فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر ولقد تركناها آية فهل من مدكر} [القمر: 15]

باب { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ * وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}
قَالَ قَتَادَةُ: أَبْقَى اللَّهُ سَفِينَةَ نُوحٍ، حَتَّى أَدْرَكَهَا أَوَائِلُ هَذِهِ الأُمَّةِ
هذا ( باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ( { تجري} ) السفينة ( { بأعيننا} ) بمرأى منا أي محفوظة بحفظنا ( { جزاء} ) نصب على المفعول له ناصبه ففتحنا وما بعده أو على المصدر بفعل مقدر أي جزيناهم جزاء ( { لمن كان كفر} ) أي فعلنا ذلك جزاء لنوح لأنه نعمة كفروها فإن كل نبي نعمة من الله على أمته ( { ولقد تركناها} ) السفينة أو الفعلة ( { آية} ) لمن يعتبر حتى شاع خبرها واستمرّ ( { فهل من مدكر} ) [القمر: 14، 15] متعظ وسقط لأبي ذر ولقد تركناها الخ، ولغيره لفظ باب.

( قال قتادة) فيما وصله عبد الرزاق ( أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أوائل هذه الأمة) وزاد عبد الرزاق على الجوديّ، وعند ابن أبي حاتم عنه قال: أبقى الله السفينة في أرض الجزيرة عبرة وآية حتى نظرت إليها أوائل هذه الأمة.
وكم من سفينة بعدها صارت رمادًا.
وقال ابن كثير: الظاهر يعني من قوله ( ولقد تركناها آية) أن المراد من ذلك جنس السفن كقوله تعالى: { وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون} [يس: 41] .


[ قــ :4606 ... غــ : 4869 ]
- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْرَأُ { فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 15] .

وبه قال: ( حدّثنا حفص بن عمر) الحوضي قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي ( عن الأسود) بن يزيد ( عن عبد الله) بن مسعود -رضي الله عنه- أنه ( قال: كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقرأ: { فهل من مدَّكر} ) بالدال المهملة وأصله كما مر مذتكر بذال معجمة فاستثقل الخروج من حرف مجهور وهو الذال إلى حرف مهموس وهو التاء فأبدلت التاء دالًا مهملة لتقارب مخرجيهما ثم أدغمت المعجمة في المهملة بعد قلب المعجمة إليها للتقارب وقرأ بعضهم مذكر بالمعجمة، ولذا قال ابن مسعود أنه عليه السلام قرأها مدكر يعني بالمهملة.