فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قوله: {وربك فكبر} [المدثر: 3]


[ قــ :4658 ... غــ : 4924 ]
- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا حَرْبٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ أَوَّلُ؟ فَقَالَ: { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} فَقُلْتُ أُنْبِئْتُ أَنَّهُ { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ أَوَّلُ؟ فَقَالَ: { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} فَقُلْتُ: أُنْبِئْتُ أَنَّهُ { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] فَقَالَ: لاَ أُخْبِرُكَ إِلاَّ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «جَاوَرْتُ فِي حِرَاءٍ، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي هَبَطْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ الْوَادِيَ، فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أَمَامِي وَخَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى عَرْشٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.
فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ دَثِّرُونِي وَصُبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا.
وَأُنْزِلَ عَلَيَّ: { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} » [المدثر: 1 - 3] .

وبه قال: ( حدّثنا إسحاق بن منصور) أبو يعقوب المروزي قال: ( حدّثنا عبد الصمد) بن عبد الوارث البصري قال: ( حدّثنا حرب) هو ابن شداد قال: ( حدّثنا يحيى) هو ابن أبي كثير ( قال: سألت أبا سلمة) بن عبد الرحمن ( أيّ القرآن أنزل أول؟ فقال: { يا أيها المدثر} فقلت أنبئت) بضم الهمزة مبنيًّا للمفعول أي أُخبرت أنه ( { اقرأ باسم ربك الذي خلق} فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله) الأنصاري ( أي القرآن أنزل أول؟ فقال: { يا أيها المدثر} فقلت: أنبئت أنه { اقرأ باسم ربك الذي خلق} ) سقط قوله الذي خلق لغير أبي ذر ( فقال) جابر: ( لا أخبرك إلا بما قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-)
:
( جاورت) في غار ( حراء) بالصرف ( فلما قضيت جواري هبطت فاستبطنت) أي وصلت إلى بطن ( الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فإذا هو) يعني الملك ( جالس على العرش) ولأبي ذر على كرسي بدل عرش ( بين السماء والأرض فأتيت خديجة فقلت دثروني وصبوا عليّ ماءً باردًا وأنزل عليّ) بضم الهمزة مبنيًّا للمفعول ( { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} ) والظاهر أن الذي أنبأ يحيى بن أبي كثير عروة بن الزبير والذي أنبأ أبا سلمة عائشة فإن
الحديث مشهور عن عروة عن عائشة، ويحتمل أن يكون مراده بأوّلية المدثر أولية مخصوصة بما بعد فترة الوحي أو مقيدة بالإنذار لا أوّلية مطلقة.