فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا} [الفرقان: 69]

باب قَوْلِهِ: { يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} [الفرقان: 69]
قوله: ( { يضاعف} ) ولأبي ذر باب بالتنوين قوله يضاعف ( { له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانًا} ) [الفرقان: 69] نصب على الحال وهو اسم مفعول من أهانه يهينه أي أذله وأذاقه
الهوان ويضاعف ويخلد بالجزم فيهما بدلًا من يلق بدل اشتمال كقوله:
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا ... تجد حطبًا جزلًا ونارًا تأججا
فأبدل من الشرط كما أبدل هنا من الجزاء وقرأ بالرفع ابن عامر وشعبة على الاستئناف كأنه جواب ما الآثام ويخلد عطفًا عليه.


[ قــ :4506 ... غــ : 4765 ]
- حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبْزَى سُئِلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93] وَقَوْلِهِ: { لاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ} -حَتَّى بَلَغَ- { إِلاَّ مَنْ تَابَ} [الفرقان: 68] فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ قَالَ: أَهْلُ مَكَّةَ فَقَدْ عَدَلْنَا بِاللَّهِ، وَقَتَلْنَا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ، وَأَتَيْنَا الْفَوَاحِشَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ { إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا} -إِلَى قَوْلِهِ- { غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: 70] .

وبه قال: ( حدّثنا سعد بن حفص) بسكون العين الطلحي من ولد طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي قال: ( حدّثنا شيبان) بن عبد الرحمن النحوي ( عن منصور) هو ابن المعتمر ( عن سعيد بن جبير) أنه ( قال: قال ابن أبزى) بفتح الهمزة وسكون الموحدة وفتح الزاي مقصورًا اسمه عبد الرحمن من صغار الصحابة ( سئل) بضم السين مبنيًّا للمفعول ( ابن عباس) رفع نائب عن الفاعل وللأصيلي سأل ابن عباس فعلًا ماضيًا كذا في الفرع كأصله وقال الحافظ ابن حجر: سل بصيغة الأمر وللأصيلي وعزا الأولى لأبي ذر والنسفيّ وقال: إن مقتضاها أنه من رواية سعيد بن جبير عن ابن أبزى عن ابن عباس وأن المعتمد رواية الأصيلي بصيغة الأمر وأنه يدل عليه قوله بعد سياق الآيتين فسألته فإنه واضح في جواب قوله سل ( عن قوله تعالى) في سورة النساء ( { ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم} ) زاد الأصيلي خالدًا فيها ( وقوله: { ولا يقتلون} ) ولأبي ذر والأصيلي { والذين لا يقتلون} ( { النفس التي حرم الله إلا بالحق} -حتى بلغ- { إلا من تاب وآمن} ) فسألته فقال: لما نزلت ( قال) : ولأبي الوقت فقال ( أهل مكة فقد عدلنا بالله) بإسكان اللام أي أشركنا به وجعلنا له مثلًا ( وقتلنا) ولأبي ذر وقد قتلنا ( النفس التي حرم الله إلا بالحق) سقط لأبي ذر إلا بالحق ( وآتينا الفواحش فأنزل الله { إلا من تاب وآمن وعمل عملًا صالحًا} -إلى قوله- { غفورًا رحيمًا} ) فيه قبول توبة القاتل.