فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} [البقرة: 143]

باب {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143]
( {وكذلك}) ولأبي ذر: باب قوله تعالى: {وكذلك} أي وكما جعلناكم مهديين إلى الصراط المستقيم وجعلنا قبلتكم أفضل القبل ( {جعلناكم أمة وسطًا) أي خيارًا أو عدولًا وجعل بمعنى صير فيتعدى لاثنين فالضمير مفعول أوّل وأمة ثان ووسطًا نعت وهو بالتحريك اسم لما بين الطرفين، ويطلق على خيار الشيء، وقيل: كل ما صلح فيه لفظ بين يقال بالسكون وإلا فبالتحريك تقول: جلست وسط القوم بالتحريك، وقيل المفتوح في الأصل مصدر والساكن ظرف ( {لتكونوا شهداء على الناس}) يوم القيامة ( {ويكون الرسول عليكم شهيدًا}) [البقرة: 143] علة للجعل.


[ قــ :4240 ... غــ : 4487 ]
- حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ وَأَبُو أُسَامَةَ وَاللَّفْظُ لِجَرِيرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،.

     وَقَالَ  أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ.
فَيُقَالُ لأُمَّتِهِ هَلْ بَلَّغَكُمْ: فَيَقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ، فَيَقُولُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ فَتَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ، {وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} فَذَلِكَ .

     قَوْلُهُ  جَلَّ ذِكْرُهُ {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ
شَهِيدًا}، وَالْوَسَطُ: الْعَدْلُ.
[البقرة: 143] .

وبه قال: ( حدّثنا) بالجمع ولأبي ذر: حدّثني ( يوسف بن راشد) هو يوسف بن موسى بن راشد بن بلال القطان الكوفي قال: ( حدّثنا جرير) هو ابن عبد الحميد ( وأبو أسامة) حماد بن أسامة ( واللفظ) أي لفظ المتن ( لجرير عن الأعمش) سليمان بن مهران ( عن أبي صالح) ذكوان الزيات ( وقال أبو أسامة) : حماد يعني عن الأعمش ( حدّثنا أبو صالح) ذكوان ففيه تصريح الأعمش بالتحديث ( عن أبي سعيد) سعد بن مالك بن سنان ( الخدري رضي الله تعالى عنه) أنه ( قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( يدعى نوح يوم القيامة فيقول: لبيك وسعديك يا رب.
فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير.
فيقول: من يشهد لك؟ فيقول)
: يشهد لي ( محمد وأمته فيشهدون) له ( أنه قد بلغ) زاد أبو معاوية عن الأعمش عند النسائي فقال: وما علمكم؟ فيقولون: أخبرنا نبينا أن الرسل قد بلغوا فصدقنا.
( {ويكون الرسول عليكم شهيدًا}) فذلك قوله جل ذكره: ( {وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا] والوسط: العدل) هو مرفوع من نفس الخبر لا مدرج كما قاله في الفتح، وسقط لأبي ذر لفظ جل ذكره.

وقد سبق الحديث في كتاب الأنبياء.