فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} [الأحزاب: 23] "

باب: { فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] نَحْبَهُ: عَهْدَ.
أَقْطَارِهَا: جَوَانِبُهَا.
الْفِتْنَةَ لآتَوْهَا: لأَعْطَوْهَا
هذا ( باب) بالتنوين في قوله تعالى: ( { فمنهم} ) من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه أي من الثبات مع الرسول والمقاتلة لإعلاء الدين ( { من قضى نحبه} ) يعني حمزة وأصحابه ( { ومنهم من ينتظر} ) الشهادة كعثمان وطلحة ينتظرون أحد أمرين إما الشهادة أو النصر ( { وما بدلوا} ) العهد ولا غيروه ( { تبديلًا} ) [الأحزاب: 23] شيئًا من التبديل بخلاف المنافقين فإنهم قالوا لا نولي الأدبار وبدلوا قولهم وولوا أدبارهم ( { نحبه} ) أي ( عهده) والمعنى ومنهم من فرغ من نذره ووفى بعهده فصبر على الجهاد وقاتل حتى قتل والنحب النذر فاستعير للموت لأنه كنذر
لازم في رقبة كل حيوان.

( { أقطارها} ) في قوله تعالى: { ولو دخلت عليهم من أقطارها} [الأحزاب: 14] هي ( جوانبها) ثم سئلوا ( { الفتنة لآتوها} ) أي ( لأعطوها) والمعنى ولو دخل عليهم المدينة أو البيوت من جوانبها ثم سئلوا الردّة ومقاتلة المسلمين لأعطوها ولم يمتنعوا وسقط لفظ باب لغير أبي ذر.


[ قــ :4523 ... غــ : 4783 ]
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: نُرَى هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي أَنَسِ بْنِ النَّضْرِ { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] .

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد ولأبي ذر حدّثنا ( محمد بن بشار) بالموحدة والمعجمة المشددة بندار العبدي البصري قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر حدّثني بالإفراد ( محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدّثني) بالإفراد ( أبي) عبد الله ( عن) عمه ( ثمامة) بضم المثلثة وتخفيف الميمين ابن عبد الله بن أنس ( عن) جده ( أنس بن مالك -رضي الله عنه-) أنه ( قال: نرى) بضم النون أي نظن أن ( هذه الآية نزلت في أنس بن النضر) بالنون المفتوحة والضاد المعجمة الساكنة ابن ضمضم الأنصاري ( { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} ) وكان قتل يوم أُحد.




[ قــ :454 ... غــ : 4784 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا نَسَخْنَا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ، فَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُورَةِ الأَحْزَابِ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْرَؤُهَا لَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ إِلاَّ مَعَ خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ الَّذِي جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} .

وبه قال: ( حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: ( أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة ( عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب أنه ( قال: أخبرني) بالإفراد ( خارجة بن زيد بن ثابت) الأنصاري ( أن) أباه ( زيد بن ثابت قال: لما نسخنا الصحف) التي كانت عند حفصة ( في المصاحف) بأمر عثمان -رضي الله عنه- ( فقدت) بفتح الفاء والقاف ( آية من سورة الأحزاب كنت أسمع) ولأبوي ذر والوقت عن المستملي: كنت كثيرًا أسمع ( رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقرؤها لم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة) أي ابن ثابت ( الأنصاري الذي جعل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شهادته شهادة رجلين) خصوصية له وهي قوله تعالى: ( { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} ) لا يقال إن ثبوتها كان بطريق الآحاد والقرآن إنما يثبت بالتواتر لأنها كانت متواترة عندهم، ولذا قال: كنت أسمع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقرؤها، وقد قال عمر: أشهد لقد سمعتها من رسول الله، وعن أبيّ بن كعب وهلال بن أمية وغيره مثله.

وهذا الحديث قد سبق في أوائل الجهاد في باب قوله: { من المؤمنين رجال} .