فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم} [آل عمران: 173] الآية

باب { إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} الآيَةَ
هذا ( باب) بالتنوين في قوله تعالى: ( { إن الناس قد جمعوا لكم} ) [آل عمران: 173] ( الآية) .
بالنصب بتقدير فعل وسقط لفظ الآية لأبي ذر، وزاد: { فاخشوهم} وزاد أيضًا كما في الفتح: { الذين قال لهم الناس} .


[ قــ :4310 ... غــ : 4563 ]
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ أُرَاهُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ { حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} قَالَهَا: إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ.

     وَقَالَ هَا مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ قَالُوا: { إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173] .
[الحديث 4563 - طرفه في: 4564] .

وبه قال: ( حدّثنا أحمد بن يونس) نسبه لجده واسم أبيه عبد الله التميمي اليربوعي الكوفي قال البخاري: ( أراه) بضم الهمزة أي أظنه ( قال: حدّثنا أبو بكر) هو شعبة بن عياش بالشين المعجمة القاري.
فكأن البخاري شك في شيخ شيخه، وقد رواه الحاكم في مستدركه من طريق أحمد بن يونس عن أبي بكر بن عياش بالجزم من غير تردد ( عن أبي حصين) بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين عثمان بن عاصم ( عن أبي الضحى) مسلم بن صبيح مصغرًا ( عن ابن عباس) -رضي الله عنهما- أنه قال: في قوله تعالى: ( { حسبنا الله ونعم الوكيل} قالها إبراهيم) الخليل ( عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين قالوا) له عليه الصلاة والسلام { إن الناس} أبا سفيان وأصحابه وقال الحافظ أبو ذر كما في هامش اليونينية هو عروة بن مسعود الثقفي { قد جمعوا لكم} يقصدون غزوكم.
وكان أبو سفيان نادى عند انصرافه من أُحُد يا محمد موعدنا موسم بدر لقابل إن شئت فقال عليه الصلاة والسلام: إن شاء الله فلما كان القابل خرج في أهل مكة حتى نزل مرّ الظهران فأنزل الله الرعب في قلبه، وبدا له أن يرجع فمرّ به ركب من عبد قيس ويريدون المدينة للميرة فشرط لهم حمل بعير من زبيب إن ثبطوا المسلمين وقيل لقي نعيم بن مسعود وقد قدم معتمرًا فسأله عن ذلك والتزم له عشرًا من الإِبل فخرج نعيم فوجد المسلمين يتجهزون فقال لهم: إن أتوكم في دياركم فلم يفلت أحد منكم إلا شريد أفترون أن تخرجوا وقد جمعوا لكم { فاخشوهم} ولا تخرجوا إليهم { فزادهم} أي المقول { إيمانًا} فلم يلتفتوا إليه ولم يضعفوا بل ثبت به يقينهم بالله وأخلصوا النية في الجهاد وفي ذلك دليل على أن الإيمان يزيد وينقص { وقالوا حسبنا الله} عطف على فزادهم والجملة بعد هذا القول نصب به وحسب بمعنى
اسم الفاعل أي محسبنا بمعنى كافينا { ونعم الوكيل} ونعم الموكول إليه والمخصوص بالمدح محذوف أي الله.

وهذا الحديث أخرجه النسائي في التفسير.




[ قــ :4311 ... غــ : 4564 ]
- حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ آخِرَ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ { حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} .

وبه قال: ( حدّثنا مالك بن إسماعيل) أبو غسان النهدي الكوفي قال: ( حدّثنا إسرائيل) بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني الكوفي ( عن أبي حصين) بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين عثمان بن عاصم ( عن أبي الضحى) مسلم بن صبيح بضم الصاد وفتح الموحدة ( عن ابن عباس) -رضي الله عنهما- أنه ( قال: كان آخر قول إبراهيم) الخليل ( حين ألقي في النار { حسبي الله ونعم الوكيل} ) فلما أخلص قلبه لله قال الله تعالى: { يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم} [الأنبياء: 6] وفي حديث أبي هريرة عند ابن مردويه مرفوعًا: إذا وقعتم في الأمر العظيم فقولوا: { حسبنا الله ونعم الوكيل} .