فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {قل: ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا} [الإسراء: 56]

باب: { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلاَ تَحْوِيلًا} [الإسراء: 56]
هذا ( باب) بالتنوين في قوله تعالى: ( { قل ادعوا الذين زعمتم} ) أي زعمتموهم آلهة فمفعولا الزعم حذفًا اختصارًا ( { من دونه} ) كالملائكة والمسيح وعزير ( { فلا يملكون} ) فلا يستطيعون ( { كشف الضرّ عنكم} ) كالمرض والفقر والقحط ( { ولا تحويلًا} ) [الإسراء: 56] أي ولا أن يحوّلوه إلى غيركم وسقط قوله فلا يملكون الخ.
لأبي ذر وقال بعد قوله: ( { من دونه} ) الآية.


[ قــ :4458 ... غــ : 4714 ]
- حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ { إِلَى رَبِّهِمِ الْوَسِيلَةَ} قَالَ: كَانَ نَاسٌ مِنَ الإِنْسِ يَعْبُدُونَ نَاسًا مِنَ الْجِنِّ فَأَسْلَمَ الْجِنُّ وَتَمَسَّكَ هَؤُلاَءِ بِدِينِهِمْ زَادَ الأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الأَعْمَشِ { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ} .
[الحديث 4714 - أطرافه في: 4715] .

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد ولأبي ذر حدّثنا ( عمرو بن علي) بفتح العين وسكون الميم ابن بحر الباهلي الصيرفي البصري قال: ( حدّثنا يحيى) بن سعيد القطان قال: ( حدّثنا سفيان) الثوري قال: ( حدّثني) بالإفراد ( سليمان) هو الأعمش ( عن إبراهيم) النخعي ( عن أبي معمر) عبد الله بن سخبرة الأزدي الكوفي ( عن عبد الله) هو ابن سعود -رضي الله عنه- أنه قال في قوله تعالى: ( { إلى ربهم} ) فيه حذف بينه في رواية النسائي من هذا الوجه فقال عن عبد الله في قوله: { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم} ( الوسيلة) [الإسراء: 57] أي القربة كما أخرجه عبد الرزاق عن قتادة ( قال: كان ناس من الإنس يعبدون ناسًا من الجن) استشكله السفاقسي من حيث إن الناس ضد الجن.
وأجيب: بأنه على قول من قال إنه من ناس إذا تحرّك.
وقال الجوهري في صحاحه: والناس قد يكون من الإنس والجن فهو صريح في استعمال ذلك، ولئن سلمنا أن الجن لا يسمون ناسًا فهذا يكون من المشاكلة نحو تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك على ما تقرر في علم البديع.
( فأسلم الجن، وتمسك هؤلاء) الإنس العابدون ( بدينهم) ولم يتابعوا المعبودين في إسلامهم والجن لا يرضون بذلك لكونهم أسلموا.
وزاد الطبري من وجه آخر عن ابن مسعود والإنس الذن كانوا يعبدونهم لا يشعرون بإسلامهم ( زاد الأشجعي) بفتح الهمزة وسكون الشين المعجمة وبالجيم والعين المهملة عبيد الله مصغرًا الكوفي المتوفى في سنة ثنتين وثمانين ومائة في روايته ( عن سفيان) الثوري ( عن الأعمش) سليمان ( { قل ادعوا الذين زعمتم} ) وبهذه الزيادة تقع المطابقة بين الحديث والترجمة.