعْدِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ أَبِي بَكْرٍ.
رَوَاهُ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو مُوسَى وَابْنُ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهم- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وقال الزهري بالسند السابق: ( أخبرني) بالإفراد ( عبيد الله) بضم العين ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود ( أن عائشة) -رضي الله عنها- ( قالت: لقد راجعت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في ذلك) أي في أمره -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أبا بكر بإمامة الصلاة ( وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( رجلاً قام مقامه) عليه السلام في الصلاة بهم ( أبدًا ولا) ولأبي ذر عن الكشميهني وأن لا ( كنت أرى) أظن ( أنه لن يقوم أحد مقامه إلا تشاءم الناس به) بالشين المعجمة أي وما حملني عليه إلا ظني بعدم محبة الناس للقائم مقامه وظني لتشاؤمهم به ( فأردت أن يعدل ذلك رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن أبي بكر) .

قال في المصابيح: وهذا ظاهر في كونه باعثًا لها على إرادة العدول بذلك عن أبي بكر -رضي الله عنه- لمكان أبوّته منها وشرف منزلته عندها وفي بعض الطرق السابقة أنها أرادت أن يكون عمر هو الذي يصلّي فانظر هذا مع علمها بما يلحقه من تشاؤم الناس والله أعلم بحقيقة الحال.

( رواه) أي الأمر بصلاة أبي بكر بالناس ( ابن عمر) فيما وصله المؤلّف في باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة ( وأبو موسى) عبد الله بن قيس الأشعري فيما وصله في هذا الباب ( وابن عباس) فيما وصله في باب إنما جعل الإمام ليؤتم به ( -رضي الله عنهم- عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) .




[ قــ :404 ... غــ : 4446 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَاتَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَإِنَّهُ لَبَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي فَلاَ أَكْرَهُ شِدَّةَ الْمَوْتِ لأَحَدٍ أَبَدًا بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وبه قال: ( حدّثنا عبد الله بن يوسف) التنيسي قال: ( حدّثنا الليث) بن سعد الإمام قال: ( حدثني) بالإفراد ( ابن الهاد) هو يزيد بن عبد الله بن الهاد ( عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه) القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- ( عن عائشة) -رضي الله عنها- أنها ( قالت: مات النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنه) أي والحال أنه عليه الصلاة والسلام ( لبين حاقنتي وذاقنتي فلا أكره شدة الموت لأحد أبدًا بعد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) والحاقنة: الوهدة المنخفضة بين الترقوتين من الحلق.




[ قــ :405 ... غــ : 4447 ]
- حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ، وَكَانَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ أَحَدَ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ -رضي الله عنه- خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا الْحَسَنِ كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فَقَالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا، فَأَخَذَ بِيَدِهِ عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ وَاللَّهِ بَعْدَ ثَلاَثٍ، عَبْدُ الْعَصَا وَإِنِّي وَاللَّهِ لأُرَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَوْفَ يُتَوَفَّى مِنْ وَجَعِهِ هَذَا، إِنِّي لأَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ، اذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلْنَسْأَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الأَمْرُ إِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا عَلِمْنَاهُ، فَأَوْصَى بِنَا فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّا وَاللَّهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَمَنَعَنَاهَا لاَ يُعْطِينَاهَا النَّاسُ بَعْدَهُ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لاَ أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( إسحاق) بن راهويه قال: ( أخبرنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة) بكسر الموحدة وسكون الشين المعجمة وحمزة بالحاء المهملة والزاي الحمصي قال: ( حدثني) بالإفراد ( أبي) شعيب ( عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب أنه ( قال: أخبرني) بالإفراد ( عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري) قال الحافظ الشرف الدمياطي: انفرد البخاري عن الأئمة بهذا الإسناد، وعندي في سماع الزهري من عبد الله بن كعب بن مالك انظر اهـ.

وقد سبق في غزوة تبوك أن الزهري سمع من عبد الله وأخويه عبد الرحمن وعبيد الله ومن عبد الرحمن بن عبد الله.
قال في الفتح: فلا معنى لتوقف الدمياطي فيه فإن الإسناد صحيح، وسماع الزهري من عبد الله بن كعب ثابت ولم ينفرد به شعيب.

( وكان كعب بن مالك أحد الثلاثة الذين تيب عليهم) لما تخلفوا عن غزوة تبوك ( أن عبد الله بن عباس) سقط لفظ عبد الله لأبي ذر ( أخبره أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- خرج من عند رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في وجعه الذي توفي فيه) ولأبي ذر: منه ( فقال الناس) له: ( يا أبا الحسن كيف أصبح رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فقال: أصبح بحمد الله باريًا) بغير همز في الفرع.
وقال في المصابيح كالتنقيح: بالهمز اسم فاعل من برأ المريض إذا أفاق من المرض ( فأخذ بيده) بيد علي ( عباس بن عبد المطلب فقال له: أنت والله بعد ثلاث) أي بعد ثلاثة أيام ( عبد العصا) أي تصير مأمورًا بموته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وولاية غيره ( وإني والله لأرى) بضم الهمزة أي لأظن ( رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سوف يتوفى من وجعه هذا إني لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت) وذكر ابن إسحاق عن الزهري أن هذا كان يوم قبض النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثم قال العباس لعلي: ( اذهب بنا إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلنسأله) بسكون اللامين ( فيمن هذا الأمر) أي الخلافة ( إن كان فينا علمنا ذلك وإن كان في غيرنا علمناه فأوصى بنا) الخليفة بعده، وعند ابن سعد من مرسل الشعبي فقال علي: وهل يطمع في هذا الأمر غيرنا ( فقال علي: إنّا والله لئن سألناها) أي الخلافة ( رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فمنعناها) بفتح العين ( لا يعطيناها الناس بعده) أي وإن لم يمنعناها بأن يسكت فيحتمل أن تصل إلينا في الجملة ( وإني والله لا أسألها رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أي لا أطلبها منه، وفي مرسل الشعبي فلما قبض النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال العباس لعلي: ابسط يدك أبايعك يبايعك الناس فلم يفعل.
وفي فوائد أبي الطاهر الذهلي بإسناد جيد قال عليّ: يا ليتني أطعت عباسًا يا ليتني أطعت عباسًا.

وفي حديث الباب رواية تابعي عن تابعي الزهري وعبد الله بن كعب وصحابي عن صحابي كعب وابن عباس، وأخرجه البخاري أيضًا في الاستئذان.




[ قــ :406 ... غــ : 4448 ]
- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ -رضي الله عنه-، أَنَّ الْمُسْلِمِينَ بَيْنَا هُمْ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ مِنْ يَوْمِ الاِثْنَيْنِ وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي لَهُمْ لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلاَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ فِي صُفُوفِ الصَّلاَةِ ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ، فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُرِيدُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الصَّلاَةِ فَقَالَ أَنَسٌ: وَهَمَّ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَفْتَتِنُوا فِي صَلاَتِهِمْ فَرَحًا بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ أَتِمُّوا صَلاَتَكُمْ، ثُمَّ دَخَلَ الْحُجْرَةَ وَأَرْخَى السِّتْرَ.

وبه قال: ( حدّثنا سعيد بن عفير) بضم العين ونسبه لجدّه واسم أبيه كثير ( قال: حدثني) بالإفراد ( الليث) بن سعد الفهمي الإمام ( قال: حدثني) بالإفراد أيضًا ( عقيل) بضم العين ابن خالد ( عن ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري أنه ( قال: حدّثني) بالإفراد ( أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن المسلمين بينا) بغير ميم، ولأبي ذر: بينما ( هم في صلاة الفجر من يوم الاثنين وأبو بكر يصلي لهم) وجواب بينا قوله: ( لم يفجأهم إلا رسول الله) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي إلا ورسول الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة) ولأبي ذر وهم
صفوف في الصلاة ( ثم تبسم يضحك) حال مؤكدة لأن تبسم بمعنى يضحك وأكثر ضحك الأنبياء التبسم، وكان ضحكه عليه الصلاة والسلام فرحًا باجتماعهم على الصلاة وإقامة الشريعة ( فنكص) بالصاد المهملة أي تأخر ( أبو بكر على عقبيه) بفتح الموحدة بالتثنية وراءه ( ليصل الصف، وظن أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يريد أن يخرج إلى الصلاة فقال أنس: وهم المسلمون) بفتح الهاء والميم المشدّدة أي قصدوا ( أن يفتتنوا في صلاتهم) بأن يخرجوا منها ( فرحًا برسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أي بإظهار السرور قولا وفعلاً ( فأشار إليهم بيده رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر) زاد في باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة فتوفي من يومه.




[ قــ :407 ... غــ : 4449 ]
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ أَبَا عَمْرٍو ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تُوُفِّيَ فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَأَنَّ اللَّهَ جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ، دَخَلَ عَلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَبِيَدِهِ السِّوَاكُ، وَأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ السِّوَاكَ، فَقُلْتُ: آخُذُهُ لَكَ؟ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ.
فَتَنَاوَلْتُهُ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ أُلَيِّنُهُ لَكَ، فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ فَلَيَّنْتُهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ أَوْ عُلْبَةٌ يَشُكُّ عُمَرُ فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الْمَاءِ فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ يَقُولُ: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ» ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ: «فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى» حَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( محمد بن عبيد) بضم العين مصغرًا من غير إضافة لشيء واسم جده ميمون القرشي التيمي مولاهم المدني وقيل الكوفي قال: ( حدّثنا عيسى بن يونس) بن أبي إسحاق الهمداني الكوفي ( عن عمر بن سعيد) بضم العين ابن أبي حسين النوفلي القرشي المكي أنه ( قال: أخبرني) بالإفراد ( ابن أبي مليكة) عبد الله ( أن أبا عمرو) بفتح العين ( ذكوان) بالذال المعجمة المفتوحة ( مولى عائشة) -رضي الله عنهما- ( أخبره أن عائشة كانت تقول: إن من نعم الله عليّ أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- توفي في بيتي وفي يومي و) رأسه ( بين سحري) بفتح السين وسكون الحاء المهملتين وتضم السين كما في القاموس وغيره الرئة ( ونحري) بالحاء المهملة موضع القلادة من الصدر ( وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته) .

( دخل) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي ودخل ( علي) بتشديد الياء ( عبد الرحمن) ابن أبي بكر ( وبيده السواك وأنا مسندة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه "أن نعم" فتناولته) أي السواك ( فاشتد عليه) الوجع ( وقلت ألينه لك؟ فأشار برأسه "أن نعم" فلينته) ولأبي ذر عن الكشميهني زيادة بأمره بالموحدة والميم الساكنة ولأبي ذر أيضًا عن الحموي والمستملي: فأمرّه بالفاء بعدها همزة فميم وتشديد الراء أي على أسنانه فاستاك به.
قال عياض: والأوّل أولى ( وبين يديه ركوة) بفتح الراء من أدم ( أو علبة) بضم العين وسكون
اللام بعدها موحدة مفتوحة قدح ضخم من خشب ( يشك عمر) بن سعيد الراوي ( فيها ماء فجعل) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه) حال كونه ( يقول: لا إله إلا الله إن للموت سكرات) جمع سكرة وهي الشدة ( ثم نصب) بفتح النون والصاد المهملة والموحدة ( يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى حتى قبض) بضم القاف وكسر الموحدة ( ومالت يده) .




[ قــ :408 ... غــ : 4450 ]
- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَسْأَلُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ يَقُولَ: «أَيْنَ أَنَا غَدًا؟ أَيْنَ أَنَا غَدًا»؟ يُرِيدُ يَوْمَ عَائِشَةَ فَأَذِنَ لَهُ أَزْوَاجُهُ يَكُونُ حَيْثُ شَاءَ، فَكَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ حَتَّى مَاتَ عِنْدَهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَاتَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ يَدُورُ عَلَيَّ فِيهِ فِي بَيْتِي فَقَبَضَهُ اللَّهُ، وَإِنَّ رَأْسَهُ لَبَيْنَ نَحْرِي وَسَحْرِي وَخَالَطَ رِيقُهُ رِيقِي، ثُمَّ قَالَتْ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَهُ سِوَاكٌ يَسْتَنُّ بِهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ لَهُ: أَعْطِنِي هَذَا السِّوَاكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَأَعْطَانِيهِ، فَقَضِمْتُهُ ثُمَّ مَضَغْتُهُ فَأَعْطَيْتُهُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاسْتَنَّ بِهِ وَهْوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى صَدْرِي.

وبه قال: ( حدّثنا إسماعيل) بن أبي أويس قال: ( حدثني) بالإفراد ( سليمان بن بلال) التيمي مولاهم المدني قال: ( حدّثنا هشام بن عروة) قال ( أخبرني) بالإفراد ( أبي) عروة بن الزبير ( عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يسأل في مرضه الذي مات فيه يقول) :
( أين أنا غدًا أين أنا غدًا) مرّتين ( يريد يوم عائشة فأذن) بتخفيف النون في الفرع كأصله وفي نسخة فأذن ( له أزواجه) بتشديد النون على لغة أكلوني البراغيث ( يكون حيث شاء) .
وفي مرسل أبي جعفر عند ابن أبي شيبة أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "أين أكون غدًا" كررها فعرفن أزواجه وإنما يريد عائشة فقلن: يا رسول الله قد وهبنا أيامنا لأختنا عائشة ( فكان في بيت عائشة حتى مات عندها) ولأبي ذر عن المستملي: فيها أي في حجرتها أو في نوبتها.

( قالت عائشة: فمات في اليوم الذي كان يدور علي فيه في بيتي فقبضه الله وأن رأسه لبين نحري وسحري) وزاد أحمد في رواية همام عن هشام: فلما خرجت نفسه لم يجد ريحًا قط أطيب منها ( وخالط ريقه ريقي) بسبب السواك ( ثم قالت: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستن به) يدلك به أسنانه يستاك وسقط لفظ ثم في اليونينية ( فنظر إليه) ولأبي ذر عن الكشميهني: إليّ ( رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلت له: أعطني) بهمزة قطع ( هذا السواك يا عبد الرحمن فأعطانيه فقضمته) بكسر الضاد المعجمة ولأبي ذر عن الحموي والمستملي فقصمته بالصاد المهملة المفتوحة ( ثم مضعته) بفتح الضاد المعجمة ( فأعطيته رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاستن به وهو مستند) ولأبي ذر مستند ( إلى صدري) وأما ما روي أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: توفي وهو إلى صدر علي بن أبي طالب فضعيف لا يحتج به.




[ قــ :409 ... غــ : 4451 ]
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي،
وَكَانَتْ إِحْدَانَا تُعَوِّذُهُ بِدُعَاءٍ إِذَا مَرِضَ، فَذَهَبْتُ أُعَوِّذُهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ.

     وَقَالَ : «فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى، فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى» وَمَرَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَفِي يَدِهِ جَرِيدَةٌ رَطْبَةٌ فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ بِهَا حَاجَةً، فَأَخَذْتُهَا فَمَضَغْتُ رَأْسَهَا وَنَفَضْتُهَا، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ فَاسْتَنَّ بِهَا كَأَحْسَنِ مَا كَانَ مُسْتَنًّا، ثُمَّ نَاوَلَنِيهَا فَسَقَطَتْ يَدُهُ أَوْ سَقَطَتْ مِنْ يَدِهِ فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ، فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنَ الدُّنْيَا وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الآخِرَةِ.

وبه قال: ( حدّثنا سليمان بن حرب) الواشحي بمعجمة ثم مهملة قال: ( حدّثنا حماد بن زيد) الجهضمي البصري ( عن أيوب) السختياني ( عن ابن أبي مليكة) عبد الله ( عن عائشة -رضي الله عنها-) أنها ( قالت: توفي النبي) ولأبي ذر رسول الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في بيتي وفي يومي) أي يوم نوبتي بحسب الدور المعهود ( وبين سحري ونحري وكانت) بتاء التأنيث ولأبي ذر عن الحموي والمستملي وكان ( إحدانا تعوذّه) بضم الفوقية وفتح العين المهملة وتشديد الواو المكسورة بعدها ذال معجمة ( بدعاء إذا مرض فذهبت) بسكون الموحدة ( أعوّذه فرفع رأسه إلى السماء وقال: في الرفيق الأعلى في الرفيق الأعلى) مرتين.

( ومرّ عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده جريدة رطبة فنظر إليه) ولأبي ذر عن الكشميهني إليّ ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فظننت أن له بها) أي بالجريدة ( حاجة فأخذتها فمضعت رأسها ونفضتها فدفعتها) ولأبي ذر عن الكشميهني فدفعت ( إليه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( فاستن بها كأحسن ما كان مستنًا ثم ناولنيها) أي الجريدة ( فسقطت) بالفاء ولأبي ذر عن الكشميهني وسقطت ( يده أو سقطت) أي الجريدة ( من يده فجمع الله بين ريقي وريقه) بسبب السواك ( في آخر يوم) من أيامه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( من الدنيا وأول يوم) من أيامه ( من الآخرة) .
وفي حديث خرّجه العقيلي أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لها في مرض موته "ائتيني بسواك رطب فامضغيه ثم ائتيني به أمضعه لكي يختلط ريقي بريقك لكي يهوّن علي عند الموت".

445 و 4453 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ -رضي الله عنه-: أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنْحِ حَتَّى نَزَلَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَتَيَمَّمَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهْوَ مُغَشًّى بِثَوْبِ حِبَرَةٍ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ وَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَاللَّهِ لاَ يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ، أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتِي كُتِبَتْ عَلَيْكَ فَقَدْ مُتَّهَا.

وبه قال: ( حدّثنا يحيى بن بكير) بضم الموحدة قال: ( حدّثنا الليث) بن سعد الإمام ( عن عقيل) بضم العين ابن خالد ( عن ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري أنه ( قال: أخبرني) بالإفراد ( أبو سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف ( أن عائشة) -رضي الله عنها- ( أخبرته أن أبا بكر -رضي الله عنه-) لما توفي رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( أقبل) حال كونه راكبًا ( على فرس من مسكنه) أي مسكن زوجته بنت خارجة وكان عليه الصلاة والسلام أذن له في الذهاب إليها ( بالسنح) بضم السين المهملة
بعدها نون ساكنة وبضمها فحاء مهملة من عوالي المدينة من منازل بني الحارث بن الخزرج ( حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة فتيمم) أي قصد ( رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو مغشّى) بضم الميم وفتح الغين والشين المشددة المعجمتين أي مغطى ( بثوب حبرة) بكسر الحاء المهملة وفتح الموحدة وإضافة ثوب إليه وبتنوين ثوب فحبرة صفة وهو من ثياب اليمن ( فكشف) الثوب ( عن وجهه) الشريف ( ثم أكب عليه فقبّله وبكى ثم قال) : أفديك ( بأبي أنت وأمي والله لا يجمع الله عليك موتتين) قيل: هو على حقيقته وأشار بذلك إلى الرد على من زعم أنه سيحيا فيقطع أيدي رجال لأنه لو صح ذلك للزم أن يموت موتة أخرى، فأخبر أنه أكرم على الله من أن يجمع عليه موتتين كما جمعهما على غيره { كالذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت} [البقرة: 43] ، و { كالذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها} [البقرة: 59] وهذا أوضح الأجوبة وأسلمها.
وقيل: أراد أن لا يموت موتة أخرى في القبر كغيره إذ يحيا ليسأل ثم يموت وهذا جواب الداودي.
وقيل: كنى بالموت الثاني عن الكرب إذ لا يلقى بعد كرب هذا الموت كربًا آخر وأغرب من قال: المراد بالموتة الأخرى موت الشريعة أي لا يجمع الله عليك موتك وموت شريعتك، ويؤيد هذا القول قول أبي بكر بعد ذلك في خطبته: من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ( أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها) .




[ قــ :409 ... غــ : 4454 ]
- قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ وَعُمَرُ بُنُ الْخَطَّابِ يُكَلِّمُ النَّاسَ، فَقَالَ: اجْلِسْ يَا عُمَرُ فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ، فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَتَرَكُوا عُمَرَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَّا بَعْدُ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللَّهَ، فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} -إِلَى قَوْلِهِ- { الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] .

     وَقَالَ  وَاللَّهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ هَذِهِ الآيَةَ حَتَّى تَلاَهَا أَبُو بَكْرٍ فَتَلَقَّاهَا النَّاسُ مِنْهُ كُلُّهُمْ، فَمَا أَسْمَعُ بَشَرًا مِنَ النَّاسِ إِلاَّ يَتْلُوهَا، فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلاَهَا، فَعَقِرْتُ حَتَّى مَا تُقِلُّنِي رِجْلاَيَ وَحَتَّى أَهْوَيْتُ إِلَى الأَرْضِ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلاَهَا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ مَاتَ.

(قال الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب بالسند المذكور (وحدثني) بالإفراد (أبو سلمة) بن عبد الرحمن (عن عبد الله بن عباس) سقط قوله قال: الزهري وقوله عبد الله لأبي ذر (أن أبا بكر) الصديق (خرج) أي من عند النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (وعمر بن الخطاب يكلم الناس) يقول لهم: ما مات رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وعند ابن أبي شيبة أن أبا بكر مرّ بعمر وهو يقول: ما مات رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولا يموت حتى يقتل الله المنافقين.
قال: وكانوا أظهروا الاستبشار ورفعوا رؤوسهم (فقال) أبو بكر له: (أجلس يا عمر، فأبى عمر أن يجلس فأقبل الناس إليه) ولأبي ذر عن الكشميهني: عليه (وتركوا عمر فقال أبو بكر: أما بعد من) ولأبي ذر والأصيلي فمن (كان منكم يعبد محمدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-)
سقطت التصلية لأبي ذر (فإن محمدًا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت.
قال الله تعالى: { وما محمد إلا رسول قد خلت} مضت { من قبله الرسل} إلى قوله: ({ الشاكرين} ) [آل عمران: 144] (وقال) ابن عباس: (والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلقاها الناس منه كلهم فما أسمع بشرًّا من الناس إلا يتلوها).

وعند أحمد من رواية يزيد بن بابنوس بالموحدتين بينهما ألف ثم نون مضمومة فواو ساكنة فمهملة عن عائشة: أن أبا بكر حمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن الله يقول { إنك ميت وإنهم ميتون} [الزمر: 3] حتى فرغ من الآية ثم تلا: { وما محمد إلا رسول} [آل عمران: 144] الآية.
وقال فيه قال عمر: أو إنها في كتاب الله ما شعرت أنها في كتاب الله.
وزاد ابن عمر عند ابن أبي شيبة: فاستبشر المسلمون وأخذت المنافقين الكآبة قال ابن عمر: فكأنما كانت على وجوهنا أغطية فكشفت.

قال الزهري: بالسند السابق (فأخبرني) بالإفراد (سعيد بن المسيب أن عمر) -رضي الله عنه- (قال: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها) أي آية آل عمران (فعقرت) بفتح العين المهملة وكسر القاف وسكون الراء أي دهشت وتحيرت، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: فعقرت بضم العين أي هلكت، ولأبي ذر عن الكشميهني: فقعرت بتقديم القاف المضمومة على العين.
قال ابن حجر: وهي خطأ (حتى ما تقلني) بضم الفوقية وكسر القاف وتشديد اللام المضمومة أي ما تحملني (رجلاي وحتى أهويت) سقطت (إلى الأرض حين سمعته تلاها أن النبي) ولأبي ذر: علمت أن النبي (-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد مات) وفيه دلالة على شجاعة الصديق فإن الشجاعة حذها ثبوت القلب عند حلول المصائب، ولا مصيبة أعظم من موت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فظهرت عنده شجاعته وعلمه.

4455 و 4456 و 4457 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهم- أَنَّ أَبَا بَكْرٍ -رضي الله عنه- قَبَّلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ مَوْتِهِ.
[الحديث 4456 - أطرافه في: 5709] .

وبه قال: (حدثني) بالإفراد (عبد الله بن أبي شيبة) قال: (حدّثنا يحيى بن سعيد) القطان (عن سفيان) الثوري (عن موسى بن أبي عائشة) الهمداني الكوفي (عن عبيد الله) بضم العين (ابن عبد الله بن عتبة) بن مسعود (عن عائشة وابن عباس) -رضي الله عنهم- (أن أبا بكر -رضي الله عنه- قبل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد موته) ولأبوي الوقت وذر بعدما مات، وعند أحمد في رواية يزيد بن بابنوس عنها أتاه من قبل رأسه فحدر فاه فقبل جبهته ثم قال: وانبياه، ثم رفع رأسه فحدر فاه وقبّل جبهته ثم قال: واصفياه ثم رفع رأسه وحدر فاه وقبّل جبهته وقال: واخليلاه.