فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {واصطنعتك لنفسي} [طه: 41]

باب قَوْلِهِ: { وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} [طه: 41]
هذا ( باب) بالتنوين ( قوله) تعالى ثبت لفظ باب لأبي ذر وسقط له قوله: ( { واصطنعتك لنفسي} ) [طه: 41] افتعال من الصنع فأبدلت التاء طاء لأجل حرف الاستعلاء أي اصطفيتك لمحبتي وهذا مجاز عن قرب منزلته ودنوه من ربه لأن أحدًا لا يصطنع إلا من يختاره.


[ قــ :4480 ... غــ : 4736 ]
- حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «الْتَقَى آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ مُوسَى لآدَمَ: أَنْتَ الَّذِي أَشْقَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ قَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَاصْطَفَاكَ لِنَفْسِهِ وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: فَوَجَدْتَهَا كُتِبَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟ قَالَ: نَعَمْ.
فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى».
الْيَمُّ: الْبَحْرُ.

وبه قال: ( حدّثنا الصلت بن محمد) بفتح الصاد المهملة وسكون اللام آخره فوقية الخاركي بالخاء المعجمة والراء والكاف قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر حدّثني: بالإفراد ( مهدي بن ميمون) الأزدي المعولي بكسر الميم وسكون العين المهملة وفتح الواو البصري قال: ( حدّثنا محمد بن سيرين) الأنصاري البصري ( عن أبي هريرة) -رضي الله عنه- ( عن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن) أنه ( قال) :
( التقى آدم وموسى) بأشخاصهما أو بأرواحهما أو يوم القيامة أو في حياة موسى الدنيوية أراه الله آدم فالتقيا أو بعد وفاته ( فقال) ولأبي ذر قال ( موسى لآدم: أنت الذي) وفي أحاديث الأنبياء من طريق حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنت آدم الذي ( أشقيت الناس) من الشقاوة ( وأخرجتهم من الجنة) أي بتناولك من الشجرة ( قال له آدم: أنت الذي) ولأبي ذر قال آدم أنت موسى الذي ( اصطفاك الله برسالته) أي جعلك خالصًا صافيًا عن شائبة ما لا يليق بك ( واصطفاك لنفسه) وهذا موضع الترجمة ( وأنزل عليك التوراة) فيها تبيان كل شيء من الأخبار بالغيوب والقصص وغير ذلك من قوله وكتبنا له في الألواح من كل شيء ( قال نعم.
قال: فوجدتها)
أي الخطيئة ( كتب عليّ) وللكشميهني كتبت بزيادة تاء التأنيث وللحموي والمستملي فوجدته أي الذنب كتب عليّ في التوراة ( قبل أن يخلقني) ؟ أو الضمير في فوجدتها بالتأنيث يرجع إلى التوراة باعتبار اللفظ وبالتذكير باعتبار المعنى أي الكتاب وعند ابن أبي حاتم من طريق يزيد بن هرمز عن أبي هريرة قال: آدم فهل وجدت فيها يعني في التوراة { وعصى آدم ربه فغوى} ( قال نعم فحج آدم موسى) برفع آدم على الفاعلية أي غلبه بالحجة ويأتي مزيد لذلك قريبًا.

وهذا الحديث من إفراده من هذا الوجه.

( { أليمٌ} ) في قوله تعالى: { فاقذفيه في الميم} [طه: 39] هو ( البحر) أي إطرحيه فيه.