فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} [الأحزاب: 6]

باب
( [33] الأَحْزَابِ)
مدنية وهي ثلاث وسبعون آية ولأبي ذر وابن عساكر: سورة الأحزاب بسم الله الرحمن الرحيم وسقطت البسملة لغيرهما كلفظ السورة نعم ثبتت للنسفي لهما.

( وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عنه في قوله: ( { صياصيهم} ) هي ( قصورهم) وحصونهم جمع صيصة يقال لكل ما يمتنع به ويتحصن صيصة ومنه قيل لقرن الثور ولشوكة الديك صيصة والصياصي أيضًا شوكة الحاكة وتتخذ من حديد.
قال دريد بن الصمة:
كوقع الصياصي في النسيج الممدد
( { النبي أولى بالمؤمنين} ) في الأمور كلها ( { من أنفسهم} ) [الأحزاب: 6] من بعضهم ببعض في نفوذ حكمه ووجوب طاعته عليهم وقال ابن عباس -رضي الله عنهما- وعطاء يعني إذا دعاهم -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ودعتهم أنفسهم إلى شيء كانت طاعة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أولى بهم من طاعة أنفسهم اهـ.

وإنما كان ذلك لأنه لا يأمرهم ولا يرضى منهم إلا بما فيه صلاحهم ونجاحهم بخلاف النفس وقوله النبي الخ ثابت في رواية أبي ذر فقط.


[ قــ :4521 ... غــ : 4781 ]
- حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ هِلاَلِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلاَّ وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ تَرَكَ مَالًا فَلْيَرِثْهُ عَصَبَتُهُ مَنْ كَانُوا، فَإِنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضِيَاعًا فَلْيَأْتِنِي وَأَنَا مَوْلاَهُ».

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد، ولأبي ذر: بالجمع ( إبراهيم بن المنذر) القرشي الحزامي قال: ( حدّثنا محمد بن فليح) بضم الفاء وفتح اللام آخره حاء مهملة مصغرًا قال: ( حدّثنا أبي) فليح بن سليمان الخزاعي الأسلمي ( عن هلال بن علي) العامري المدني وقد ينسب إلى جده أسامة ( عن عبد الرحمن بن أبي عمرة) بفتح العين وسكون الميم الأنصاري النجاري بالجيم قيل: ولد في عهده -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقال ابن أبي حاتم وليست له صحبة ( عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه ( قال) :
( ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به) أي أحقهم به ( في) كل شيء من أمور ( الدنيا والآخرة) وسقط لأبي ذر لفظ الناس ( اقرؤوا إن شئتم) قوله عز وجل: ( { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} ) استنبط من الآية أنه لو قصده عليه الصلاة والسلام ظالم وجب على الحاضر من المؤمنين أن يبذل نفسه دونه ولم يذكر عليه الصلاة والسلام ما له من الحق عند نزول هذه الآية بل ذكر ما عليه فقال ( فأيما مؤمن ترك مالًا) أي أو حقًّا من الحقوق بعد وفاته ( فليرثه عصبته من كانوا) ، وهم عصبة بنفسه وهو من له ولاء وكل ذكر نسيب يدلى للميت بلا واسطة أو بتوسط محض المذكور وعصبة بغيره وهو كل ذات نصف معها ذكر يعصبها وعصبة مع غيره وهو أخت فأكثر لغير أم معها بنت أو بنت ابن فأكثر ( فإن ترك دينًا) عليه لأحد ( أو ضياعًا) بفتح الضاد المعجمة عيالًا ضائعون لا شيء لهم ولا قيم ( فليأتني) كل من رب الدين أوفه والضائع من العيال أكفله
( وأنا) بالواو ولأبوي الوقت وذر فأنا ( مولاه) أي وليس الميت أتولى عنه أموره.

وهذا الحديث قد سبق في باب الصلاة على من ترك دينًا من الاستقراض.