فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {تبتغي مرضاة أزواجك}

باب قَوْلِهِ: { تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ}
هذا ( باب) بالتنوين أي في ( قوله) جل وعلا: ( { تبتغي مرضاة أزواجك} ) أي رضاهن ( { قد فرض الله لكم} ) أي شرع لكم ( { تحلة أيمانكم} ) تحليلها بالكفارة وقد كفر عليه الصلاة والسلام قال مقاتل أعتق رقبة في تحريم مارية وقال الحسن لم يكفر لأنه مغفور له ( { والله مولاكم} ) متولي أمركم ( { وهو العليم} ) بما يصلحكم ( { الحكيم} ) [التحريم: 2] المتقن في أفعاله وأحكامه وسقط لغير أبي ذر لفظ باب وقوله { والله مولاكم} الخ.


[ قــ :4647 ... غــ : 4913 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ عَنْ يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- يُحَدِّثُ أَنَّهُ قَالَ: مَكَثْتُ سَنَةً أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنْ آيَةٍ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَسْأَلَهُ هَيْبَةً لَهُ، حَتَّى خَرَجَ حَاجًّا فَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ وَكُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، عَدَلَ إِلَى الأَرَاكِ لِحَاجَةٍ لَهُ، قَالَ فَوَقَفْتُ لَهُ حَتَّى فَرَغَ، ثُمَّ سِرْتُ مَعَهُ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنِ اللَّتَانِ تَظَاهَرَتَا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَزْوَاجِهِ، فَقَالَ: تِلْكَ حَفْصَةُ وَعَائِشَةُ، قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لأُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ هَذَا مُنْذُ سَنَةٍ فَمَا أَسْتَطِيعُ هَيْبَةً لَكَ، قَالَ: فَلاَ تَفْعَلْ مَا ظَنَنْتَ أَنَّ عِنْدِي مِنْ عِلْمٍ فَاسْأَلْنِي فَإِنْ كَانَ لِي عِلْمٌ خَبَّرْتُكَ بِهِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ إِنْ كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَا نَعُدُّ لِلنِّسَاءِ أَمْرًا حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ مَا أَنْزَلَ وَقَسَمَ لَهُنَّ مَا قَسَمَ قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا فِي أَمْرٍ أَتَأَمَّرُهُ إِذْ قَالَتِ امْرَأَتِي لَوْ صَنَعْتَ كَذَا وَكَذَا قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: مَالَكِ وَلِمَا هَا هُنَا، فِيمَا تَكَلُّفُكِ فِي أَمْرٍ أُرِيدُهُ فَقَالَتْ لِي: عَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ مَا تُرِيدُ أَنْ تُرَاجَعَ أَنْتَ وَإِنَّ ابْنَتَكَ لَتُرَاجِعُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى يَظَلَّ يَوْمَهُ غَضْبَانَ.
فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ مَكَانَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى
حَفْصَةَ، فَقَالَ لَهَا: يَا بُنَيَّةُ إِنَّكِ لَتُرَاجِعِينَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى يَظَلَّ يَوْمَهُ غَضْبَانَ؟ فَقَالَتْ حَفْصَةُ: وَاللَّهِ إِنَّا لَنُرَاجِعُهُ.
فَقُلْتُ: تَعْلَمِينَ أَنِّي أُحَذِّرُكِ عُقُوبَةَ اللَّهِ وَغَضَبَ رَسُولِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
يَا بُنَيَّةُ لاَ يَغُرَّنَّكِ هَذِهِ الَّتِي أَعْجَبَهَا حُسْنُهَا حُبُّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِيَّاهَا يُرِيدُ عَائِشَةَ قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ لِقَرَابَتِي مِنْهَا، فَكَلَّمْتُهَا فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: عَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ دَخَلْتَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَبْتَغِي أَنْ تَدْخُلَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَزْوَاجِهِ فَأَخَذَتْنِي وَاللَّهِ أَخْذًا كَسَرَتْنِي عَنْ بَعْضِ مَا كُنْتُ أَجِدُ.
فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهَا وَكَانَ لِي صَاحِبٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِذَا غِبْتُ أَتَانِي بِالْخَبَرِ، وَإِذَا غَابَ كُنْتُ أَنَا آتِيهِ بِالْخَبَرِ وَنَحْنُ نَتَخَوَّفُ مَلِكًا مِنْ مُلُوكِ غَسَّانَ، ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَسِيرَ إِلَيْنَا فَقَدِ امْتَلأَتْ صُدُورُنَا مِنْهُ، فَإِذَا صَاحِبِي الأَنْصَارِيُّ يَدُقُّ الْبَابَ فَقَالَ: افْتَحِ افْتَحْ فَقُلْتُ جَاءَ الْغَسَّانِيُّ فَقَالَ: بَلْ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ اعْتَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَزْوَاجَهُ فَقُلْتُ رَغَمَ أَنْفُ حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ فَأَخَذْتُ ثَوْبِيَ فَأَخْرُجُ حَتَّى جِئْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ يَرْقَى عَلَيْهَا بِعَجَلَةٍ، وَغُلاَمٌ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَسْوَدُ عَلَى رَأْسِ الدَّرَجَةِ فَقُلْتُ لَهُ: قُلْ هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَذِنَ لِي قَالَ عُمَرُ: فَقَصَصْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَذَا الْحَدِيثَ فَلَمَّا بَلَغْتُ حَدِيثَ أُمِّ سَلَمَةَ تَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَإِنَّهُ لَعَلَى حَصِيرٍ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ شَيْءٌ، وَتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، وَإِنَّ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَرَظًا مَصْبُوبًا، وَعِنْدَ رَأْسِهِ أَهَبٌ مُعَلَّقَةٌ، فَرَأَيْتُ أَثَرَ الْحَصِيرِ فِي جَنْبِهِ فَبَكَيْتُ فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكَ»؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِيمَا هُمَا فِيهِ وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الآخِرَةُ».

وبه قال: ( حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله) بن يحيى بن عمرو الأويسي القرشي العامري المدني الأعرج قال: ( حدّثنا سليمان بن بلال) المدني ( عن يحيى) بن سعيد الأنصاري ( عن عبيد بن حنين) بضم العين والحاء مصغرين مولى زيد بن الخطاب ( أنه سمع ابن عباس -رضي الله عنهما- يحدث أنه قال: مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب) -رضي الله عنه- ( عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له) أي لأجل الهيبة الحاصلة له ( حتى خرج حاجًّا فخرجت معه فلما رجعت) ولأبي ذر رجعنا ( وكنا ببعض الطريق) وهو مرّ الظهران ( عدل) عن الطريق المسلوكة الجادة منتهيًا ( إلى) شجر ( الأراك لحاجة له) كناية عن التبرّز ( قال فوقفت له حتى فرغ) من حاجته ( ثم سرت معه فقلت له يا أمير المؤمنين مَن اللتان تظاهرتا) أي تعاونتا ( على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من أزواجه) لإفراط غيرتهما حتى حرم على نفسه ما حرم ( فقال: تلك حفصة وعائشة قال: فقلت: والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة فما أستطيع هية لك.
قال: فلا تفعل ما ظننت أن عندي من علم فاسألني)
عنه ( فإن كان لي علم خبرتك به) بتشديد الموحدة من خبرتك ( قال: ثم قال عمر: والله إن كنا في الجاهلية ما نعدّ للنساء أمرًا) أي شأنًا بحيث يدخلن المثورة قال الكرماني فإن قلت: إن ليست مخففة من الثقيلة لعدم اللام ولا نافية وإلا لزم أن يكون العدّ ثابتًا لأن نفي النفي إثبات وأجاب بأن ما تأكيد للنفي المستفاد منها ( حتى أنزل الله فيهن ما أنزل) نحو قوله تعالى: { وعاشروهن
بالمعروف}
[النساء: 19] ( وقسم لهن ما قسم) نحو { وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن} [البقرة: 233] ( قال: فبينا) بغير ميم ( أنا في أمر أتأمره) أتفكّر فيه ( إذ قالت امرأتي لو صنعت كذا وكذا قال: فقلت لها: ما لك ولما ها هنا فيما) ولأبي ذر عن الكشميهني وفيم بواو من غير ألف وله عن الحموي والمستملي وما ( تكلفك في أمر أريده فقالت لي عجبًا لك يا ابن الخطاب) من مقالتك هذه ( ما تريد أن تراجع أنت) بفتح الجيم أي ترادد في الكلام ( وإن ابنتك) تريد حفصة ( لتراجع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى يظل يومه غضبان) غير مصروف ( فقام عمر فأخذ رداءه مكانه) ثم نزل ( حتى دخل على حفصة) ابنته وبدأ بها لمنزلتها منه ( فقال لها: يا بنية إنك لتراجعين رسول الله حتى يظل يومه غضبان) وفي رواية عبيد الله بن أبي ثور عند المؤلّف في باب الغرفة والعلية من المظالم فقلت أي حفصة أتغاضب إحداكن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اليوم حتى الليل ( فقالت حفصة: والله إنّا لنراجعه) لنرادده في الكلام ( فقلت: تعلمين إني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يا بنية لا يغرّنك هذه التي أعجبها حسنها) بالرفع على الفاعلية ( حب رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إياها يريد عائشة) برفع حب بدل اشتمال من الفاعل وهو هذه والتي نعت.

ووقع في رواية سليمان بن بلال عند مسلم أعجبها حسنها وحب رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إياها بواو العطف فحمل بعضهم رواية الباب على أنها من باب حذف حرف العطف لثبوته في رواية مسلم وهو يردّ على تخصيص حذف حرف الجر بالشعر وضبطه بعضهم بالنصب على نزع الخافض.

قال في المصابيح: يريد أنه مفعول لأجله والأصل لحب رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثم حذفت اللام فانتصب على أنه مفعول له ولا نزاع في جوازه والمعنى لا تغتري بكون عائشة تفعل ما نهيتك عنه فلا يؤاخذها بذلك فإنها تدل بحسنها وبحب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لها فلا تغتري أنت بذلك لاحتمال أن لا تكوني عنده في تلك المنزلة فلا يكون لك من الإدلال مثل الذي لها وعند ابن سعد في رواية أخرى أنه ليس لك مثل حظوة عائشة ولا حسن زينب بنت جحش.

( قال) عمر ( ثم خرجت) من عند حفصة ( حتى دخلت على أم سلمة لقرابتي منها) لأن أم عمر كانت مخزومية كأم سلمة وهي بنت عم أمه ( فكلمتها) في ذلك ( فقالت: أم سلمة عجبًا لك يا ابن الخطاب في كل شيء) من أمور الناس غالبًا ( حتى تبتغي) أي تطلب ( أن تدخل بين رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأزواجه فأخذتني) منعتني أم سلمة بكلامها ( والله أخذًا كسرتني) به ( عن بعض ما كنت أجد) من الغضب ( فخرجت من عندها وكان لي صاحب من الأنصار) هو أوس بن خولى كما نقله ابن بشكوال وقيل هو عتبان بن مالك ( إذا غبت) عن مجلس رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( أتاني بالخبر) من الوحي وغيره ( وإذا غاب كنت أنا آتيه بالخبر) من الوحي وغيره ( ونحن نتخوّف ملكًا من ملوك غسان) بفتح المعجمة وتشديد المهملة غير منصرف وهو جبلة بن الأيهم رواه الطبراني عن ابن عباس أو الحارث بن أبي شمر ( ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا) ليغزونا ( فقد امتلأت صدورنا منه) خوفًا ( فإذا صاحبي الأنصاري يدق الباب) وفي النكاح فرجع إلينا عشاء ( فضرب بابي) ضربًا
شديدًا ( فقال افتح افتح) مرتين للتأكيد فخرجت إليه فقال حدث اليوم أمر عظيم ( فقلت: جاء الغساني؟ فقال) لا: ( بل أشد من ذلك) أي بالنسبة إلى عمر لمكان حفصة بنته ( اعتزل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أزواجه) وفي باب موعظة الرجل ابنته طلق رسول الله نساءه وإنما وقع الجزم بالطلاق لمخالفة العادة بالاعتزال فظن الطلاق ( فقلت: رغم أنف حفصة) بكسر الغين المعجمة وفتحها أي لصق بالرغام وهو التراب ولأبي ذر رغم الله أنف حفصة ( وعائشة) وخضهما بالذكر لكونهما كانتا السبب في ذلك ( فأخذت ثوبي) بكسر الموحدة ( فأخرج) من منزلي ( حتى جئت فإذا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في مشربة له) بفتح الميم وسكون المعجمة وضم الراء أي غرفة وفي المظالم والنكاح فجمعت عليّ ثيابي فصليت صلاة الفجر مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فدخل مشربة له ( يرقى) بفتح الياء أو بضمها مبنيًّا للمفعول أي يصعد ( عليها بعجلة) بفتح العين المهملة والجيم بدرجة ( وغلام لرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أسود) هو رباح ( على رأس الدرجة) قاعد ( فقلت له: قل) لرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( هذا عمر بن الخطاب) يستأذن في الدخول فدخل الغلام واستأذنه عليه الصلاة والسلام ( فأذن لي.
قال عمر: فقصصت)
لما دخلت ( على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هذا الحديث، فلما بلغت حديث أم سلمة تبسم رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) ضحك بلا صوت ( وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف وإن عند رجليه) بالتثنية ( قرظًا) بقاف وراء فظاء معجمة مفتوحات ورق السلم الذي يدبغ به ( مصبوبًا) أي مسكوبًا ولأبي ذر مصبورًا بالراء بدل الموحدة أي مجموعًا من الصبرة وهي الكوم من الطعام ( وعند رأسه أهب معلقة) بفتح الهمزة والهاء وبضمهما جمع إهاب جلد دبغ أم لم يدبغ أو قبل أن يدبغ ( فرأيت أثر الحصير في جنبه) عليه الصلاة والسلام ( فبكيت) لذلك ( فقال) :
( ما يبكيك) يا ابن الخطاب ( فقلت يا رسول الله إن كسرى وقيصر فيما هما فيه) من زينة الدنيا ونعيمها ( وأنت رسول الله) المستحق لذلك لا هما ( فقال) عليه الصلاة والسلام ( أما ترضى أن تكون لهم الدنيا) الفانية كزينتها ونعيمها ( ولنا الآخرة) الباقية ولهم بضمير الجمع على إرادتهما ومن تعبهما أو كان على مثل حالهما.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في النكاح وفي خبر الواحد واللباس ومسلم في الطلاق.