فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك} [البقرة: 145]

باب { وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ}
إِلَى قَوْلِهِ: { إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 145]
( { ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب} ) اليهود ( { بكل آية} ) بكل برهان وحجة على أن الكعبة قبلة ( { ما تبعوا قبلتك} ) أي لم يؤمنوا بها ولا صلّوا إليها، ولام لئن أتت موطئة للقسم المحذوف وإن شرطية فاجتمع شرط وقسم فالجواب له ( إلى قوله: { إنك إذًا لمن الظالمين} ) [البقرة: 145] .

والمعنى: ولئن اتبعت أهواءهم على سبيل الفرض، والتقدير وحاشاه الله من ذلك، ولأبي ذر بعد قوله: ( { ما تبعوا قبلتك} ) الآية وأسقط ما بعده.


[ قــ :4243 ... غــ : 4490 ]
- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- بَيْنَمَا النَّاسُ فِي الصُّبْحِ بِقُبَاءٍ جَاءَهُمْ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وقد أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ أَلاَ فَاسْتَقْبِلُوهَا وَكَانَ وَجْهُ النَّاسِ إِلَى الشَّاْمِ فَاسْتَدَارُوا بِوُجُوهِهِمْ إِلَى الْكَعْبَةِ.

وبه قال: ( حدّثنا خالد بن مخلد) بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة البجلي الكوفي قال: ( حدّثنا سليمان) هو ابن بلال ( قال: حدّثني) بالإفراد ( عبد الله بن دينار عن ابن عمر -رضي الله عنهما-) أنه ( قال: بينما الناس) بالميم ( في) صلاة ( الصبح بقباء جاءهم رجل) اسمه عباد بن بشر ( فقال: إن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد أنزل عليه الليلة قرآن) بالتنكير لأن المراد البعض أي قوله تعالى: { قد نرى تقلب وجهك في السماء} [البقرة: 144] الآيات.
وأطلق الليلة على بعض اليوم الماضي وما يليه مجازًا ( وقد أمر) بضم الهمزة مبنيًّا للمفعول أي أمر الله تعالى نبيه عليه الصلاة
والسلام ( أن يستقبل الكعبة ألا) بتخفيف اللام ( فاستقبلوها) بكسر الموحدة لا بفتحها كما لا يخفى ( وكان وجه الناس إلى الشام) تفسير من الراوي ( فاستداروا بوجوههم إلى الكعبة) ولم يؤمروا بإعادة ما صلوه إلى جهة بيت المقدس لأن النسخ لا يثبت في حق المكلف حتى يبلغه.