فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قوله: {ما قطعتم من لينة} [الحشر: 5]

باب قَوْلِهِ: { مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ} نَخْلَةٍ مَا لَمْ تَكُنْ عَجْوَةً أَوْ بَرْنِيَّةً
( باب قوله) تعالى: ( { ما قطعتم من لينة} ) [الحشر: 5] أي من ( نخلة) فعلة ( ما لم تكن عجوة أو برنية) ضرب من التمر وقيل اللينة النخلة مطلقًا، وقيل ما تمرها لون وهو نوع من التمر أيضًا، وقيل تمر شديد الصفرة يرى نواه من خارج يغيب فيها الضرس، وقيل هي أغصان الشجر للينها وما شرطية في موضع نصب بقطعتم ومن لينة بيان لها وفبإذن الله جواب الشرط لا بدّ من حذف مضاف تقديره فقطعها باذن الله، وسقط باب قوله لغير أبي ذر.


[ قــ :4620 ... غــ : 4884 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَرَّقَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَقَطَعَ، وَهْيَ الْبُوَيْرَةُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى { مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِىَ الْفَاسِقِينَ} [الحشر: 5] .

وبه قال: ( حدّثنا قتيبة) بن سعيد قال: ( حدّثنا ليث) هو ابن سعد الإمام ( عن نافع عن ابن
عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حرّق نخل بني النضير)
لما نزل بهم وكانوا تحصنوا بحصونهم ( وقطعـ) ـها إهانة لهم وإرهابًا وإرعابًا لقلوبهم ( وهي البويرة) بضم الموحدة وفتح الواو وبعد التحتية الساكنة راء موضع بقرب المدينة ونخل لبني النضير فقالوا: يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد في الأرض فما بال قطع النخل وتحريقها ( فأنزل الله تعالى: { ما قطعتم من لينة أو تركتموها} ) الضمير عائد على ما وأنت لأنه مفسر باللينة ( { قائمة على أصولها فبإذن الله} ) أي خيركم في ذلك ( { وليخزي} ) بالإذن في القطع ( { الفاسقين} ) اليهود في اعتراضهم بأن قطع الشجر المثمر فساد واستدلّ به على جواز هدم ديار الكفار وقطع أشجارهم زيادة لغيظهم.