فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {وقوموا لله قانتين} [البقرة: 238] «أي مطيعين»

باب { وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} أيْ مُطِيعِينَ
( باب) قوله تعالى: ( { وقوموا لله} ) في الصلاة حال كونكم ( { قانتين} أي مطيعين) كذا فسره ابن مسعود وابن عباس وجماعة من التابعين فيما ذكره ابن أبي حاتم وقيل خاشعين ذليلين مستكنين بين يديه ساكتين.
وقال ابن المسيب: المراد به القنوت في الصبح وسقط أي لغير أبي ذر.


[ قــ :4283 ... غــ : 4534 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ شُبَيْلٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلاَةِ يُكَلِّمُ أَحَدُنَا أَخَاهُ فِي حَاجَتِهِ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: { حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ.

وبه قال: ( حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: ( حدّثنا يحيى) بن سعيد القطان ( عن إسماعيل بن أبي خالد) الأحمسي مولاهم البجلي ( عن الحرث بن شبيل) بضم المعجمة وفتح الموحدة آخره لام مصغرًا ( عن أبي عمرو) بفتح العين سعد بن إياس ( الشيباني) بفتح الشين
المخضرم عاش مائة وعشرين سنة ( عن زيد بن أرقم) -رضي الله عنه- أنه ( قال: كنا نتكلم في الصلاة) زاد في باب ما ينهى من الكلام في الصلاة في أواخر كتاب الصلاة من طريق عيسى بن يونس عن إسماعيل بن أبي خالد على عهد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( يكلم أحدنا أخاه) وفي طريق عيسى بن يونس صاحبه بدل أخاه ( في حاجته حتى) أي إلى أن ( نزلت هده الآية { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين} فأمرنا بالسكوت) عن الكلام الذي لا يتعلق بالصلاة وليس في الصلاة حالة سكوت.

وقد أشكل هذا الحديث من جهة أنه ثبت أن تحريم الكلام في الصلاة كان بمكة قبل الهجرة إلى أرض الحبشة لحديث ابن مسعود: كنا نسلم على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قبل أن نهاجر إلى الحبشة وهو في الصلاة فيردّ علينا، فلما قدمنا سلمت عليه فلم يردّ في الحديث.
وهذه الآية مدنية باتفاق فقيل: وإنما أراد زيد بن أرقم الإخبار عن جنس كلام الناس، واستدلّ على تحريم ذلك بهذه الآية بحسب ما فهمه منها، وقيل أراد أن ذلك وقع بالمدينة بعد الهجرة إليها ويكون ذلك قد أبيح مرتين وحرم مرتين.
قال ابن كثير: والأوّل أظهر.