فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته


[ قــ :4189 ... غــ : 4429 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالْمُرْسَلاَتِ عُرْفًا ثُمَّ مَا صَلَّى لَنَا بَعْدَهَا حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ.

وبه قال: ( حدّثنا يحيى بن بكير) بضم الموحدة الحافظ المخزومي مولاهم المصري ونسب لجده لشهرته به واسم أبيه عبد الله قال: ( حدّثنا الليث) بن سعد الإمام ( عن عقيل) بضم العين ابن خالد ( عن ابن شهاب) الزهري ( عن عبيد الله بن عبد الله) بضم العين في الأوّل ابن عتبة بن مسعود ( عن
عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-)
وسقط عبد الله لأبي ذر ( عن) أمه ( أم الفضل) لبابة ( بنت الحارث) الهلالية أنها ( قالت: سمعت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) حال كونه ( يقرأ في) صلاة ( المغرب بالمرسلات عرفًا ثم ما صلّى لنا بعدها حتى قبضه الله) .
وفي رواية عبد الله بن يوسف التنيسي عن مالك عن ابن شهاب في الصلاة: إنها لآخر ما سمعت من رسول الله يقرأ بها في المغرب.




[ قــ :4190 ... غــ : 4430 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه- يُدْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّ لَنَا أَبْنَاءً مِثْلَهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ تَعْلَمُ.
فَسَأَلَ عُمَرُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] قَالَ: أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْلَمَهُ إِيَّاهُ فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلاَّ مَا تَعْلَمُ.

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن عرعرة) بعينين مفتوحتين بينهما راء ساكنة وبعد العين الثانية راء أخرى ابن البرند بكسر الموحدة والراء وسكون النون السامي بالسين المهملة البصري قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن أبي بشر) بكسر الموحدة وسكون المعجمة حفص بن أبي وحشية إياس الواسطي ( عن سعيد بن جبير عن ابن عباس) أنه ( قال: كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يدني) أي يقرّب ( ابن عباس) من نفسه وكان الأصل أن يقول: يدنيه لكنه أقام الظاهر مقام المضمر ( فقال له عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أبناء مثله) في السن فلم تدنهم ( فقال) عمر: ( إنه من حيث تعلم) من جهة قرابته من رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أو من جهة زيادة معرفته ( فسأل عمر ابن عباس عن هذه الآية { إذا جاء نصر الله والفتح} ) [النصر: 1] بعد أن سألهم فمنهم من قال: فتح المدائن، ومنهم من سكت ( فقال) ابن عباس مجيبًا هو ( أجل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إياه فقال) له عمر: ( ما أعلم منها إلا ما تعلم) .
وعند الطبراني عن ابن عباس من وجه آخر لما نزلت أخذ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أشد ما كان اجتهادًا في أمر الآخرة، وقوله وقال يونس المعلق السابق بعد قوله تختصمون مؤخر هنا في رواية أبي ذر.




[ قــ :4191 ... غــ : 4431 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجَعُهُ، فَقَالَ: «ائْتُونِي أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا» فَتَنَازَعُوا وَلاَ يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ فَقَالُوا: مَا شَأْنُهُ أَهَجَرَ اسْتَفْهِمُوهُ؟ فَذَهَبُوا يَرُدُّونَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «دَعُونِي فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي إِلَيْهِ» وَأَوْصَاهُمْ بِثَلاَثٍ قَالَ: «أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ» وَسَكَتَ عَنِ الثَّالِثَةِ، أَوْ قَالَ فَنَسِيتُهَا.

وبه قال: ( حدّثنا قتيبة) بن سعيد قال: ( حدّثنا سفيان) ولأبي ذر ابن عيينة بدل سفيان ( عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير) أنه ( قال: قال ابن عباس) -رضي الله عنهما-: ( يوم الخميس وما يوم الخميس) ؟ برفع يوم خبر مبتدأ محذوف ومراده التعجب من شدة الأمر وتفخيمه، ولمسلم
ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيتها على خذيه كأنها نظام اللؤلؤ ( اشتدّ برسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وجعه فقال) :
( ائتوني) زاد في العلم بكتاب أي بأدوات الكتاب كالدواة والقلم، أو ما يكتب فيه كالكاغد ( أكتب لكم) بالجزم جواب الأمر والرفع على الاستئناف أي آمر من يكتب لكم ( كتابًا لن تضلوا) منصوب بحذف النون، ولأبي ذر عن الكشميهني: لا تضلون ( بعده أبدًا فتنازعوا) فقال بعضهم: نكتب لما فيه من امتثال الأمر وزيادة الإيضاح.
وقال عمر -رضي الله عنه-: حسبنا كتاب الله فالأمر ليس للوجوب بل للإرشاد إلى الأصلح ( ولا ينبغي عند نبي تنازع) قيل: هذا مدرج من قول ابن عباس ويردّه قوله عليه الصلاة والسلام في كتاب العلم في باب كتابة العلم ( ولا ينبغي عندي التنازع فقالوا: ما شأنه أهجر) ؟ بإثبات همزة الاستفهام وفتح الهاء والجيم والراء، ولبعضهم أهجرًا بضم الهاء وسكون الجيم والتنوين مفعولاً بضم مضمر أي قال: هجرًا بضم الهاء وسكون الجيم وهو الهذيان الذي يقع من كلام المريض الذي لا ينتظم، وهذا مستحيل وقوعه من المعصوم صحة ومرضًا، وإنما قال ذلك من قاله منكرًا على من توقف في امتثال أمره بإحضار الكتف والدواة فكأنه قال: تتوقف أتظن أنه كغيره يقول الهذيان في مرضه، امتثل أمره وأحضر ما طلب، فإنه لا يقول إلا الحق، أو المراد أهجر بلفظ الماضي من الهجر بفتح الهاء وسكون الجيم والمفعول محذوف أي أهجر الحياة وعبّر بالماضي مبالغة لما رأى من علامات الموت ( استفهموه) بكسر الهاء بصيغة الأمر أي عن هذا الأمر الذي أراده هل هو الأولى أم لا ( فذهبوا يردّون عليه) أي يعيدون عليه مقالته ويستثبتونه فيها، وقد كانوا يراجعونه في بعض الأمور قبل تحتم الإيجاب كما راجعوه يوم الحديببة في الحلاق وكتابة الصلح بينه وبين قريش، فأما إذا أمر بالشيء أمر عزيمة فلا يراجعه أحد منهم، ولأبي ذر: يردّون عنه القول المذكور على من قاله.

( فقال) عليه الصلاة والسلام: ( دعوني) اتركوني ( فالذي أنا فيه) من المشاهدة والتأهب للقاء الله عز وجل ( خير مما تدعوني) ولأبي ذر مما تدعونني ( إليه) من شأن كتابة الكتاب ( وأوصاهم) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في تلك الحالة ( بثلاث) من الخصال ( قال) لهم: ( أخرجوا المشركين) بفتح الهمزة وكسر الراء ( من جزيرة العرب) هي من عدن إلى العراق طولاً، ومن جدّة إلى الشام عرضًا ( وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم) أي أعطوهم، وكانت جائزة الواحد على عهده -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من فضة وهي أربعون درهمًا فأمر بإكرامهم تطييبًا لقلوبهم وترغيبًا لغيرهم من المؤلّفة ( وسكت عن الثالثة أو قال فنسيتها) قيل: الساكت هو ابن عباس، والناسي سعيد بن جبير، لكن في مستخرج أبي نعيم قال سفيان قال سليمان أي ابن أبي مسلم: لا أدري أذكر سعيد بن جبير الثالثة فنسيتها أو سكت عنها فهو الراجح، وقد قيل: إن الثالثة هي الوصية بالقرآن أو هي تجهيز جيش أسامة لقول أبي بكر لما اختلفوا عليه في تنفيذ جيش أسامة: إن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عهد إليّ بذلك عند موته أو قوله "لا تتخذوا قبري وثنًا" فإنها ثبتت في الموطأ مقرونة بالأمر بإخراج اليهود، أو هي ما وقع في حديث أنس من قوله "الصلاة وما ملكت أيمانكم".

وهذا الحديث قد سبق في العلم والجهاد.




[ قــ :419 ... غــ : 443 ]
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «هَلُمُّوا أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ» فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَاخْتَصَمُوا فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: غَيْرَ ذَلِكَ فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالاِخْتِلاَفَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «قُومُوا».
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَكَانَ يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ لاِخْتِلاَفِهِمْ وَلَغَطِهِمْ.

وبه قال: ( حدّثنا علي بن عبد الله) المديني قال: ( حدّثنا عبد الرزاق) بن همام قال: ( أخبرنا معمر) هو ابن راشد ( عن الزهري) محمد بن مسلم ( عن عبيد الله) بضم العين ( ابن عبد الله بن عتبة) بن مسعود ( عن ابن عباس -رضي الله عنهما-) أنه ( قال: لما حضر) بضم المهملة وكسر المعجمة مبنيًّا للمفعول ( رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أي دنا موته ( وفي البيت رجال) من الصحابة ( فقال النبي) وفي نسخة: فقال رسول الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( هلموا أكتب لكم كتابًا لا تضلوا بعده) بحذف النون على أن لا ناهية ولأبي ذر عن الكشميهني: لا تضلون بإثبات النون على أنها نافية ( فقال بعضهم) : هو عمر بن الخطاب ( إن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا) أي يكفينا ( كتاب الله) .
قال أبو سليمان: خشي عمر -رضي الله عنه- أن يجد المنافقون سبيلاً إلى الطعن فيما يكتبه إلى حمله إلى تلك الحالة التي جرت العادة فيها بوقوع بعض ما يخالف الإتقان، فكان ذلك سبب توقف عمر لا أنه تعمد مخالفة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولا جوّز وقوع الغلط عليه حاشا وكلا.

( فاختلف أهل البيت) الذي كانوا فيه من الصحابة لا أهل بيته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( واختصموا فمنهم من يقول: قرّبوا يكتب لكم كتابًا لا تضلوا) ولأبي ذر عن الكشميهني: لا تضلون ( بعده، ومنهم من يقول: غير ذلك، فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قوموا) عني واستنبط منه أن الكتابة ليست بواجبة وإلاّ لم يتركها -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأجل اختلافهم لقوله تعالى: { بلّغ ما أنزل إليك} [المائدة: 67] كما لم يترك التبليغ لمخالفة من خالفه ومعاداة، من عاداه، وكما أمر في تلك الحالة بإخراج اليهود من جزيرة العرب وغير ذلك ولا يعارض هذا قوله.

( قال عبيد الله) بضم العين ابن عبد الله: ( فكان يقول ابن عباس: إن الرزية كل الرزية) بالراء ثم الزاي فالتحتية المشددة أي المصيبة كل المصيبة ( ما حال بين رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم) لأن عمر كان أفقه من ابن عباس قطعًا، وذلك أنه إن كان من الكتاب بيان أحكام الدين ورفع الخلاف فيها فقد علم عمر حصول ذلك من قوله تعالى:
{ اليوم أكملت لكم دينكم} [المائدة: 3] وعلم أنه لا تقع واقعة إلى يوم القيامة إلا وفي الكتاب والسنة بيانها نصًّا أو دلالة، وفي تكلف النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في مرضه مع شدة وجعه كتابة ذلك مشقة، فرأى الاقتصار على ما سبق بيانه تخفيفًا عليه، ولئلا ينسدّ باب الاجتهاد على أهل العلم والاستنباط وإلحاق الأصول بالفروع، فرأى عمر -رضي الله عنه- أن الصواب ترك الكتابة تخفيفًا عليه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وفضيلة للمجتهدين، وفي تركه الإنكار عليه دليل على استصواب رأيه.

4433 و 4434 - حَدَّثَنَا يَسَرَةُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ جَمِيلٍ اللَّخْمِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: دَعَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاطِمَةَ - عَلَيْهَا السَّلاَمُ - فِي شَكْوَاهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ فَسَارَّهَا بِشَىْءٍ فَبَكَتْ ثُمَّ دَعَاهَا فَسَارَّهَا بِشَىْءٍ فَضَحِكَتْ، فَسَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ: سَارَّنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ يُقْبَضُ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سَارَّنِي فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِهِ يَتْبَعُهُ فَضَحِكْتُ.

وبه قال: ( حدّثنا يسرة) بفتح التحتية والمهملة والراء ( ابن صفوان بن جميل) بفتح الجيم وكسر الميم ( اللخمي) بالخاء المعجمة الساكنة قال: ( حدّثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه) سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قاضي المدينة ( عن عروة) بن الزبير ( عن عائشة) -رضي الله عنها- ( أنها قالت: دعا النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاطمة) بنته ( عليها السلام في شكواه) في مرضه ( الذي قبض فيه) ولأبي ذر عن الكشميهني التي قبض فيها بالتأنيث على لفظ شكواه ( فسارّها بشيء فبكت ثم دعاها فسارّها بشيء فضحكت) سقط لأبي ذر بشيء الثانية ( فسألنا عن) ولأبي ذر عن الكشميهني فسألناها عن سبب ( ذلك) البكاء والضحك ( فقالت) : بعد وفاته ( سارّني النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت ثم سارّني فأخبرني أني أوّل أهله) ولأبي ذر عن الكشميهني أول أهل بيته ( يتبعه) بسكون الفوقية ( فضحكت) .

وفي رواية مسروق في علامات النبوّة أن الذي سارّها به فضحكت هو إخباره إياها بأنها سيدة نساء أهل الجنة.
وروى النسائي من طريق أي سلمة عن عائشة في سبب البكاء أنه ميت، وفي سبب الضحك الأمرين الآخرين، وقد اتفق على أن فاطمة -رضي الله عنها- كانت أول من مات من أهل بيته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعده حتى من أزواجه.

وهذا الحديث مرّ في علامات النبوّة.




[ قــ :4194 ... غــ : 4435 ]
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدٍ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَسْمَعُ أَنَّهُ لاَ يَمُوتُ نَبِيٌّ حَتَّى يُخَيَّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَأَخَذَتْهُ بُحَّةٌ يَقُولُ: { مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [النساء: 69] الآيَةَ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ خُيِّرَ.
[الحديث 4435 - أطرافه في: 4436، 4437، 4463، 4586، 6348، 6509] .

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( محمد بن بشار) بالموحدة والمعجمة المشدّدة العبدي المشهور ببندار قال: ( حدّثنا غندر) محمد بن جعفر قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن سعد) بسكون العين هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ( عن عروة) بن الزبير ( عن عائشة) -رضي الله عنها- أنها ( قالت: كنت أسمع) أي من النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كما في الحديث الآتي قريبًا إن شاء الله تعالى ( أنه لا يموت نبي) من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ( حتى يخير) بضم أوله مبنيًّا للمفعول ( بين) المقام في ( الدنيا و) الارتحال منها إلى ( الآخرة، فسمعت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول في مرضه الذي مات فيه وأخذته بحّة) بضم الموحدة وتشديد الحاء المهملة غلظ وخشونة يعرض في مجاري النفس فيغلظ الصوت ( يقول: { مع الذين أنعم الله عليهم} ) [النساء: 69] ( الآية فظننت أنه) عليه الصلاة والسلام ( خير) .

وهذا الحديث أخرجه في التفسير.




[ قــ :4195 ... غــ : 4436 ]
- حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدٍ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَرَضَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ جَعَلَ يَقُولُ: «فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى».

وبه قال: ( حدّثنا مسلم) هو ابن إبراهيم القصاب البصري قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن سعد) هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ( عن عروة) بن الزبير ( عن عائشة) -رضي الله عنها- أنها ( قالت: لما مرض النبي) ولأبي ذر رسول الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المرض) ولأبي ذر مرضه ( الذي مات فيه جعل يقول) :
( في الرفيق الأعلى) أي الجماعة من الأنبياء الذين يسكنون أعلى عليين، وهو اسم جاء على فعيل ومعناه الجماعة كالصديق والخليل، وقيل: المعنى ألحقني بالرفيق الأعلى أي بالله تعالى، يقال الله رفيق بعباده من الرفق والرأفة فهو فعيل بمعنى فاعل، وفي حديث عائشة رفعته "إن الله رفيق يحب الرفق" رواه مسلم، وأبو داود من حديث عبد الله بن مغفل ويحتمل أن يراد به حظيرة القدس.




[ قــ :4196 ... غــ : 4437 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: إِنَّ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهْوَ صَحِيحٌ يَقُولُ: «إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُحَيَّا أَوْ يُخَيَّرَ» فَلَمَّا اشْتَكَى وَحَضَرَهُ الْقَبْضُ وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذِ عَائِشَةَ غُشِيَ عَلَيْهِ فَلَمَّا أَفَاقَ شَخَصَ بَصَرُهُ نَحْوَ سَقْفِ الْبَيْتِ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى» فَقُلْتُ: إِذًا لاَ يُجَاوِرُنَا فَعَرَفْتُ أَنَّهُ حَدِيثُهُ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا وَهْوَ صَحِيحٌ.

وبه قال: ( حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: ( أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة ( عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب أنه قال: ( قال) ولأبي ذر أخبرني ( عروة بن الزبير) بن العوّام ( أن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو صحيح يقول) :
( أنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يحيا) بضم التحتية الأولى وتشديد الثانية مفتوحة بينهما حاء مهملة مفتوحة أي يسلم إليه الأمر أو يملك في أمره أو يسلم عليه تسليم الوداع ( أو يخير) بين الدنيا والآخرة والشك من الراوي ( فلما اشتكى) أي مرض ( وحضره القبض ورأسه على فخذ عائشة غشي عليه فلما أفاق شخص) بفتح الشين والخاء المعجمتين أي ارتفع ( بصره نحو سقف البيت ثم قال: اللهم في الرفيق الأعلى) .
وفي رواية أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عند النسائي وصححه ابن حبان فقال: "أسأل الله الرفيق الأسعد مع جبريل وميكائيل وإسرافيل" وظاهره أن الرفيق المكان الذي يحصل فيه المرافقة مع المذكورين.
قالت عائشة:
( فقلت: إذا لا يجاورنا) في الدنيا، ولأبي ذر عن الكشميهني: لا يختارنا ( فعرفت أنه حديثه الذي كان يحدّثنا) به ( وهو صحيح) .
وفي مغازي أبي الأسود عن عروة أن جبريل نزل إليه في تلك الحالة فخيّره.




[ قــ :4197 ... غــ : 4438 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا عَفَّانُ عَنْ صَخْرِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا مُسْنِدَتُهُ إِلَى صَدْرِي وَمَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سِوَاكٌ رَطْبٌ يَسْتَنُّ بِهِ فَأَبَدَّهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَصَرَهُ فَأَخَذْتُ السِّوَاكَ فَقَصَمْتُهُ وَنَفَضْتُهُ وَطَيَّبْتُهُ، ثُمَّ دَفَعْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاسْتَنَّ بِهِ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَنَّ اسْتِنَانًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ، فَمَا عَدَا أَنْ فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَفَعَ يَدَهُ أَوْ إِصْبَعَهُ ثُمَّ قَالَ: «فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى» ثَلاَثًا ثُمَّ قَضَى وَكَانَتْ تَقُولُ: مَاتَ وَرَأْسُهُ بَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي.

وبه قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر حدثني ( محمد) هو ابن يحيى الذهلي قال: ( حدّثنا عفان) بالفاء المشدّدة ابن مسلم الصفار ( عن صخر بن جويرية) بالصاد المهملة المفتوحة والخاء المعجمة الساكنة وجويرية بضم الجيم مصغرًا النميري ( عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه) القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- ( عن عائشة -رضي الله عنها-) أنها قالت ( دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنا مسندته) عليه الصلاة والسلام ( إلى صدري ومع عبد الرحمن سواك) من جريد ( رطب يستن) بتشديد النون يستاك ( به فأبده) بالموحدة المخففة والدال المهملة المشددة، ولأبي ذر عن الكشميهني فأمده بالميم بدل الموحدة وهما بمعنى أي مد ( رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بصره) الشريف إليه ( فأخذت السواك) من عبد الرحمن ( فقصمته) بالصاد المهملة المفتوحة أي كسرته أو قطعته، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: فقضمته بكسر الضاد المعجمة أي مضعته.
وحكى السفاقسي: ففصمته بالفاء والصاد المهملة بدل القاف والمعجمة ( ونفضته) بالفاء والضاد المعجمة الساكنة ( وطيبته) بالواو في اليونينية وغيرها وفي الفرع بالفاء أي طيبته بالماء أو باليد أي لينته.
وقال المحب الطبري فيما قاله في الفتح: إن كان فقضمته بالضاد المعجمة فيكون قولها فطيبته تكرارًا، وإن كان بالمهملة فلا لأنه يصير المعنى كسرته لطوله أو لإزالة المكان الذي تسوّك به عبد الرحمن.

( ثم دفعته إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاستن) أي استاك ( به فما رأيت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- استن استنانًا قط أحسن منه فما عدا) بالعين والدال المهملتين ( أن فرغ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) من السواك ( رفع يده وإصبعه) بالشك من الراوي ( ثم قال: في الرفيق الأعلى) قالها ( ثلاثًا.
ثم قضى)
عليه الصلاة والسلام نحبه.

( وكانت) عائشة ( تقول: مات) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( ورأسه بين حاقنتي) بالحاء المهملة والقاف المكسورة والنون المفتوحة النقرة بين الترقوة وحل العاتق ( وذاقنتي) بالذال المعجمة والقاف المكسورة طرف الحلقوم، وهذا لا يعارضه حديثها السابق إن رأسه كان على فخذها لاحتمال أنها رفعته من فخذها إلى صدرها.
وأما ما رواه الحاكم وابن سعد من طرق أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مات ورأسه في حجر عليّ ففي كل طريق من طرقه شيعي فلا يحتج به.




[ قــ :4198 ... غــ : 4439 ]
- حَدَّثَنِي حِبَّانُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا اشْتَكَى نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ عَنْهُ بِيَدِهِ فَلَمَّا اشْتَكَى وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ طَفِقْتُ أَنْفِثُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ الَّتِي كَانَ يَنْفِثُ وَأَمْسَحُ بِيَدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْهُ.
[الحديث 4439 - أطرافه في: 5016، 5735، 5751] .

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( حبان) بكسر الحاء المهملة ابن موسى المروزي قال: ( أخبرنا عبد الله) بن المبارك المروزي قال: ( أخبرنا يونس) الأيلي ( عن ابن شهاب) الزهري أنه قال: ( أخبرني) بالتوحيد ( عروة) بن الزبير ( أن عائشة -رضي الله عنها- أخبرته أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان إذا اشتكى) أي مرض ( نفث) بالمثلثة أي أخرج الريح من فمه مع شيء من ريقه ( على نفسه بالمعوّذات) بكسر الواو والمشددة الإخلاص واللتين بعدها فهو من باب التغليب، أو المراد الفلق والناس وجمع باعتبار أن أقل الجمع اثنان أو المراد الكلمات المعوّذات بالله من الشياطين والأمراض ( ومسح عنه بيده) لتصل بركة القرآن واسم الله تعالى إلى بشرته المقدسة ( فلما اشتكى) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( وجعه الذي توفي فيه طفقت) ولأبي ذر عن الكشميهني: فطفقت أي أخذت حال كوني ( أنفث على نفسه) ولأبي ذر: أنفث عنه ( بالمعوّذات التي كان ينفث) بكسر الفاء فيهما ( وأمسح بيد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عنه) لبركتها.

وهذا الحديث أخرجه المؤلّف أيضًا في الطب وكذا مسلم.




[ قــ :4199 ... غــ : 4440 ]
- حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتَارٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْغَتْ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ وَهْوَ مُسْنِدٌ إِلَىَّ ظَهْرَهُ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ».
[الحديث 4440 - أطرافه في: 5647] .

وبه قال: ( حدّثنا يعلى بن أسد) العمي أبو الهيثم أخو بهز بن أسد البصري قال: ( حدّثنا
عبد العزيز بن مختار)
البصري الدباغ قال: ( حدّثنا هشام بن عروة) بن الزبير ( عن عباد بن عبد الله) بتشديد الباء ( ابن الزبير) بن العوّام ( أن عائشة) -رضي الله عنها- ( أخبرته أنها سمعت النبي) ولأبي ذر ورسول الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأصغت) بالصاد المهملة الساكنة والغين المعجمة المفتوحة أي أمالت سمعها ( إليه قبل أن يموت وهو مسند إلي ظهره) فسمعته ( يقول) :
( اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق) أي الأعلى وهي ملحقة في هامش الفرع وأصله بالحمرة من غير تصحيح ولا رقم وهمزة وألحقني قطع.