فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {يوم يقوم الناس لرب العالمين} [المطففين: 6]

بَاب { يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
({ يوم يقوم الناس} ) من قبورهم ({ لرب العالمين} ) [المطففين: 6] لأجل أمره وحسابه وجزائه وهذه الآية ثبتت لأبي ذر.


[ قــ :4672 ... غــ : 4938 ]
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مَعْنٌ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما-: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «{ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] حَتَّى يَغِيبَ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ».
[الحديث 4938 - أطرافه في: 6531] .

وبه قال: (حدّثنا إبراهيم بن المنذر) القرشي الحزامي المدني قال: (حدّثنا معن) هو ابن عيسى القزاز قال: (حدّثني) بالإفراد (مالك) الإمام الأعظم والحديث من غرائبه وليس في موطئه (عن نافع عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي) ولأبي ذر رسول الله (-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال):
({ يوم يقوم الناس لرب العالمين} ) [المطففين: 6] يوم القيامة وتدنو الشمس منهم مقدار ميل (حتى يغيب أحدهم في رشحه) بفتح الراء وسكون المعجمة في الفرع وضبطه في الفتح والمصابيح بفتحتين جميعًا عرقه لأنه يخرج من بدنه شيئًا فشيئًا كما يترشح الإناء المتحلل الأجزاء، وفي رواية سعيد بن داود حتى أن العرق يلجم أحدهم (إلى أنصاف أذنيه).

قال الكرماني: فإن قلت: ما وجه إضافة الجمع إلى المثنى وهل هو مثل صغت قلوبكما؟ وأجاب: بأنه لما كان لكل شخص أُذنان بخلاف القلب لا يكون مثله بل يصير من باب إضافة الجمع إلى الجمع حقيقة ومعنى انتهى.

وحكى القاضي أبو بكر بن العربي أن كل أحد يقوم عرقه معه وهو خلاف المعتاد في الدنيا فإن الجماعة إذا وقفوا في الأرض المعتادة أخذهم الماء أخذًا واحدًا لا يتفاوتون فيه وهذا من القدرة التي تخرق العادات والإيمان بها من الواجبات، ويأتي لذلك إن شاء الله تعالى في محله بعون الله تعالى وفضله وكرمه.


[84] سورة { إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}
قَالَ مُجَاهِدٌ { كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ} : يَأْخُذُ كِتَابَهُ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ.
{ وَسَقَ} : جَمَعَ مِنْ دَابَّةٍ.
{ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ} : لاَ يَرْجِعَ إِلَيْنَا.

([84] سورة { إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} )
ثبت لفظ سورة لأبي ذر.

(قال) ولأبي ذر: وقال (مجاهد): فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: ({ كتابه بشماله} ) [الحاقة: 5] أي (يأخد كتابه من وراء ظهره) تجعل يده من وراء ظهره فيأخذ بها كتابه وتغل يمناه إلى عنقه.

({ وسق} ) [الانشقاق: 17] أي (جمع) ما دخل عليه (من دابة) وغيرها.

({ ظن أن لن يحور} [الانشقاق: 14] .
أي (لا يرجع إلينا) ولا يبعث والحور الرجوع.