فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قوله: {هذا يوم لا ينطقون} [المرسلات: 35]

باب { هَذَا يَوْمُ لاَ يَنْطِقُونَ}
هذا ( باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ( { هذا يوم لا ينطقون} ) [المرسلات: 35] .


[ قــ :4668 ... غــ : 4934 ]
- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ بْنِ غِياثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَارٍ، إِذْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ: { وَالْمُرْسَلاَتِ} فَإِنَّهُ لَيَتْلُوهَا وَإِنِّي لأَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ، وَإِنَّ فَاهُ لَرَطْبٌ بِهَا إِذْ وَثَبَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «اقْتُلُوهَا».
فَابْتَدَرْنَاهَا فَذَهَبَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «وُقِيَتْ شَرَّكُمْ، كَمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا».
قَالَ عُمَرُ: حَفِظْتُهُ مِنْ أَبِي فِي غَارٍ بِمِنًى.

وبه قال: ( حدّثنا عمر بن حفص بن غياث) وسقط لغير أبي ذر ابن غياث قال: ( حدّثنا أبي) حفص قال: ( حدّثنا الأعمش) سليمان قال: ( حدّثني) بالإفراد ( إبراهيم) النخعي ( عن الأسود) بن عامر ( عن عبد الله) بن مسعود أنه ( قال: بينما) بالميم ( نحن مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في غار) بمنى ( إذ نزلت عليه { والمرسلات} فإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه وإن فاه لرطب بها إذ
وثبت)
ولأبي ذر عن الكشميهني إذ وثب بالتذكير ( علينا حيّة فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) : ( اقتلوها) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي اقتلوه ( فابتدرناها) لنقتلها ( فذهبت، فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وقيت شركم كما وقيتم شرها قال عمر) بن حفص بن غياث شيخ المؤلّف: ( حفظته) أي الحديث ولأبي ذر عن الكشميهني حفظت بحذف الضمير المنصوب ( من أبي) حفص وزاد ( في غار بمنى) .
[78] سورة { عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}
قَالَ مُجَاهِدٌ: { لاَ يَرْجُونَ حِسَابًا} : لاَ يَخَافُونَهُ.
{ لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا} : لاَ يُكَلِّمُونَهُ إِلاَّ أَنْ يَأْذَنَ لَهُمْ.
{ صوابًا} : حَقًّا فِي الدُّنْيا وَعَمِلَ بِهِ.
.

     وَقَالَ  ابْنُ عَبَّاسٍ { وَهَّاجًا} : مُضِيئًا.
.

     وَقَالَ  غَيْرُهُ: { غَسَّاقًا} : غَسَقَتْ عَيْنُهُ، وَيَغْسِقُ الجُرْحَ يَسِيلُ كَأَنَّ الغَسَّاقَ وَالغَسِيقَ وَاحِدٌ.
{ عَطَاءً حِسَابًا} : جَزَاءً كَافِيًا، أَعْطَانِي مَا أَحْسَبَنِي، أَيْ كَفَانِي.

( [78] سورة { عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} )
مكية وآيها أربعون.

( قال) ولأبي ذر وقال ( مجاهد) فيما وصله الفريابي في قوله تعالى ( { لا يرجون حسابًا} ) [النبأ: 27] أي ( لا يخافونه) لإنكارهم البعث.

( { لا يملكون منه خطابًا} ) أي ( لا يكلمونه) خوفًا منه ( إلا أن يأذن لهم) في الكلام ولأبي ذر عن الكشميهني والحموي لا يملكونه بدل لا يكلمونه.

( { صوابًا} ) أي ( حقًّا في الدنيا وعمل به) وقيل قال لا إله إلا الله.

( وقال ابن عباس) فيما وصله ابن أبي حاتم ( { وهاجًا} ) أي ( مضيئًا) من وهجت النار إذا أضاءت.

( وقال غيره) غير ابن عباس ( { غساقًا} ) أي ( غسقت عينه) غسقًا أظلمت وقال ابن عباس الغساق الزمهرير يحرقهم برده وقيل هو صديد أهل النار وثبت من قوله صوابًا إلى هنا لأبي ذر ( ويغسق الجرح يسيل) منه ماء أصفر ( وكأن الغساق والغسيق واحد) وسقط هذا لغير أبي ذر وذكره المؤلّف في بدء الخلق ( { عطاءً حسابًا} ) أي ( جزاءً كافيًا) مصدر أقيم مقام الوصف ( أعطاني ما أحتسبني أي كفاني) وقال قتادة فيما رواه عبد الرزاق عطاء حسابًا أي كثيرًا.