فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {وهو ألد الخصام} [البقرة: 204]

باب { وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}
[البقرة: 204] .

     وَقَالَ  عَطَاءٌ: النَّسْلُ: الْحَيَوَانُ
[الحديث 4522 - أطرافه في: 6385] .

وبه قال: ( حدّثنا أبو معمر) بميمين مفتوحتين بينهما عين ساكنة عبد الله بن عمرو المنقري المقعد قال: ( حدّثنا عبد الوارث) بن سعيد بن ذكوان العنبري مولاهم التنوري بفتح المثناة وتشديد النون البصري ( عن عبد العزيز) بن صهيب البناني بموحدة مضمومة ونونين البصري ( عن أنس) رضي الله تعالى عنه أنه ( قال: كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول) :
( اللهم ربنا) سقط لفظ ربنا لأبي ذر ( { آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} ) قال ابن كثير: جمعت هذه الدعوة كل خير في الدنيا وصرفت كل شر فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية ورزق واسع وعلم نافع وعمل صالح إلى غير ذلك.
وأما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع أكبر في العرصات وتيسير الحساب وغير ذلك، وأما النجاة من النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا من اجتناب المحارم والآثام وترك الشبهات.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في الدعوات وأبو داود في الصلاة.

( { وهو ألد الخصام} ) [البقرة: 204] أي شديد العداوة والجدال للمسلمين وفي نسخة باب وهو ألد الخصام.

( وقال عطاء) : هو ابن أبي رباح مما وصله الطبري ( النسل) في قوله تعالى: { ويهلك الحرث والنسل} [البقرة: 205] ( الحيوان) .


[ قــ :4274 ... غــ : 4523 ]
- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ تَرْفَعُهُ أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الأَلَدُّ الْخَصِمُ.
.

     وَقَالَ  عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وبه قال: ( حدّثنا قبيصة) بن عقبة السوائي العامري الكوفي قال: ( حدّثنا سفيان) بن سعيد بن مسروق الثوري ( عن ابن جريج) عبد الملك بن عبد العزيز ( عن ابن أبي مليكة) عبد الله ( عن عائشة) رضي الله تعالى عنها ( ترفعه) إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال:
( أبغض الرجال إلى الله الألد) بفتح الهمزة واللام وتشديد الدال المهملة ( الخصم) بفتح الخاء المعجمة وكسر الصاد المهملة: قال الجوهري: رجل ألد بين اللدد وهو الشديد الخصومة والخصم بكسر الصاد الشديد الخصومة.
وقال ابن الأثير: اللدد الخصومة الشديدة.
وقال التوربشتي: الأوّل
ينبئ عن الشدة والثاني عن الكثرة.
وقال شارح المشكاة: المعنى أنه شديد في نفسه بليغ في خصومته فلا يلزم منه التكرار قال الزمخشري في قوله تعالى: { وهو ألد الخصام} [البقرة: 204] أي شديد الجدال والعداوة للمسلمين والخصام المخاصمة وإضافة الألدّ بمعنى في أو يجعل الخصام ألد على المبالغة أو الخصام جمع خصم كصعب وصعاب بمعنى وهو أشد الخصوم خصومة.

( وقال عبد الله) هو ابن الوليد العدني ( حدّثنا سفيان) هو الثوري كما جزم به المزي فيهما قال: ( حدّثني) بالإفراد ( ابن جريج) عبد الملك ولأبي ذر: عن ابن جريج ( عن ابن أبي مليكة) عبد الله ( عن عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) وهذا وصله سفيان الثوري في جامعه، وذكره المؤلّف لتصريحه برفعه إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.