فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قوله: {اقرأ وربك الأكرم} [العلق: 3]

باب قَوْلِهِ: { اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ}
( باب قوله: { اقرأ} ) ولأبي ذر بالتنوين اقرأ ( { وربك الأكرم} ) .


[ قــ :4692 ... غــ : 4956 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ ح.
.

     وَقَالَ  اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، قَالَ مُحَمَّدُ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ، جَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} [العلق: 1 - 4] .

وبه قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر حدّثني الإفراد ( عبد الله بن محمد) المسندي قال: ( حدّثنا عبد الرزاق) بن همام قال: ( أخبرنا معمر) بسكون العين ابن راشد ( عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب ( ح) لتحويل السند كما مرّ.

( وقال الليث) بن سعد فيما وصله المؤلّف في بدء الوحي ( حدّثني) بالإفراد ( عقيل) بضم العين ابن خالد ( قال محمد) هو ابن مسلم بن شهاب الزهري ( أخبرني) بالإفراد ( عروة) بن الزبير ( عن عائشة -رضي الله عنها-) أنها قالت: ( أول ما بدئ به رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الرؤيا الصادقة) بالقاف ولم يقل هنا في النوم ثم ( جاءه الملك) جبريل ( فقال { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} ) الحديث اختصره هنا.


باب { الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ}
هذا ( باب) بالتنوين أي في قوله تعالى ( { الذي علم بالقلم} ) ثبت هذا لأبي ذر.


[ قــ :469 ... غــ : 4957 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ قَالَتْ عَائِشَةُ -رضي الله عنها-: فَرَجَعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى خَدِيجَةَ فَقَالَ: «زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي».
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

وبه قال: ( حدّثنا عبد الله بن يوسف) التنيسي قال: ( حدّثنا الليث) بن سعد الإمام ( عن عقيل) هو ابن خالد ( عن ابن شهاب) الزهري أنه ( قال: سمعت عروة) بن الزبير يقول ( قالت عائشة رضي الله عنها فرجع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى خديجة فقال: زملوني زملوني) مرتين ( فذكر الحديث) كما سبق.


باب

[ قــ :469 ... غــ : 4958 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ أَبُو جَهْلٍ: لَئِنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدًا يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ لأَطَأَنَّ عَلَى عُنُقِهِ.
فَبَلَغَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «لَوْ فَعَلَهُ لأَخَذَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ».
تَابَعَهُ عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ.

وبه قال: (حدّثنا يحيى) قال الكرماني: هو إما ابن موسى وإما ابن جعفر قال: (حدّثنا عبد الرزاق) بن همام (عن معمر) هو ابن راشد (عن عبد الكريم) بن مالك (الجزري) بالجيم المفتوحة والزاي (عن عكرمة) أنه قال: (قال ابن عباس) -رضي الله عنهما-: (قال أبو جهل) عمرو بن هشام ولم يدرك ابن عباس القصة فيحمل على سماعه ذلك منه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (لئن رأيت محمدًا يصلّي عند الكعبة لأطأن على عنقه فبلغ) ذلك (النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال) عليه الصلاة والسلام:
(لو فعله لأخذته الملائكة) وأخرج النسائي من طريق أبي حازم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- نحو حديث ابن عباس وزاد في آخره فلم يفجأهم منه إلا وهو أي أبو جهل ينكص على عقبيه ويتقي بيده، فقيل له: ما لك؟ قال: إن بيني وبينه لخندقًا من نار وهولًا وأجنحة فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لو دنا لاختطفته الملائكة عضوًا عضوًا" (تابعه) أي تابع عبد الرزاق فيما وصله عبد العزيز البغوي في منتخب المسند له (عمرو بن خالد) بفتح العين الحراني من شيوخ المؤلّف (عن عبيد الله) بضم العين ابن عمرو بفتح العين الرقي (عن عبد الكريم) الجزري.


[97] سورة {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ}
يُقَالُ الْمَطْلَعُ هُوَ الطُّلُوعُ، وَالْمَطْلِعُ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُطْلَعُ مِنْهُ.
أَنْزَلْنَاهُ الْهَاءُ كِنَايَةٌ عَنِ الْقُرْآنِ، إنا أَنْزَلْنَاهُ مَخْرَجَ الْجَمِيعِ، وَالْمُنْزِلُ هُوَ اللَّهُ وَالْعَرَبُ تُوَكِّدُ فِعْلَ الْوَاحِدِ فَتَجْعَلُهُ بِلَفْظِ الْجَمِيعِ لِيَكُونَ أَثْبَتَ وَأَوْكَدَ.

([97] سورة {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ})
مكية أو مدنية وآيها خمس ولغير أبي ذر سورة القدر وفي نسخة {إنّا أنزلناه في ليلة القدر} [القدر: 1] .

(يقال المطلع) بفتح اللام (هو الطلوع والمطلع) بكسرها وهي قراءة الكسائي (الموضع الذي يطلع منه أنزلناه) ولأبي ذر وقال أنزلناه (الهاء كناية عن القرآن) قال في الأنوار: فخمه بإضماره من غير ذكره شهادة له بالنباهة المغنية عن التصريح كما عظمه بأن أسند إنزاله إليه أي بقوله: {إنا
أنزلناه) خرج (مخرج الجميع، والمنزل هو الله تعالى.
والعرب تؤكد فعل الواحد فتجعله بلفظ الجميع ليكون) ولأبي ذر عن المستملي ليكن (أثبت وأوكد) والنحاة يعبّرون بقولهم المعظم نفسه كما نبه عليه السفاقسي وثبت "إنا" من قوله: {إنّا أنزلناه} لأبي ذر.


[98] سورة {لَمْ يَكُنْ}
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
{مُنْفَكِّينَ}: زَائِلِينَ.
{قَيِّمَةٌ}: الْقَائِمَةُ.
{دِينُ الْقَيِّمَةِ}: أَضَافَ الدِّينَ إِلَى الْمُؤَنَّثِ.

([98] سورة {لَمْ يَكُنْ})
مكية أو مدنية وآيها ثمان.

(بسم الله الرحمن الرحيم) ثبت لفظ سورة والبسملة لأبي ذر.

({منفكين}) [البيّنة: 1] أي (زائلين) أي عمّا هم عليه.

({قيّمة}) أي (القائمة.
{دين القيّمة} أضاف الدين إلى المؤنث) على تأويل الذين بالملة أو التاء تاء المبالغة كعلامة.