فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قوله: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات} [التوبة: 79]

باب قَوْلِهِ: { الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 79] يَلْمِزُونَ: يَعِيبُونَ وَجُهْدَهُمْ وَجَهْدَهُمْ: طَاقَتَهُمْ
( باب قوله) عز وجل وسقط لغير أبي ذر ( { الذين يلمزون المطوّعين من المؤمنين} ) [التوبة: 79] .
زاد أبو ذر في الصدقات وهذا من صفات المنافقين والذين في موضع رفع بالابتداء ومن المؤمنين حال من المطوّعين ( يلمزون) أي ( يعيبون) وسقط هذا لأبي ذر ( وجهدهم) بضم الجيم ( وجهدهم) بفتحها أي ( طاقتهم) مصدر جهد في الأمر إذا بالغ فيه.


[ قــ :4413 ... غــ : 4668 ]
- حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: لَمَّا أُمِرْنَا بِالصَّدَقَةِ، كُنَّا نَتَحَامَلُ فَجَاءَ أَبُو عَقِيلٍ بِنِصْفِ صَاعٍ وَجَاءَ إِنْسَانٌ بِأَكْثَرَ مِنْهُ، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ: إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ صَدَقَةِ هَذَا وَمَا فَعَلَ هَذَا الآخَرُ إِلاَّ رِيَاءً فَنَزَلَتْ: { الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ} .
الآيَةَ.

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد ( بشر بن خالد) بسكون الموحدة وسكون المعجمة العسكري ( أبو محمد) الفرائضي نزيل البصرة قال: ( أخبرنا محمد بن جعفر) الملقب بغندر الهذلي مولاهم البصري ( عن شعبة) بن الحجاج ( عن سليمان) بن مهران الأعمش ( عن أبي وائل) شقيق بن سلمة ( عن ابن مسعود) عقبة بن عمرو البدري الأنصاري أنه ( قال: لما أمرنا) بضم الهمزة مبنيًا للمفعول ولأبي ذر أمر ( بالصدقة) بحذف الضمير المنصوب وفي الزكاة في باب اتقوا النار ولو بشق تمرة لما نزلت آية الصدقة ( كنا نتحامل) أي يحمل بعضنا لبعض بالأجرة.
وقال البرماوي الكرماني أي نتكلف في الحمل من حطب وغيره زاد البرماوي وصوابه كنا نحامل كما سبق في بقية الروايات انتهى.

ومعناه نؤاجر أنفسنا في الحمل.

( فجاء أبو عقيل) بفتح العين المهملة وكسر القاف حبحاب بحاءين مهملتين مفتوحتين بينهما
موحدة ساكنة وبعد الألف موحدة أخرى ( بنصف صاع) من تمر وفي الزكاة بصاع، فيحتمل أنه غير أبي عقيل أو هو هو ويكون أتى بنصف ثم بنصف ( وجاء إنسان) قيل هو عبد الرحمن بن عوف ( بأكثر منه) قيل بألفين رواه البزار من حديث أبي هريرة، وعند ابن إسحاق عن قتادة بأربعة آلاف، وعند الطبري عن ابن عباس بأربعمائة أوقية من ذهب وعند عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ثمانية آلاف دينار قال في الفتح: وأصح الطرق ثمانية آلاف درهم ( فقال المنافقون: إن الله لغني عن صدقة هذا) الأول ( وما فعل هذا الآخر) عبد الرحمن بن عوف ما فعله من العطية ( إلاّ رياء) وقد كذبوا والله بل كان متطوعًا ( فنزلت: { الذين يلمزون المطوّعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلاّ جهدهم} الآية) .
فيهما أي ما يعيبون المياسير والفقراء.




[ قــ :4414 ... غــ : 4669 ]
- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:.

قُلْتُ لأَبِي أُسَامَةَ أَحَدَّثَكُمْ زَائِدَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ شَقِيقٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْمُرُ بِالصَّدَقَةِ فَيَحْتَالُ أَحَدُنَا حَتَّى يَجِيءَ بِالْمُدِّ وَإِنَّ لأَحَدِهِمِ الْيَوْمَ مِائَةَ أَلْفٍ كَأَنَّهُ يُعَرِّضُ بِنَفْسِهِ.

وبه قال: ( حدّثني) ولغير أبي ذر: حدّثنا بالجمع ( إسحاق بن إبراهيم) بن راهويه ( قال: قلت لأبي أسامة) حماد بن أسامة ( أحدثكم) بهمزة الاستفهام ( زائدة) بن قدامة أبو الصلت الكوفي ( عن سليمان) بن مهران الأعمش ( عن شقيق) هو أبو وائل بن سلمة ( عن أبي مسعود) عقبة بن عمرو ( الأنصاري) البدري أنه ( قال: كان رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يأمر بالصدقة فيحتال) يجتهد ويسعى ( أحدنا حتى يجيء بالمد) من التمر أو القمح أو نحوهما فيتصدق به ( وإن لأحدهم اليوم مائة ألف) من الدراهم أو الدنانير لكثرة الفتوح والأموال، ومراده كما قال الزين بن المنير أنهم كانوا يتصدقون مع قلة الشيء ويتكلفون ذلك ثم وسع الله عليهم فصاروا يتصدقون من يسر مع عدم خشية عسر واليوم نصب على الظرفية.
قال شقيق ( كأنه) أي أبا مسعود ( يعرض بنفسه) لكونه من ذوي الأموال الكثيرة.

وهذا الحديث قد سبق في أوائل الزكاة.