فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {والذين تبوءوا الدار والإيمان}

باب { وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ}
هذا ( باب) بالتنوين أي في قوله عز وجل: ( { وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ} ) المدينة ( { والإيمان} ) [الحشر: 9] أي ألفوه وهم الأنصار وسقط باب لغير أبي ذر.


[ قــ :4624 ... غــ : 4888 ]
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه أُوصِى الْخَلِيفَةَ بِالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ، أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ.
وَأُوصِى الْخَلِيفَةَ بِالأَنْصَارِ الَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُهَاجِرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَيَعْفُوَ عَنْ مُسِيئِهِمْ.

وبه قال: ( حدّثنا أحمد بن يونس) اليربوعي الكوفي ونسبه لجده لشهرته به واسم أبيه عبد الله قال: ( حدّثنا أبو بكر يعني ابن عياش) المقرئ راوي عاصم، وسقط يعني ابن عياش لغير أبي ذر ( عن حصين) بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين ابن عبد الرحمن السلمي الكوفي ( عن عمرو بن ميمون) بفتح العين الأودي الكوفي أبي يحيى أنه ( قال: قال عمر) بن الخطاب ( رضي الله عنه) بعد أن طعنه أبو لؤلؤة العلج الطعنة التي مات منها ( أوصي) أنا ( الخليفة) من بعدي ( بالمهاجرين الأوّلين) الذين هاجروا قبل بيعة الرضوان أو الذين صلوا إلى القبلتين أو الذين شهدوا بدرًا ( أن يعرف لهم حقهم) بفتح همزة أن ( وأوصي الخليفة) أيضًا ( بالأنصار الذين تبوأوا الدار والإيمان) صفة للأنصار وضمن تبوأوا معنى لزموا فيصح عطف الإيمان عليه إذ الإيمان لا يتبوّأ أو هو نصب بمقدّر أي واعتقدوا أو تجوز في الإيمان، فجعل لاختلاطه بهم وثباتهم عليه كالمكان المحيط بهم وكأنهم نزلوه، وحينئذ فيكون فيه الجمع بين الحقيقة والمجاز في كلمة واحدة وفيه خلاف أو سمى المدينة لأنها دار الهجرة ومكان ظهور الإيمان بالإيمان أو نصب على المفعول معه أي مع الإيمان ( من قبل أن يهاجر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) إليهم بسنتين ( أن يقبل من محسنهم ويعفو عن مسيئهم) ما دون الحدود وحقوق العباد.