فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} [الأنعام: 82]

باب { وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82]
هذا ( باب) بالتنوين في قوله تعالى: { وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] أي بشرك، وسقط لفظ باب لغير أبي ذر.


[ قــ :4376 ... غــ : 4629 ]
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنه- قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ { وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} قَالَ أَصْحَابُهُ: وَأَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ فَنَزَلَتْ: { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} .

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد ( محمد بن بشار) بالموحدة والمعجمة المشددة بندار العبدي قال: ( حدّثنا ابن أبي عدي) هو محمد واسم أبي عدي إبراهيم البصري ( عن شعبة) بن الحجاج ( عن سليمان) بن مهران الأعمش ( عن إبراهيم) النخعي ( عن علقمة) بن قيس ( عن عبد الله) بن مسعود ( -رضي الله عنه-) أنه ( قال: لما نزلت { ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} ) أي عظيم أي لم يخلطوه بشرك كما سيأتي، واستشكل تصوير خلط الإيمان بالشرك وحمله بعضهم على خلطهما ظاهرًا وباطنًا أي لم ينافقوا؛ أو المراد بالإيمان مجرد التصديق بالصانع وحده فيكون لغويًّا وحينئذ فلا إشكال.
( قال أصحابه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ورضي الله عنهم: ( وأينا لم يظلم) وفي نسخة لأبي ذر عن الحموي: لا يظلم ( فنزلت) عقب ذلك ( { إِن الشرك لظلم عظيم} ) [لقمان: 13] فبيّن أن عموم الظلم المفهوم من الإتيان به نكرة في سياق النفي غير مراد بل هو من العام الذي أريد به الخاص وهو الشرك الذي هو أعلى أنواع الظلم.

وهذا الحديث قد سبق في باب الإيمان.