فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم} [لقمان: 13]


[ قــ :4516 ... غــ : 4776 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنه- قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82]
شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقالُوا: أَيُّنَا لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّهُ لَيْسَ بِذَاكَ، أَلاَ تَسْمَعُ إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ لاِبْنِهِ { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} ».

وبه قال: ( حدّثنا قتيبة بن سعيد) البغلاني الثقفي قال: ( حدّثنا جرير) بفتح الجيم ابن عبد الحميد ( عن الأعمش) سليمان بن مهران ( عن إبراهيم) النخعي ( عن علقمة) بن قيس النخعي ( عن عبد الله) بن مسعود ( رضي الله عنه) أنه ( قال: لما نزلت هده الآية) التي بالأنعام ( { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} ) [الأنعام: 82] أي بشرك فلم ينافقوا ( شق ذلك على أصحاب رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقالوا أينا لم يلبس) بفتح أوّله وكسر الموحدة أي لم يخلط ( إيمانه بظلم فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( إنه ليس بذاك) ولأبي ذر ليس بذلك ( ألا تسمع) برفع العين من غيروا و ( إلى قول لقمان لابنه إن الشرك لظلم عظيم) فعموم الظلم المستفاد من التعبير بالنكرة في سياق النفي غير مقصود بل هو من العام الذي أريد به الخاص وهو هنا الشرك كما مر في باب ظلم دون ظلم من كتاب الإيمان وفي سورة الأنعام مع مزيد لذلك وغيره وسقط قوله لابنه في رواية أبي ذر.